(
MENAFN- Alghad Newspaper)
جنين - لليوم الثامن على التوالي، يواصل جيش الاحتلال عدوانا على شمال الضفة الغربية المحتلة يعد الأوسع منذ عام 2002، شمل عدة مدن، وخلّف عشرات الشهداء، والجرحى، والمعتقلين.
فيما، واصلت قوات الاحتلال امس، عدوانها على مدينة جنين ومخيمها، حيث أسفر العدوان، عن استشهاد 19 فلسطينيا، وإصابة واعتقال العشرات، إضافة إلى تدمير واسع بممتلكات السكان والمرافق العامة والخاصة والبنية التحتية بما فيها شبكتي المياه والكهرباء.
في حين يواصل جيش الاحتلال اقتحامه لمدينة طولكرم، حيث تخوض المقاومة الفلسطينية اشتباكات عنيفة مع الاحتلال.
واستشهدت الطفلة لجين عبد الرؤوف (16 عاما)، وأصيب أربعة صحفيين، خلال حصار قوات الاحتلال منزلا في قرية كفر دان غرب جنين.
كما داهمت قوات الاحتلال منازل الاهالي في حي الهدف على أطراف مخيم جنين وعبثت بمحتوياتها وخربت أثاثها، كما جرفت آليات الاحتلال شارع وادي برقين، الذي يربط المدينة ومخيمها في بلدات وقرى برقين وكفرقود والهاشمية ويعبد.
واقتحمت قوات الاحتلال حي الزهراء في المدينة وجرفت البنية التحتية والشوارع، فيما يتواصل انقطاع المياه عن غالبية احياء المدينة والمخيم، ما تسبب بتفاقم معاناة الاهالي.
فيما، استهدفت قوات الاحتلال الليلة الماضية، مجموعة من الفلسطينيين في محيط دوار السينما وسط جنين، قبل ان تداهم عدة محلات تجارية في مركز المدينة، وتعبث بمحتوياتها، كما اعادت اقتحام الحي الشرقي من المدينة وداهمت منازل واعتقلت اخرين.
كما، واصلت جرافات الاحتلال العسكرية، تدمير الشوارع الرئيسية والبنية التحتية في مدينة جنين ومخيمها، حيث قدرت بلدية جنين أن 80 % من البنية التحتية والشوارع لحقت بها أضرار جسيمة جراء العدوان.
وصباح امس، دفعت قوات الاحتلال بتعزيزات عسكرية عبر حاجز الجلمة باتجاه المدينة ومخيمها، فيما واصلت آلياتها حصار مستشفى جنين الحكومي، واغلاق الشوارع الواصلة إلى مستشفى ابن سينا بالسواتر الترابية، وإعاقة عمل الطواقم الطبية ومركبات الإسعاف.
وقال متحدث الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، إن جيش الاحتلال رفض وصول بعثة تقييم أممية إلى مدينة جنين شمال الضفة الغربية المحتلة.
وأوضح دوجاريك في مؤتمره الصحفي اليومي، أن الخسائر في أرواح الفلسطينيين زادت نتيجة استخدام الجيش الصهيوني "أساليب الحرب القاتلة".
وأضاف أن الحواجز التي تحول دون الوصول إلى الضفة الغربية أثرت في المساعدات الإنسانية، وأنه يتم تأجيل دخول سيارات الإسعاف والفرق الطبية منذ أسبوع.
وأشار دوجاريك إلى أن الأمم المتحدة تتابع عن كثب التطورات في الضفة الغربية وقطاع غزة، مبيناً أن "التطورات تسير في الاتجاه الخاطئ".
كما، واصلت قوات الاحتلال حملات الاعتقال في الضفة بوتيرة غير مسبوقة، حيث اعتقلت 30 فلسطينيا امس على الأقل من الضفة، من بينهم أطفال، وأسرى سابقون، بالإضافة إلى آخرين كرهائن.
وقالت هيئة الأسرى ونادي الأسير في بيان مشترك، امس، إنه ومنذ إعلان الاحتلال العدوان على شمال الضّفة منذ الأربعاء الماضي، اعتقل أكثر من (180) شخص، وهذه الحالات المؤكدة لدى المؤسسات، في ضوء استمرار العدوان في جنين، وعدم المقدرة على معرفة حصيلة الاعتقالات النهائية والتي تقدر بالعشرات.
وقد رافق حملات الاعتقال المستمرة والمتصاعدة عمليات تحقيق ميداني للعشرات من الفلسطينيين في عدة بلدات ومخيمات، كما جرى صباح امس في مخيم الجلزون، وبلدة بيت سوريك، والمناطق التي تواصل فيها قوات الاحتلال عدوانها، بالإضافة إلى الضرب المبرح بحق المعتقلين، واستخدام الكلاب البوليسية، واستخدام الاهالي دروعا بشرية ورهائن، فضلا عن عمليات التخريب الواسعة التي طالت المنازل.
يُشار إلى أن قوات الاحتلال اعتقلت أكثر من 10 آلاف و400 فلسطيني من الضفة بما فيها القدس، منذ بدء حرب الإبادة المستمرة والعدوان الشامل على الشعب الفلسطيني وخصوصا بعد 7 تشرين الاول (اكتوبر) الماضي.
وقال الناطق باسم الهلال الاحمر، أحمد جبريل، إن طواقم الاسعاف نقلت متضامنين اثنين، من الأجانب، جراء تعرضهما للاعتداء بالضرب من قبل المستعمرين في بلدة قصرة، ويبلغان من العمر 22 عاما، وهما شاب، وفتاة والتي أصيبت بكسر باليد.
من جانبه، قال الناشط ضد الاستيطان في بلدة قصرة، فؤاد حسن، إن مستعمرين من البؤرة الاستعمارية "يش كودش"، هاجموا عددا من المتضامنين الأجانب، الأمر الذي أدى إلى إصابة اثنين في المنطقة الجنوبية الشرقية من البلدة.
وأشار إلى أن نشطاء تصدوا للمستعمرين الذين كانوا ينفذون أعمال تقطيع وتخريب في أراضي الفلسطينيين.
وفي الخليل، قال فلسطينيون، امس، إن الجيش الصهيوني يحوّل مدينة الخليل وبلدات مجاورة في جنوبي الضفة الغربية المحتلة إلى ما يشبه "سجن كبير"، عبر تقطيع أوصالها بحواجز عسكرية وبوابات حديدية.
وبدأ الاحتلال هذه التحركات بعد أن قتل فلسطيني بالرصاص 3 صهاينة قرب الخليل الأحد الماضي، وعقب تفجير مزدوج بمستوطنة غوش عتصيون.
وأضاف السكان الفلسطينيون ان الجيش الصهيوني أعاد الخليل إلى ما كانت عليه في انتفاضة المسجد الأقصى عام 2000، حيث أغلق الطرقات والمداخل كافة في مدن وبلدات الضفة.
على مدخل الخليل الشمالي المعروف بـ"رأس الجورة"، اغلق الاحتلال المدخل ببوابة حديدية ما يجبر الفلسطينيين على التنقل سيرا على الأقدام.
ولم تعد الطواقم الطبية قادرة على نقل المرضى عبر هذه الطرقات ما يدفعها إلى نقلهم من مركبة إلى أخرى على البوابات.
وقال رئيس بلدية الخليل تيسير أبو سنينة إن "الجيش الاحتلالي حوّل المدينة إلى أشبه بسجن كبير وفرض عليها سياسة العقاب الجماعي".
وأفاد بـ"إغلاق كافة مداخل المدينة بالحواجز العسكرية والبوابات، وكذلك فعل الجيش الصهيوني بغالبية البلدات في المدينة".
وتابع: "ما يقوم به الاحتلال عقاب جماعي يتضرر منه بالدرجة الأولى المواطن العادي.. تعطلت كافة مناحي الحياة، الأسواق شبه فارغة، وحركة التجارة والنقل أصيبت بشلل".
أبو سنينة مضى قائلا: "لم نعد قادرين على تقديم خدمات رئيسية كنقل النفايات إلى المكبات جراء الإغلاق".
وشدد على أن "الخليل مدينة اقتصادية تجارية، وهذا الإغلاق لليوم الرابع بدأ يتسبب بخسائر مالية كبيرة".
كما أن "المستوطنين يستبدون ويدمرون ويقتلون بحماية الجيش المحتل الذي يمارس مزيدا من الضغط على السكان. الناس يريدون العيش ضمن حقوقهم في أمن وأمان وسحبها يعني انفجار"، حسب أبو سنينة.
ومنذ يوم الأربعاء الثامن والعشرين من آب (أغسطس) الماضي، بدأت قوات الاحتلال عدوانا على الضفة الغربية، خاصة شمالها، ما أسفر عن استشهاد 34 فلسطينيا، بينهم 19 في جنين، و8 في طولكرم، و4 في طوباس، و3 في الخليل، ما يرفع حصيلة الشهداء في الضفة منذ السابع من تشرين الأول ( أكتوبر) 2023 إلى 685.-(وكالات)
MENAFN04092024000072011014ID1108637300