ذرائع الاحتلال للهجوم على خان يونس تلهث وراء التهجير.. لكن؟

(MENAFN- Alghad Newspaper)
موفق كمال






منذ انتهاء الهدنة التي تخللت الحرب الوحشية الصهيونية على غزة، صباح الجمعة الماضي بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وقوات الاحتلال الصهيوني، والاخير يمعن في تصعيد عمليات القصف الجوي والمدفعي التدميرية، نحو ما يسميه بالأهداف في قطاع غزة، وتحديدا ما يزعم بأنها للمقاومة الفلسطينية بخاصة حماس في منطقة خان يونس، القريبة من معبر رفح، المحاذي للحدود المصرية.
ويندفع الاحتلال في قصفه التدميري للبينة التحتية في خان يونس، وارتكاب جرائم قتل وحشية بحق الغزيين هناك، في محاولة منه للقبض على طرف خيط واه للنصر، يواجه فيه مجتمعه الاستعماري، بالإضافة الى تطلعه لإنشاء منطقة عازلة تبقى تحت سيطرته، لمنع المقاومة من قصف كيانه الاحتلالي، بحسب خبراء، وكذلك نراه يلوح بملف تهجير أهالي خان يونس، الذي تضاعف عدد سكانه، بعد نزوح غزيين اليه من شمال القطاع.
الباحثة والكاتبة الفلسطينية د. تمارا حداد، أكدت أن استئناف القتال بعد الهدنة لتحقيق الهدف الضمني غير المعلن، أي "التهجير"، هو الذي يكشف عن عقلية هذا المحتل الاستعماري، لذا ذهب الى تحقيق هذه الفعلة برقمنة قطاع غزة لمربعات، ودفع القاطنين في جنوبه للتوجه اليه بقصفه، لحشرهم في مناطق نزوح محددة، كي يضغط عليهم بأعماله الوحشية، وتعميق الأزمة الإنسانية بينهم، ثم التوجه الى أقصى الجنوب في رفح.
ولفتت حداد، الى أن هذا التقطيع لأوصال القطاع بالمربعات، اتخذه الاحتلال بعد الهدنة، بينما في مرحلة حربه الاولى له، اعتمد على القصف الجوي الغاشم.
وبالطبع، وفق حداد، فهو معني بإبعاد الغزيين عن مناطق سكناهم في خان يونس، سعيا لتدميرها في عمليات القصف الجوي، بذريعة وجود اهداف عسكرية مزعومة يلاحقها.
وأشارت الى ان الاحتلال يعتبر خان يونس، منطقة ثقل لوجود المقاومة، وفيها انفاق عديدة ومركز رئيس حركة حماس يحيى السنوار ورئيس اركانها محمد الضيف وناب رئيس الأركان مروان عيسى.
وامام مزاعم الاحتلال، فهو يذهب الى اقتحام خان يونس برا وتدميرها، بخاصة وانه يضيف الى مزاعمه هذه، أن بقية اسراه موجودون في المنطقة بيد المقاومة الفلسطينية، لذا يرفع وتيرة سعاره لإخراجهم بالقوة، برغم أن القصف طال الاهالي. وحتى اللحظة لم يقدم أي صورة تثبت انه قبض أو قتل أحدا من المقاومة. كل هذا اللهاث المجنون، كي يظهر بأنه ذاهب لتحقيق ما يزعم أنها أهداف حربه، لكنه يضمر تهجير الفلسطينيين قسريا من الجنوب إلى سيناء.
الخبير في الإستراتيجيات الدفاعية اللواء المتقاعد مأمون أبو نوار، قال إن الاحتلال لا يستطيع تدمير حماس إلا باحتلال غزة، وهذا محال في ظل فشله بالمعركة البرية، ويعزز ذرائعه وأوهامه بالزعم أن قادة حماس يقيمون في خان يونس، لذلك يقصفها بوحشية غير مسبوقة.
وأكد أبو نوار، أن هذه القوات الاحتلالية، فشلت في السيطرة على شمال القطاع، فكيف يمكنها النجاح في السيطرة على جنوبه، برغم استخدامها للقصف الجوي المكثف والعنيف على خان يونس، ومحاولة تحويل بنيتها التحتية الى رماد، والاندفاع في محاولة إنشاء منطقة عازلة آمنة في محيط غزة، بذريعة منع حماس من تنفيذ أي أعمال عسكرية مستقبلا، ولتكون ضمانة لقواتها.
وأشار الى أن إنشاء منطقة آمنة، يعني تأمين السياج الاحتلالي من أي خروقات مستقبلية لغلاف غزة تقدم عليه حماس، مؤكدا أن قوات الاحتلال لن تحقق أي اهداف عسكرية بعد فشلها في معركتها البرية، على عكس حماس التي تسيطر على الميدان، وما تزال تتمتع بقدرات عالية على القتال والسيطرة الميدانية، والاتصال بين قواتها، واستخدام الأنفاق كمنظومة دفاعية.
ونوه أبو نوار، بأن الاحتلال قلص من أهدافه العسكرية، ففي حين أطلق في بداية حربه هدف القضاء على المقاومة، أصبح يتحدث حاليا عن تقليص قدراتها، وهو ما يفصح عن عجزه برغم تنيفذه لكل التكتيكات وأنواع الهجمات العسكرية والاسلحة الجديدة والمتطورة في أرض الميدان.
وبشأن العودة الى المفاوضات، بين أن الاحتلال يتحدث عن سعيه للعودة اليها بعد توفير منطقة آمنة في القطاع، تتحقق بعد نجاح محاولاته في دفع غزيين الى التهجير، لذا يستمر بإسقاط منشورات تدعو لإخلاء المنطقة، بعد أن رقمنها، وإطلاق التحذيرات المسبقة وفق زعمه للأهالي بأنه سيقصف مربعاتهم السكنية وعليهم الخروج منها، وهذا ينم عن تخبط تكتيكاته العسكريه، ما يجعل ذلك أحد أهم عوامل هزيمته البرية.
وأيده بذلك، اللواء المتقاعد د. ظاهر الطراونة، بشأن هزيمة الاحتلال بريا، لكنه يختلف معه في الغاية من تكثيف قصفه لمنطقة خان يونس، مبينا أنه يحاول البحث عن نصر عسكري، آملا باستخدامه في التفاوض مع حماس لإطلاق سراح أسراه.
وأشار الى أن الحرب على الجنوب، جزء من المرحلة الثانية، بعد أن كانت الاولى على الشمال، علما بأنه لم يتمكن من السيطرة على الشمال، موضحا بأن حماس ما تزال قادرة على السيطرة على الأرض، وإلحاق خسائر عسكرية فادحة به.
وبين أن القضاء على حماس، أمر مستحيل، ففكرة المقاومة لدى الشعب الفلسطيني تجذرت في وعيه، وحماس فكرة مقاومة، لافتا الى ان الجيل الجديد من المقاومين الذي يحارب الآن، أعني جيل عملية "طوفان الأقصى"، كانوا أطفالا في العام 2012 عندما قتل العدو آباءهم وأبناءهم، وكذلك فإن الجيل الحالي من الاطفال، سيتصدرون المقاومة الفلسطينية لاحقا، بينما الاحتلال لا يسيطر الا على الجو، بحكم ترسانته من الطائرات التي تدعمه بها أميركا ودول اوروبية، مشيرا الى ان حماس الحقت خسائر كبيرة بالاحتلال، وبقيت متماسكة ومنضبطة في المعركة.
وأشار الى أن العملية الثانية ستطول، فالمنطقة المستهدفة الحالية هي الجنوب، والسيطرة عليها تحتاج الى وقت طويل وعمل شاق، بخاصة وأنها مكتظة سكانيا في خان يونس التي نزح إليها آلاف الغزيين، وحتى اللحظة، لا يوجد قرار رسمي بإعادة النازحين للشمال، وهذه إشارة لاستكمال مخططات الاحتلال بشأن التهجير، الذي يبدو أنه ما يزال قائما في العقل الاستعماري الصهيوني، لكن هذه المرة يروج إلى انه لن يكون تهجيرا قسريا بل طوعيا، وفتح مكاتب دولية لإخراج الناس وتفريغ القطاع من أهله، وتجريف اكبر عدد ممكن من الأراضي وتحويلها لمناطق أمنية عازلة لأكثر من سبب، وهو تحقيق أمن الاحتلال كما يدعي، لكن الهدف هو تهويد الأرض والتهجير.

MENAFN04122023000072011014ID1107535760

إخلاء المسؤولية القانونية:
تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.