Sunday, 13 October 2024 01:16 GMT



ساعة الصفر

(MENAFN- Alghad Newspaper) إسرائيل هيوم بقلم: يوآف ليمور

انعقد الكابنت السياسي الأمني أمس فيما كانت أمامه مسألة مركزية واحدة: إمكانية مناورة برية للجيش الإسرائيلي في لبنان.
بعد النجاحات العملياتية في الأسبوعين الأخيرين، يسعى الجيش لأن يستغل الزخم وحقيقة أن حزب الله منهك، لتعميق الإنجاز في منطقة الحدود أيضا. وذلك بهدف ضرب البنى التحتية العملياتية التي أقامها حزب الله على طول الجدار، والتي كان يفترض به أن يستخدمها في خطته لاحتلال الجليل، وأساسا أنفاق الاقتراب والهجوم، وكذا بيوت ومجالات استخدمت لتخبئة وسائل قتالية ونشطاء. إزالتهم حيوية لأجل تقليص التهديد على البلدات والسماح بتحقيق هدف إعادة السكان الى بيوتهم بأمان.
هذا وكشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" أمس بأنه في الأشهر الأخيرة نفذ الجيش الإسرائيلي عمليات خاصة كثيرة استهدفت إعداد التربة للخطوة البرية، بما في ذلك أعمال داخل الأنفاق في الجانب اللبناني. الجيش الإسرائيلي قلق أساسا من تهديد مضادات الدروع الأمر الذي يستعد له حزب الله منذ حرب لبنان الثانية في 2006 بما في ذلك التسلح بالجملة بالمنصات وبالصواريخ.
أمام الجيش الإسرائيلي توجد ثلاث إمكانيات: الأولى المناورة قريبة من الجدار لأجل تدمير البنى التحتية. يدور الحديث عن خطوة مركزة ومحدودة بالمكان وبالزمان، يمكنها أن تنتهي في غضون بضعة أسابيع. الثانية، المناورة حتى الليطاني لأجل ضرب البنى التحتية على مسافة أبعد عن الحدود، والثالثة، المناورة شمال نهر الليطاني لأجل تعميق الضربة لحزب الله، لقدراته ولرجاله.
يخيل أن القرارات ستنشأ وفقا لثلاثة مقاييس: مدى الضربة لمنظمة حزب الله، الثمن بحياة الجنود (والخوف من مخطوفين)، وإمكانية التورط الذي يؤدي الى بقاء طويل في لبنان. التفكير بهذه المقاييس كفيل بان يدل على أن إسرائيل ستفضل الإمكانية الأولى التي تقيد الأعمال بمنطقة الجدار وتكون مركزة زمنيا. وهكذا تتمكن إسرائيل أيضا من حصر الضغط الدولي الذي سيمارس عليها كنتيجة للاجتياح المتوقع لأراضي لبنان والحفاظ على إحساس الإنجاز في الجانب الإسرائيلي وإحساس الفشل في الجانب اللبناني. للحالة النفسية هذه وزن كبير، بما في ذلك في عملية اتخاذ القرارات. فالأسبوعان الأخيران كانا مهمين جدا ليس فقط من ناحية الإنجاز– قطع حسن نصر الله ومعظم القيادة العسكرية لحزب الله، والضربة الشديدة لمنظومات إطلاق الصواريخ، الذخيرة والبنى التحتية لديه – بل وأيضا من ناحية الوعي الذي تثبت في الطرفين.
حزب الله هو منظمة ملاحقة، مضروبة ومهانة، مشاكل القيادة والتحكم تجعل من الصعب عليه أن ينفذ حتى بعضا من خططه العملياتية. كبار مسؤوليه المتبقون على قيد الحياة ينشغلون بالنجاة وفي أحيان قريبة لا ينجحون في الاتصال وفي نقل الأوامر بشكل ناجع للنشطاء في الميدان – وهذا هو سبب قلة المقذوفات الى أراضي إسرائيل.
إن بقاءً طويلا للجيش الإسرائيلي في لبنان مع ما يرافقه من مصابين، من شأنه أن يغير الميل. وعليه فستفضل إسرائيل إنجازات محدودة على خيالات تطرح منذ الآن من قبل بعض الوزراء، عن إبادة حزب الله. ومع ذلك معقول أن تسعى إسرائيل لأن تحتفظ بنفسها بحرية عمل حتى بعد ان ينتهي القسم السري من الحرب، كي تتمكن من مهاجمة وإحباط محاولات مستقبلية من حزب الله لتهريب وسائل قتالية الى لبنان وإعادة التموضع في مجال الجدار.
النجاحات العملياتية المبهرة حيال حزب الله تفتح كوة لتغيير ذي مغزى في لبنان، وربما ايضا في سورية. مثل هذا التغيير يستدعي مشاركة الدول السُنية المتصدرة (وعلى رأسها السعودية والامارات) والولايات المتحدة، فرنسا والطوائف غير الشيعية في لبنان. كما أنه يستوجب أيضا قدرا معينا من التنسيق مع روسيا التي تبدي حتى الآن عدم اهتمام مفاجئ بالأحداث الأخيرة في الشمال والتي تضرر فيها بعض من حلفائها.
لكن هذه النجاحات من المتوقع لها أيضا أن تدفع قدما أيضا بنقاش إضافي. هل نستغل الفرصة ونهاجم إيران. سلسلة تصريحات لمسؤولين إسرائيليين في الأيام الأخيرة كانت موجهة صراحة إلى طهران، بدءا بخطاب رئيس الوزراء نتنياهو في الأمم المتحدة، استمرارا لتوجهه المباشر أمس إلى الشعب الإيراني، وانتهاء بتصريحات رئيس الأركان هليفي أول من أمس بأن من يعرف كيف يصل إلى اليمن سيعرف كيف يصل أيضا إلى مسافات مشابهة في أماكن أخرى في المنطقة.
توجد بضعة أسباب تقرب إمكانية مثل هذا الهجوم في الوقت الحالي. أولا، إيران مضروبة ومشوشة، وفقدت ذخائر عديدة في المنطقة – وعلى رأسها أساس القدرة العملياتية لحزب الله، الذي كان يفترض به أن يكون السور الواقي الأساس لها ضد هجوم إسرائيلي على مواقع النووي. ثانيا، قدرة الرد المباشرة لإيران ضد إسرائيل محدودة، كما تبين في هجوم 14 نيسان، وإسرائيل يمكنها أن تحبط معظمه استنادا الى قدراتها الدفاعية وبمساعدة شركائها في المنطقة.
ثالثا، القدرة الدفاعية لإيران محدودة في مواجهة القوة الجوية الهجومية لإسرائيل، التي تفرغت في معظمها بعد أن انتهى أساس المهمة في لبنان. رابعا، توجد إيران على مسافة خطوة من قدرة نووية مثبتة (إمكانية لتفجير قنبلة) تضع العالم أمام حقيقة ناجزة، وخامسا لا يمكن أن نعرف ماذا سيكون مجال العمل الإسرائيلي بعد الانتخابات في الولايات المتحدة وتبعا لنتائجها.
بالمقابل توجد عدة أسباب تبعد إمكانية مثل هذا الهجوم الآن. أولا، الخوف من نشوى مبالغ فيها في الجانب الإسرائيلي ومحاولة بلع أكثر مما هو ممكن دفعة واحدة، فيما أن الساحة الأخرى ما تزال مفتوحة (وعلى رأسها المخطوفون في غزة).
ثانيا، لأن إسرائيل لا يمكنها أن تنفذ عملية كهذه وحدها، وسلوك إدارة بايدن حتى الآن لا يلمح بأنها ستمنحها ضوءا أخضر أو مساعدة فاعلة (وحتى سلبية) للهجوم. ثالثا، لأن هذه ستكون رسالة بدء لحرب أبدية ضد إيران. ورابعا، لأنه ليس واضحا على الإطلاق مدى الضرر الذي يمكن لإسرائيل أن توقعه بالمشروع النووي الإيراني.

MENAFN01102024000072011014ID1108737617


إخلاء المسؤولية القانونية:
تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.

النشرة الإخبارية