Friday, 18 October 2024 10:11 GMT



‏نتنياهو في الكونغرس: زعيم الجريمة يعربد.. وشركاؤه يهتفون ‏

(MENAFN- Alghad Newspaper) ترجمة: علاء الدين أبو زينة ‏‏ريتشارد روبنشتاين‏ - (كاونتربنش) 26/7/2024
عدت إلى البيت من مظاهرة يوم الأربعاء المناهضة لخطاب نتنياهو في الكابيتول هيل في الوقت المناسب لمشاهدة رئيس الوزراء الإسرائيلي وهو يخاطب الجلسة المشتركة للكونغرس الأميركي. ولم يكن الشيء الأكثر دناءة في الحدث هو الخطاب نفسه، الذي كان، بشكل متوقع، متعطشا للدماء ومليئا بالأكاذيب، وإنما ردود فعل أعضاء الكونغرس المجتمعين. جميعهم تقريبا وقفوا وهتفوا لفترة طويلة بينما قام ضيفهم المدعو بتشويه سمعة أولئك الذين يحتجون على قدومه في الشوارع خارج مبنى الكابيتول، باعتبارهم "حمقى" مؤيدين لحماس، "يقفون مع المغتصبين والقتلة"، والذين "تدفع إيران ثمن احتجاجاتهم".‏
‏أفهم أن جميع المحتجين تقريبا، بمن فيهم أنا، كانوا أميركيين -مجموعة من الناس الذين يدعي أعضاء الكونغرس أنهم يمثلونهم. لكن هذا لم يكن مهما. إن بنيامين نتنياهو محتال فنان ومتمرس، يعرف جيدا عندما يكون لديه جمهور من المنافقين الذين سيشترون أي جسر بروكلين يشعر بالرغبة في بيعه عليهم. وقد وصلت إلى المنزل في الوقت المناسب لمشاهدته وهو يبهر أعضاء الكونغرس بتقديم المحاربين الإسرائيليين الجرحى -الذين تصادف أنهم أشخاص ملونون- في معرض الزوار. ولم يضحك أحد أو يعترض عندما قام بالتشهير بالمتظاهرين، أو عندما وصف "جيش الدفاع الإسرائيلي" بأنه الجيش الأكثر عناية بالمدنيين في تاريخ العالم، أو عندما اتهم المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية بنشر "تشهير دم" معاد للسامية. لكن أفضل حيلة له على الإطلاق كانت استخدام "سفر التكوين" لتبرير المطالبات الإسرائيلية بكامل‏‏ فلسطين القرن‏‏ الحادي والعشرين.‏
قال وهو يضرب بيده على المنصة: ‏"إنهم يصفون إسرائيل بأنها دولة استعمارية. ألا يعلمون أن أرض إسرائيل هي حيث صلى إبراهيم وإسحاق ويعقوب، حيث بشر إشعياء وإرميا وحيث حكم داود وسليمان"؟‏
‏وقد أثارت هذه النتيجة المتنافرة مع مقدماتها أعلى الهتافات على الإطلاق! يدرك نتنياهو جيدا أن ما يحافظ على الدعم الأميركي المتبقي لإسرائيل هو مزيج من الضغط السياسي والمالي الصهيوني، والآمال المسيحية الإنجيلية في هرمجيدون الشرق الأوسط، والإمبريالية الأميركية. وقام بتقديم إسرائيل بجسارة على أنها عميلة للولايات المتحدة في المنطقة، تلغي الحاجة إلى وجود "قوات أميركية على الأرض". ودعا خطابه، الذي هلل له الأجلاف غير المتعلمين بحماس، إلى "تحالف إبراهيمي" لشن حرب على إيران و"حزب الله".‏
‏كان حوالي نصف الديمقراطيين في الكونغرس قد امتلكوا اللياقة لتغييب أنفسهم عن هذه المهزلة العدوانية. وقد رفضت كاميلا هاريس الحضور ورئاسة الجلسة. وحضرت رشيدة طليب، لكنها رفعت لافتة صغيرة كُتب عليها "مجرم حرب". وكان ديمقراطيون آخرون مثل جيري نادلر من نيويورك وجيمي راسكين من ماريلاند في القاعة، لكنهم تصرفوا بغرابة –حيث لم يفعلوا شيئا ولم يشاركوا في الهتاف لدى سماع بعض تصريحات "بيبي" البغيضة أكثر ما يكون، لكنهم نهضوا للهتاف في لحظات أخرى من الشوفينية الطنانة. في نهاية المطاف، لا جدوى من الإساءة إلى (أيباك) ومؤيديها في عام الانتخابات!‏
‏كان معظم الجمهوريين، بطبيعة الحال، في حالة من النشوة كل الوقت، خاصة عندما أشاد نتنياهو بقائدهم العزيز. الذين كان، بينما أكتب هذه السطور، في طريقه إلى مار لاغو لتكريمه. وهذا كثير على دونالد ترامب "مرشح السلام". كانت النتيجة المفيدة الوحيدة لهذا الحدث المحرج عالميا هي الكشف –إذا كان ثمة حاجة إلى كشف- عن أن جمهوريي "جعل أميركا عظيمة مرة أخرى" متحدون في دعم "حرب أبدية" تمولها الولايات المتحدة في الشرق الأوسط.‏
‏وفي الوقت نفسه، كان العالم يراقب في ذهول الإمبراطورية الأميركية الجاهلة وهي تعزل نفسها أخلاقيا وسياسيا عن جميع شعوب العالم تقريبا. في الحقيقة، مع أصدقاء مثل نتنياهو، كما تقول الطرفة اليهودية القديمة، من يحتاج إلى أعداء؟‏
*نشر هذا المقال تحت عنوان: Netanyahu in Congress: the Crime Boss Fulminates, While His Accomplices Cheer
*ريتشارد إي روبنشتاين Richard E. Rubenstein: هو مؤلف وأستاذ جامعي متخصص في حل النزاعات والشؤون العامة في جامعة جورج ماسون. ولد في 24 شباط (فبراير) 1938، وكتب على نطاق واسع عن العنف السياسي وحل النزاعات، بما في ذلك أعمال بارزة مثل "كيميائيو الثورة: الإرهاب في العالم الحديث" Alchemists of Revolution: Terrorism in the Modern World. وهو أيضا مدير سابق لـ"مدرسة كارتر للسلام وحل النزاعات"، تخرّج من كلية هارفارد.

MENAFN30072024000072011014ID1108501551


إخلاء المسؤولية القانونية:
تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.

النشرة الإخبارية



آخر الأخبار