(
MENAFN- Alghad Newspaper)
نادية سعد الدين
عمان- لم تكتف حكومة الاحتلال بتأمين اقتحامات المستوطنين المتطرفين اليومية للمسجد الأقصى المبارك بكل حرية ومن دون قيود، بل قررت تمويلها، بتخصيص ميزانية غير قليلة لتنظيمها والحشّد الواسع لها، بما يشكل خطوة خطيرة تهدد هوية المسجد في إطار مساعي تهويده وتقسيمه.
وفي سابقة خطيرة من نوعها، تعتزم حكومة الاحتلال من خلال ما تسمى "وزارة التراث" تمويل جولات منظمة لاقتحام المسجد الأقصى، من أجل تنظيم الاقتحامات وإرفاقها بمرشدين يسعون لربط المسجد الأقصى وباحاته بالتاريخ اليهودي المزعوم، بما يؤدي إلى ترويج الرواية الصهيونية الزائفّة عن "الأقصى".
وتسعى حكومة الاحتلال من خلال هذا القرار إلى فرض مزاعم أن المسجد الأقصى جزء من "أرض إسرائيل التاريخية"، وأنها صاحبة حق في السيطرة عليه وبسط سيادتها الكاملة على المسجد، بما يشكل تغييراً للواقع التاريخي القائم في المسجد الأقصى.
كما يأتي قرار الاحتلال في إطار مأسسة مخطط للعديد من الوزراء في حكومة الاحتلال اليمينية وقادة المتطرفين للسيطرة الكاملة على المسجد الأقصى، في خرق واضح للقوانين الدولية وقرارات الشرعية الدولية، وفي استفزاز خطير لمشاعر المسلمين في العالم.
يصاحب ذلك السماح للمستوطنين المتطرفين بتنفيذ الطقوس والصلوات التلمودية والسجود الملحمي الجماعي، بكل حرية من دون اقتصار تلك المشاهد الاستفزازية على موسم الأعياد اليهودية المزعومة، بل باتت تتكرر يومياً تحت حماية قوات الاحتلال.
في حين لم تتوقف مساعي الوزير المتطرف "ايتمار بن غفير" للسماح بصلاة اليهود في المسجد الأقصى بكل حرية وبدون أي قيود، بالتزامن مع تصريحه الخطير بفرض الصلوات التوراتية فيه، ومحاولته "إقامة كنيسٍ يهودي في الأقصى لتحويل هويته من مسجد إسلامي إلى "هيكل" يهودي"، فضلاً عن تزعمه قيادة الاقتحامات الاستفزازية للمسجد الأقصى.
وتسعى ما يسمى "جماعات الهيكل"، المزعوم، لحشد أنصارها من المستوطنين المتطرفين لتنظيم الاقتحامات اليومية للمسجد الأقصى، وتحويلها إلى واقع يومي سعياً للدفع باتجاه تخصيص مكان لليهود للصلاة داخل المسجد، سواء بتقسيمه أم باقتطاع جزء منه، تمهيداً لتهويده والسيطرة الكاملة عليه.
ويستغل المتطرفون حرب الإبادة الجماعية الصهيونية ضد قطاع غزة وتصاعد عدوان الاحتلال في الضفة الغربية من أجل تنفيذ مخطط فرض السيادة الكاملة على المسجد الأقصى وتغيير واقعه القائم، في إطار سياسة تهويد مدينة القدس المحتلة.
ولمواجهة مخططات الاحتلال الخطيرة واعتداءات مستوطنيه؛ انطلقت الدعوات الفلسطينية لتكثيف الاحتشاد وشد الرحال إلى المسجد الأقصى المبارك والرباط فيه وإعماره، من أجل حمايته والدفاع عنه.
وأكدت الدعوات على ضرورة الحشد والرباط في المسجد الأقصى وإعماره، للتصدي لمخططات الاحتلال وجماعات المستوطنين غير المسبوقة في فرض واقع جديد فيه.
وتتزامن هذه الدعوات مع عدوان عصيب ومرتقب على المسجد الأقصى خلال فترة الأعياد اليهودية التي تبدأ في شهر تشرين الأول (أكتوبر) القادم، عدا عن مخططات خطيرة تستهدف المسجد من حكومة الاحتلال والمستوطنين.
ويُواجّه المسجد الأقصى أعتى مواسم العدوان عليه في موسم "الأعياد اليهودية" المزعومة، خلال الفترة من 3 إلى 24 من شهر تشرين الأول (أكتوبر) القادم، في ذروة التهديد الوجودي الذي يمكن أن يشهده منذ احتلاله.
وكانت ما يسمى "جماعات الهيكل" المزعوم المتطرفة نشرت، مؤخراً، مقطع فيديو جديد يحاكي حريقًا في المسجد الأقصى المبارك، في إشارة إلى تدميره وبناء "الهيكل" المزعوم مكانه.
من جانبها، دعت اللجنة الرئاسية العليا لشؤون الكنائس في فلسطين، إلى الدفاع عن المسجد الأقصى المبارك وإنقاذه من محاولات التهويد والسيطرة عليه.
وأكدت اللجنة، في بيان أصدرته أمس بمناسبة ذكرى المولد النبوي، ضرورة الحفاظ على المسجد الأقصى، ومواجهة الخطر الذي يتهدد مكانته وقدسيته، كما يتهدد القدس المحتلة ومقدساتها المسيحية.
وأكدت صمود الشعب الفلسطيني، بمسلميه ومسيحيّيه، ووحدة مصيره وإيمانه الراسّخ بحقه في أرضه ومقدساته، وصموده في مواجهة سياسات وإجراءات الاحتلال والمستوطنين الإرهابيين.
وأشارت إلى ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من إبادة وتجويع وتهجير في غزة، وقتل وتدمير واعتقال واضطهاد في الضفة الغربية، بما فيها القدس المحتلة ومقدساتها، وطالبت المجتمع الدولي برفع الظلم والقهر ووقف المذبحة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني.
MENAFN15092024000072011014ID1108675834