التصالح مع الماضي

(MENAFN- Al-Anbaa) السلام الداخلي والتصالح مع الذات من أولى الخطوات التي تجعل حياة الشخص المسالم هادئة، حيث تخلو من المصاعب والمعوقات، التي تعوق طريقه وتؤثر على نفسيته سلبا.
هذان الأمران يعنيان التحدث مع الآخرين بارتياحية دون تصنع، بالإضافة إلى القناعة بما أنت عليه الآن والرضا بما أعطاه الله تعالى لك، بالإضافة إلى أن المتصالح مع نفسه ينظر إلى المزايا قبل العيوب ويحمد الله تعالى عليها.
السلام الداخلي والتصالح مع الذات يمثلان أول خطوة لجعل النفس متصالحة وأن تعلم أنه لا يوجد شخص سيئ للغاية ولا شخص جيد للغاية. ولكن نحن نمتلك القدرة على التحكم بأنفسنا وتحويل السيئ إلى جيد، وذلك عن طريق جعل أنفسنا مستقرين نفسيا ونتخلص من كل ما يرهقنا ويشغل بالنا حتى نجد التصالح مع الذات.
نجد أن هناك الكثير من الناس لا تعلم ماذا تعني كلمة السلام الداخلي!
تعرف جملة السلام الداخلي بهــذا الاسم، نظرا للسلم الذي يكون فيه الشخص، حيث تغلب علـــيه هالة من الهدوء والسلام النفسي والروحي. بالإضافة إلى بعد ذلك يؤثر على طريقة تفكيــره وتحليلــه للأمور وكذلك أسلوب حياته. يتميز هذا الشخص بالقدرة على تحمل الضــغوطات وحل المشاكل في وسط الصعـــوبات دون أن يفقـد أعصابه أو يصاب باكتئاب أو يأس، نظرا لأنه شخص يتميز براحـــة بال وسكــون، له قدرة علــى معرفة أخطائه والعمل على تعديلها والتعلم منها. بالإضافة إلى عدم تكرارها في المستقبل، قدرته على مسامحة الآخرين إذا أخطأوا في حقه. بالإضافة إلى مساعدتهم عند الحاجة دون طلب المساعدة منه، يحب أن يمد الناس بالطاقة الإيجابية التي تجعلهم يرغبون في التغلب على ما يواجهونه. بالإضافة إلى حبه في احتواء الآخرين وسماع مشاكلهم والعمل على حلها.
كذلك الشخص الذي يحمل السلام الداخلي يؤمن بأنه لن يتحقق تقدم المجتمع إلا بتحقيق السلام الداخلي في كل شخص من المجتمع. لذا نجده دائما يسعى الى نشر السلام الداخلي في قلوب بعض الأشخاص.
كذلك قال أحدهم إن الابتسام خطوة البداية لتحقيق السلام. إن القوة يأتي معها الخراب والحرب ولا يتحقق سلام، بينما ما يحققه هو الفهم وحل الأمور بالعقل.
وقد يختلط على البعض أن التصالح مع الذات قد يعني حب النفس، ولكن يوجد فرق شاسع بينهما ألا وهو ما يلي: التصالح مع الذات هو مصطلح يعني معرفة قيمة النفس جيدا وامتلاك عزة. بالإضافة إلى أن التصالح مع الذات إحدى الطرق التي تمنح الشخص المتصالح مع ذاته طاقة إيجابية تؤثر على حياته في جميع الجوانب النفسية والعملية. أما حب النفس فتعني الغرور وتفضيل النفس على الآخرين في جميع الأمور مما يصل الأمر إلى الأنانية.
والتصالح مع الذات لا يكتمل إلا بالالتزام بالأخلاق السامية، حيث لا بد أن تكون وفيا مسامحا وصادقا في حديثك مع الآخرين. بالإضافة إلى صدقك مع نفسك، عدم الخبث وعدم النفاق والابتعاد عن الكذب. الرضا من أسمى الصفات التي لا بد من التحلي بها. حيث مهما كانت حياتك لا تنظر إلى حياة الآخرين وتقارن نفسك بهم. كن راضيا وأعلم أن الله تعالى يعطي لكل فرد نصيبه من الحياة. واعلم أنه مهما كنت تحيا حياة سيئة فاعلم أنه سوف يراضيك لأنك صابر وراض بقضاء الله عز وجل.
كذلك، يجب ألا ينسى المرء أن يتصالح مع ماضيه.

MENAFN01082024000130011022ID1108504793