Saturday, 05 October 2024 10:38 GMT



إدوارد سعيد في ثقافات متصادمة: المثقف العالمي

(MENAFN- Alghad Newspaper) عزيزة علي عمان - صدر عن دار العائدون للنشر، كتاب "إدوارد سعيد في ثقافات متصادمة- فرنسا، إسرائيل، إيران، والعالم العربي"، للكاتب يحيى بن الوليد، حيث يسلط المؤلف في كتابه الضوء على هذه الثقافات الأربعة التي لها تأثير بكتابات إدوارد سعيد، النقدية والفكرية والثقافية.
يقول المؤلف في تمهيده للكتاب: "إن الأكاديمي والمفكر الفلسطيني الأميركي إدوارد سعيد ما يزال خطابه النقدي والثقافي متفردا وغير مسبوق في الجهات الأربع من العالم؛ مما جعله موضوع اهتمام عالمي واسع، وقد ارتحلت مؤلفاته إلى جغرافيات متغايرة وثقافات متباعدة إلى حد التصادم في أحيان كثيرة. وقد ترجمت أعماله، قبل وفاته، إلى "37 لغة".
ويشير بن الوليد إلى أن تجدد دعوة الباحثين إلى دراسة سعيد كـ"حال جميع القامات العالمية التي قلما يجود بها الزمن المعرفي"، سواء من خلال مشروعه الأكاديمي والفكري في مجموعة، أو من خلال جبهة من جبهاته المتعددة التي خاض فيها، بخاصة جبهة نقد الاستشراق التي استأثرت أكثر بالمجموعات القرائية، ثم موضوع "صور المثقفين"، الذي تلاها في سلم الاهتمام والتوظيف. إلى باقي جبهاته النقدية والفلسفية والفنية والجمالية والفكرية المتعددة.
ويرى المؤلف، أن النص عند سعيد يقع في أساس العناصر التكوينية لهذا النص تنظيرا ومنهجا ومفهوما وتصورا، ولغة وأسلوبا، وهذا ينطوي عليه استمرار البحث الجاد، في حد ذاته، من دلالات عميقة بخصوص قامة أكاديمية وفكرية في حجم قامة إدوارد سعيد، مبينا أن نظرية الخطاب "ما بعد الكولونيالي"، بصفة عامة، هي الغرب الأميركي "والأوروبي بنسبة أقل"، في كبريات الجامعات ومؤسساته العلمية ومراكزه البحثية، والغرب في لغته الإنجليزية الكونية، وبما في ذلك انضمام أسماء أكاديمية من الغرب ذاته للنظرية.
ويبين بن الوليد، أن نص سعيد ارتحل إلى ثقافات مختلفة في جهات العالم، وفي مقدمها الثقافة الهندية التي كانت الأكثر تفاعلا معه من خلال الدراسات التي برزت في مجال الكتابة التاريخية النقيضة للنخبة المثقفة في تصوراتها وكتاباتها لتاريخ الهند، وإشكالات الحداثة في المجتمع الثقافي الهندي.
ويقول المؤلف: "إن كتابات سعيد تتداول في ثقافات وبلدان أخرى مغايرة مثل، تركيا وباكستان وأفغانستان وجنوب أفريقيا.. الخ، فضلا عن ثقافات أخرى، مثل الثقافة اليابانية "برغم ثنائيتها الشرقية والغربية"، التي ذاعت فيها كتابات سعيد.
ويرى المؤلف أن خطاب سعيد ارتقى إلى مستوى "النظرية المهاجرة"، في دلالة على ارتحال أعماله وتدويل أفكاره في ثقافات أخرى، ولعل هذا ما يجعل الدارس إزاء سيل من الأسئلة المركبة الموصولة بـ"المثاقفة"، في علاقتها بالتمثيل الثقافي والاختلاف الهوياتي الذي يبلغ حد الاحتدام كما في هذا البحث. وغيرها من الإشكالات التي تفرض ذاتها في سياق دراسات مستقلة ورصينة.
ثم يتناول المؤلف ارتحال سعيد إلى فرنسا، بدءا من الترجمة "المنقوصة"، حتى الآن لأعماله؛ فضلا عن انتقائيتها وإضرابها عن التعامل مع سعيد - الناقد الأدبي، وهو أهم جانب فيه، بعد أن بلغ فيه ذروة الإحكام المعرفي، فهذا الموضوع مغيب، ومحارب أيضا ومتأخر ايضا، تلك الدراسات التركيبية التي مضت، في السياق الفرنسي، إلى كون سعيد كان وراء منجز أكاديمي وفكري مكرس، وأحدث ثورة "معرفية"، داخل الدراسات الأدبية، أو كان وراء "انتفاضة ثقافية"، بتعبير الباحث الفرنسي إيف كلفارون في كتابه "إدوارد سيعد- الانتفاضة الثقافية".
في كلمة على غلاف الكتاب كتبها مدير دار العائدون الشاعر عمر شبانه، يقول فيها: "إن الناقد الثقافي المغربي يحيى بن الوليد في هذا الكتاب يستحضر مجموع الثقافات العالمية التي تأثرت بصنيع إدوارد سعيد الثقافي عموما، وكتابه "الاستشراق" خصوصا، وبعض كتبه مثل "الثقافة والإمبريالية"، "صور المثقف"، وخارج المكان".
ورغم أن دراسة ابن الوليد هذه تتخصص في أربع ثقافات تسلط الضوء على طبيعة تأثير "سعيد" فيها، وعلى رأسها الثقافة الفرنسية التي تأخر تأثرها بمنتج سعيد، ثم الثقافة الإسرائيلية التي كانت علاقتها بسعيد سلبية وعدوانية، وكذلك الثقافة الإيرانية، أما العربية، فهي الأقل تأثرا وإفادة، أقول رغم تخصص دراسة ابن الوليد بهذه الثقافات الأربع، فإنها تطوف بنا في ثقافات العالم الغربي والهندي والياباني وغيرها، لذلك فنحن نطوف مع ابن الوليد في ثقافات وحضارات، وهو ما يجعلنا شديدي الاهتمام به، كما أنّ كثرة مراجعه وتنوع مصادرها سبب آخر لهذا الاهتمام.
يقول ابن الوليد في مقدمته لكتابه: "إن الموضوع، مدار الكتاب، مركب في أغلب وجوهه. والتعاطي معه لا يخلو، في معظمه، من نوع من المغامرة الأكاديمية. كما أنه موضوع غير مطروق، على نطاق واسع، في المنجز العربي المكرس لإدوارد سعيد. ونأمل في أن نكون قد ألقينا الضوء عليه".
وينبغي التنويه إلى أن هذا هو الإصدار الثاني لابن الوليد في دار العائدون، إذ أصدرت له "سردية فلسطين: بين إدوارد سعيد ومحمود درويش".

MENAFN02102024000072011014ID1108740574


إخلاء المسؤولية القانونية:
تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.

النشرة الإخبارية



آخر الأخبار