Friday, 07 February 2025 02:07 GMT



حكومة نتنياهو في الإنعاش.. وعداد الانتخابات المبكرة بدأ بالدوران

(MENAFN- Alghad Newspaper) الدوحة - بدأت عجلة الدعوة لانتخابات مبكرة في كيان الاحتلال بالدوران، مستندة لمؤشرات تؤكد أن ذلك نتاج تصرفات حكومة التطرف بقيادة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
وقالت محللة الشؤون السياسية في صحيفة معاريف في الكيان المحتل آنا براسكي، إن عجلة الدعوة لانتخابات مبكرة في الكيان المحتل بدأت بالعمل بسبب تطور الخلافات داخل الائتلاف الحاكم نفسه على خلفية أزمتي قانون الحاخامات وقانون تجنيد الحريديم، اللتين تعززان بدورهما أزمة المعارضة مع حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
وأضافت براسكي "عندما يتحدث شركاء الائتلاف الحاكم عن بعضهم البعض، وعندما يفضل نتنياهو التحدث مع كبار شركائه عبر مقاطع الفيديو، فهذه مؤشرات على الديناميكيات المألوفة التي تؤدي إلى انتخابات مبكرة"، وفق قولها.
وأشارت إلى أنه "من المستحيل وصف الوضع الحالي في الحكومة والائتلاف والنظام السياسي برمته بشكل أفضل". لكن في المعجم السياسي هناك كلمة خاصة لترجمة عبارة "هناك فوضى لنجري انتخابات" إلى اللغة المهنية وهي "ديناميكيات".
وتشبه براسكي حالة "الديناميكية" بحالة المريض الذي حصل للتو على نتائج الاختبار ويذكر تشخيص الطبيب أنه لم يعد شخصا سليما، ولكنه يعاني من مرض معقد، صحيح أنه لم يتم تعريفه بعد على أنه مرض عضال، لكن حتى الطبيب البارع لا يستطيع أن يضمن له نجاح العلاج والقضاء على المرض نهائيا.
ولفتت المحللة إلى أن تلك المرحلة هي "محطة واحدة تسبق التفكك، حين يبدأ اللاعبون على الضفتين- في الائتلاف والمعارضة معا- بشم رائحة المتفجرات في الأجواء حتى من دون أن يكون هناك أي منطق في إسقاط الحكومة والذهاب إلى الانتخابات".
وأشارت إلى أن المعنى العملي لوصول الحكومة إلى حالة من "الديناميكية" هو استيعاب الفرقاء أن الانتخابات لن تُعقد في موعدها، ولكن قبل وقت طويل من خريف عام 2026. وبالتالي فإن السؤال من الآن فصاعدا ليس "إذا" بل "متى".
وانتقلت براسكي من حالة التوصيف إلى التأكيد على أن الملفات الدينية كانت تاريخيا هي "الصاعق الذي يطيح بالحكومات، ويفجر الدعوة للذهاب لانتخابات مبكرة للكنيست".
وقالت إن "الإطاحة بالحكومات على خلفية تدنيس يوم السبت أو أي جريمة أخرى ضد أسس اليهودية هي "البراءة النهائية" للأحزاب الأرثوذكسية المتطرفة، وهي البطاقة التي تعمل دائما عندما تسحبها في اللحظة المناسبة، وهي اللحظة التي تأتي دائما تقريبا بعد وقت قصير من بدء "الديناميكية".
وأكدت أن "براءة الاختراع" هذه ظهرت إلى حيز الوجود، قبل وقت طويل من توصل حزب "شاس" إلى القانون الحاخامي (الذي اضطر نتنياهو لسحبه من التداول إثر خلافات حوله داخل حزب الليكود نفسه)، وأيضا قبل وقت طويل من اتخاذ الأغلبية غير الأرثوذكسية قرارا بضرورة إقرار قوانين الإعفاء من التجنيد في الجيش الإسرائيلي لأعضاء المدارس الدينية اليهودية المتطرفة".
وينص مشروع قانون الحاخامات على نقل صلاحيات تعيين الحاخامات، في المدن من السلطات المحلية، إلى وزارة الأديان التي يتولاها موشيه ملخيئيلي من حزب "شاس" الديني.
واستدعت براسكي ما جرى في نهاية عام 1976، حيث "اندلعت أزمة السبت الأولى، بعد حفل رسمي لاستقبال أول طائرة من طراز "إف 15" (F15) في إسرائيل. وأقيمت المراسم في قاعدة تل نوف ظهر أول من أمس وامتدت إلى بداية يوم السبت، مما تسبب في "تدنيس يوم السبت" من قبل عدد من وزراء الحكومة، وأدى إلى الإطاحة بحكومة رئيس الوزراء الأسبق إسحاق رابين وإجراء "انتخابات مبكرة".
كما أشارت إلى أزمة مماثلة وقعت في أيلول(سبتمبر) 1999، "حيث جرت عملية لوجيستية معقدة لتحريك شاحنة شركة الكهرباء، حيث تقرر تنفيذ العملية يوم السبت من أجل تقليل تعطل حركة المرور خلال الأسبوع. ولم يمض وقت طويل حتى استقال حزب يهودات هتوراه من الائتلاف، وهي خطوة لم تسقط حكومة إيهود باراك على الفور، بل خلقت الديناميكية نفسها التي أدت إلى سقوط حكومته. وفي وقت قصير أدى إلى تقديم الانتخابات".
وقالت محللة معاريف إنه "في كلتا الحالتين كان العذر الديني حقيقيا وأصيلا تماما، وجاء في المقام الأول لإضفاء الشرعية على حركة سياسية أدت إلى القرار وراء الكواليس بالذهاب إلى الانتخابات".
ولفتت براسكي إلى حقيقة مهمة في مسار التحول الذي قد يدفع قدما بتبكير الانتخابات، وقالت "إن إحدى أصعب النتائج وأكثرها دراماتيكية للتغيير في الواقع بالنسبة للحريديم، هي حقيقة أن المجتمع الإسرائيلي قد غير موقفه فيما يتعلق بقضية التجنيد، بعد أن كان الموقف المعارض لإعفائهم من التجنيد موقفا يخص اليسار فقط ليصبح اليوم موقفا لليبرمان ولبيد وناخبيهما، والرأي السائد بين الجمهور العام، بما في ذلك جمهور اليمين والجمهور المتدين في غالبيته".
وأضافت "ما لم يكن سيكون.. لقد انتهت حالة إدامة الإعفاء من إسرائيل وليس من المرجح أن تعود، سواء أحببنا ذلك أم لا، ويتم استيعاب هذا الاستنتاج بشكل متزايد بين السياسيين الأرثوذكس المتطرفين، بل إنه بدأ في التسرب إلى بيوت الحاخامات ومحاكمهم".
وخلصت براسكي إلى القول "إن إدراك اليهود المتشددين أنهم لن يحصلوا على حل للتجنيد يقترب حتى أقرب مما يتوقعون، وهو الأمر الذي تبين أنه كان بمثابة خيبة أمل كبيرة، وسيكون كافيا لكي ينضج اليأس والغضب السائد في شاس ويهودات هتوراه إلى عمل نشط (ضد حكومة نتنياهو التي يشاركون فيها)، عندها ستصبح الديناميكيات أكثر وضوحا، والنهاية وشيكة ولا رجعة فيها. وهذا بالضبط ما سيواجهه رئيس الوزراء نتنياهو في المستقبل القريب".
واعتبرت أن تسارع الأزمة يدفع الأحزاب الإسرائيلية إلى مراجعة مواقفها لكي تحصل على نصيب من الكعكة القادمة، مشيرة في ذلك إلى التلاسن الذي حصل بين نتنياهو ووزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، وبين نتنياهو وكل من زعيم المعارضة يائير لبيد، ورئيس حزب إسرائيل بيتنا أفيغدور ليبرمان، وقالت إن "عدم اتصال نتنياهو مباشرة بكبار شركائه لإجراء محادثات خاصة في الغرف المغلقة، والتحدث إليهم عبر مقاطع الفيديو الموزعة على الواتساب، تظهر الأبعاد الحقيقية للأزمة".-(وكالات)

MENAFN22062024000072011014ID1108360959


إخلاء المسؤولية القانونية:
تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.