(
MENAFN- Al-Bayan)
افتتح المهندس حمود بن سعيد المعولي، وزير النقل والاتصالات وتقنية المعلومات، رئيس مجلس «مطارات عُمان»، اليوم، مؤتمر ومعرض ابتكار المطارات، الذي تستضيفه سلطنة عُمان ممثلة في «مطارات عُمان» في مركز عُمان للمؤتمرات والمعارض بمدينة العرفان.
ويشارك في المؤتمر أكثر من 400 شخصية محلية ودولية، وأكثر من 30 راعياً وعارضاً، و60 متحدثاً من قادة المطارات في العالم ومطوري تكنولوجيا الطيران وشركات الطيران وسلطات الطيران المدني وموردي الصناعة وخبراء النقل الجوي.
وأكد المهندس سعيد بن حمود المعولي، راعي حفل الافتتاح، أن قطاع المطارات يمثل إحدى ثمار هذه النهضة الحديثة، حيث تولي الحكومة بقيادة جلالة السلطان هيثم بن طارق، جل اهتمامها بهذا القطاع الحيوي في ظل الموقع الاستراتيجي لسلطنة عُمان بين الشرق والغرب.
نمو كبير
وقال المعولي في كلمته: إن سلطنة عُمان شيّدت العديد من المطارات الحديثة بأرقى المواصفات لخدمة المسافرين، منها مطار مسقط الدولي ومطار صلالة ومطار صحار ومطار الدقم، ومن المؤمل إنشاء مطار في محافظة مسندم خلال الفترة القادمة، منها دولي وأخرى مطارات إقليمية. واليوم نشهد نمواً كبيراً في حركة السفر، من وإلى وعبر سلطنة عُمان. حيث تدلل الأرقام بأن النمو مستمر بعد انجلاء التحديات التي سببتها فترة جائحة «كوفيد19» من حيث تراجع في حركة السفر عالمياً، آملين أن تعود أرقام النمو لتسجل تجاوزاً للأرقام التي بلغتها مطاراتنا قبل الجائحة.
وقال: إن اجتماعكم اليوم في مسقط، يأتي في سياق البحث عن حلول وابتكار الحلول ومعالجة التحديات أمام هذا القطاع، في زمن نشهد فيه سرعة في التقدم التكنولوجي والذكاء الاصطناعي واندفاعاً كبيراً نحو الابتكار بهدف تقديم كل ما يسهل حركة المسافرين عبر المطارات. وفي سلطنة عُمان، تم أخيراً تدشين مختبر الابتكار لمطارات عُمان، بالإضافة إلى برامج تمت صياغتها في ذات السياق، منها برنامج أو ( فعالية ايروهاك - مطارات عُمان ) بغية تعزيز جوانب الابتكار ودعم المبتكرين والشركات الناشئة لخدمة قطاع المطارات والسفر. وكل هذا ينضوي تحت جهود والتزامات «مطارات عُمان» دولياً، لتعزيز السفر وتسهيل كل ما من شأنه التواصل ما بين الشعوب مستلهمين من قوله تعالى «وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا».
وفي ختام كلمته رحب المعولي، مرة أخرى بالمشاركين على أرض سلطنة عُمان، هذه الأرض التي تتمنى لكم إقامة سعيدة لتتعرفوا وتكتشفوا تاريخها وحضارتها ومفرداتها وأنماطها السياحية، وأن يخرج مؤتمركم هذا بتوصيات تحقق الهدف نحو مستقبل واعد لقطاع المطارات.
مستقبل زاخر
من جهته، قال الشيخ أيمن بن أحمد بن سلطان الحوسني، الرئيس التنفيذي لـ«مطارات عُمان»، رئيس مجلس إدارة مجلس المطارات العالمي: نحن في «مطارات عُمان» فخورون باستضافة النسخة الأولى من «مؤتمر ابتكار المطارات»، الذي تم تنظيمه بشكل مشترك بين مجلس المطارات العالمي ومجلس المطارات لآسيا والمحيط الهادئ والشرق الأوسط ومجلس المطارات لأوروبا، والذي يأتي تزامناً مع بهجة العيد الوطني الثالث والخمسين المجيد لسلطنة عُمان. وأتمنى أن تستمتعوا بهذا الحدث الرائع وبجمال بلدي الحبيب عُمان وسحرها الأخاذ.
مستقبل السفر
وأكد الشيخ أيمن الحوسني قائلاً: نلتقي اليوم وسط هذا التجمع المتميز من أصحاب الرؤى والقادة والضيوف في صناعة الطيران في «مطارات عُمان»، فإننا نجتمع للاحتفال بالعقول المبتكرة، ما يعكس التفاني القوي لصناعة المطارات في تشكيل مستقبل السفر الجوي وتميز المطارات. مضيفاً: إن إرث عُمان في الإبحار حول العالم عبر الطرق البحرية القديمة هو بمثابة رواية ملهمة يتردد صداها في تطور قطاع الطيران اليوم. فمنذ قرون خلت، كان البحارة العمانيون يمخرون عباب البحار بلا خوف، ويرسمون مسارات ربطت بين الثقافات المتنوعة ويسرت التجارة العالمية. إن قدرتهم وشجاعتهم على الاستكشاف ورباطة جأشهم الفائقة مهدت الطريق لجعل عُمان مركزاً دولياً. واليوم، تقف صناعة الطيران في سلطنة عُمان كشاهد على روح المغامرة التي كان يتمتع بها أجدادنا. ومثلما نجحوا في توسيع وصول عُمان عبر البحار، أصبح قطاع الطيران في عُمان الآن بمثابة مساهم حديث في الاقتصاد الكلي، حيث يربط عُمان بالعالم، متسلحاً بنفس التصميم والمرونة وروح المغامرة التي لا تنضب.
تعاف عالمي
وقال الرئيس التنفيذي لـ «مطارات عُمان» رئيس مجلس المطارات العالمي، إنه على الرغم من التحديات التي شهدتها صناعة الطيران أخيراً، إلا أن التعافي العالمي في حركة الركاب في مختلف المناطق يدل على الأمل والنهوض. لقد خطونا خطوات كبيرة من أوقات «كوفيد» العصيبة في سبيل استعادة حركة الركاب في صناعتنا. واعتباراً من أغسطس 2023، وصلنا إلى تعافٍ عالمي في عدد الركاب بنسبة 92 %، بإجمالي سنوي قدره 4.7 مليارات مسافر حتى الآن، وتشير التقديرات المتفائلة إلى حدوث تعافٍ كامل في منتصف عام 2024. وبالنسبة للتعافي الإقليمي، فقد تجاوزت أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي والشرق الأوسط بالفعل إحصائيات عام 2019، وليست أفريقيا وأمريكا الشمالية ببعيدة عن تحقيق التعافي الكامل.
الابتكار في صناعة الطيران
وأضاف: إن مستقبل صناعة الطيران العالمية ينبئ بمشهد يتسم بالابتكار والمرونة والتغيير والتحول. إن الابتكارات التكنولوجية بما في ذلك الطائرات الكهربائية والهجينة، والذكاء الاصطناعي، وحلول الوقود المستدام، سوف تحدث ثورة في السفر الجوي. وحيث إن العالم وصناعة الطيران ما زالا في مرحلة التعافي في فترة ما بعد جائحة «كوفيد19»، فإن التركيز المتجدد على تدابير الصحة والسلامة، واستخدام الذكاء الاصطناعي على نحو مكثف، إلى جانب التأكيد المتزايد على الاستدامة والممارسات البيئية والاجتماعية والحوكمة، سيشكل اتجاه الصناعة.
وأكد قائلاً: إن تكامل الرقمنة، مثل تحسن تجارب الركاب والكفاءات التشغيلية، يعد بإعادة تعريف أسلوب تفاعلنا داخل المطارات. وبالتالي، سيكون التعاون بين أصحاب المصلحة في هذه الصناعة والحكومات والمبتكرين أمراً حيوياً في بناء مستقبل لا يزدهر فيه النظام البيئي للطيران فحسب، بل يسهم أيضاً في إيجاد مجتمع عالمي أكثر اتصالاً وأكثر كفاءة وأكثر وعياً بالبيئة.
مركز مطارات عُمان للابتكار
وقال الرئيس التنفيذي لـ«مطارات عُمان»: يقع «مركز مطارات عُمان للابتكار» في قلب التزامنا بالابتكار، وهو مركز تعاوني يغذي الأفكار المبتكرة لمستقبل السفر الجوي. ويعمل المركز على جذب المواهب في المطارات، وتشجيع التعاون بين أصحاب المصلحة، وتسهيل تبادل المعرفة مع الشركاء الرقميين، وإشراك الخبراء الأكاديميين، وتمويل المشاريع التكنولوجية الناشئة. مشيراً إلى أن هذه المنصة تهدف إلى قيام «مطارات عُمان» بتعزيز واحتضان الأفكار المبتكرة من خلال الاستفادة من رأس المال المغامر. وهناك مبادرة أخرى أطلقناها أخيراً تشمل «مسابقة إيروهاك مطارات عُمان» وتهدف إلى الاستفادة من المواهب الخارجية من خلال توفير منصة لتعزيز الحلول المبتكرة الخاصة بالمطارات.
وأكد الشيخ أيمن الحوسني قائلاً: استقطب هذا الحدث الذي نظمته «مطارات عُمان» أكثر من 700 من أرقى العقول في مجال الطيران الرائدة في أكثر من 300 من الحلول الممكنة في العديد من المجالات التي تتضمن تجربة العملاء، عمليات المطار، والأتمتة والكفاءة والسلامة والأمن والاستدامة. وكان من بين الفائزين في هذا الحدث ثلاثة مشاريع، وكان المركز الأول عبارة عن حل تكنولوجي مبتكر للطائرات المسيرة يهدف إلى قياس وتنظيف المطاط الزائد من مدارج الطائرات بعد تراكم نظام المكابح. أما الأفكار المبتكرة الأخرى فتضمنت الاستفادة من طاقة حركة الركاب في المطار لتوليد الكهرباء. أما الفكرة الثالثة، فهي تطبيق سفر شامل لتجربة المطار يهدف إلى جمع مجموعة كبيرة من البيانات ومشاركتها بين المستخدم ومطاراتنا.
تحسين تجربة العملاء
وأكد الحوسني قائلاً: نحن فخورون باستضافة هذا الحدث المبتكر أخيراً الذي ولّد مجموعة كبيرة من الأفكار الخلاقة التي تهدف إلى تحسين تجربة العملاء وتعزيزها. علاوة على ذلك، فإننا نسعى من خلال الاستثمار المستمر في التحول الرقمي إلى إعادة تعريف تجربة المطار في المطارات التي تديرها «مطارات عُمان».
وقال: رؤيتنا ليست مجرد ترقية تكنولوجية، بل هي تحول أساسي في كيفية تنقل المسافرين بين مطاراتنا. وإننا نهدف، بدءاً من تسجيل الوصول الذكي حتى الإجراءات الأمنية المتطورة، إلى إحداث ثورة في رحلة الركاب، مع إعطاء الأولوية للراحة والسلامة.
وأشار الحوسني قائلاً: في المشهد الديناميكي اليوم، حيث يؤدي التقديم التكنولوجي والذكاء الاصطناعي إلى حدوث تحول في جميع الصناعات، لا يمكن المبالغة في أهمية تعزيز رفاهية شعبنا. وحيث إن الذكاء الاصطناعي يواصل تشكيل أسواق العمل المختلفة بما في ذلك الطيران، فمن الأهمية بمكان أن ندرك أن العنصر الحيوي الذي لا يمكن استبداله في مؤسساتنا هو القوى العاملة. وبينما ندرك أهمية المهارات التقنية، فإن تغذية المشاعر الإنسانية والذكاء العاطفي أصبحت أمراً في غاية الأهمية. مضيفاً: إن المشاعر الإنسانية تمثل حجر الزاوية في قدرات موظفينا، حيث إنها تعزز الاتصالات، وتساعد على فهم وجهات النظر المتنوعة، وتعزز اللمسة الإنسانية في عصر تُميزنا فيه المشاعر الإنسانية عن التقدم التكنولوجي.
واختتم قائلاً: دعونا ندرك قوة الوحدة ونحن نعمل بشكل جماعي من أجل دفع صناعة الطيران نحو مستقبل يتجاوز كل الحدود، متحدين في سعينا نحو الابتكار والتميز.
ارتفاع حركة السفر
بدوره عبر لويس فليبي، المدير التنفيذي لمجلس المطارات العالمي، عن سعادته لافتتاح أول حدث للابتكار في المطارات، على أرض سلطنة عُمان بتنظيم مشترك من مجلس المطارات لآسيا والمحيط الهادئ والشرق الأوسط، ومجلس المطارات في أوروبا ومجلس المطارات العالمي، وهو ما يشكل احتفالاً بالابتكار في مجال الطيران ويثبت التزامنا الجماعي بتشكيل مستقبل المطارات والسفر الجوي.
وكشف فليبي في كلمته في المؤتمر، عن أن حركة الركاب العالمية في 2023 سجلت ارتفاعاً، وبحلول نهاية العام نتوقع أن نصل إلى 8.6 مليارات مسافر، أي حوالي 94.2 % من المستويات التي تم تحقيقها قبل الوباء.
وقال: من المتوقع أن تتعافى منطقة آسيا والمحيط الهادئ بحلول نهاية عام 2023، لتصل إلى 87.3 % من مستويات الركاب لعام 2019، وذلك بفضل الانفتاح المستمر للسوق الصينية. مشيراً إلى أن الانتعاش لم يكن قوياً، بسبب العوامل الاقتصادية والقيود المفروضة على السياحة الخارجية، ومن المتوقع أن تصل المنطقة في عام 2024 إلى نحو 3.4 مليارات مسافر، وهو ما يمثل 99.5 % من مستويات ما قبل الجائحة.
وقال: على الرغم من الوضع الجيوسياسي، فمن المتوقع أن تواصل منطقة الشرق الأوسط تعافيها ليصل أعداد المسافرين إلى 96.8 % من مستوى ما قبل كوفيد. بينما شهدت أوروبا في عام 2022، زيادة في عدد المسافرين بسبب السفر في فصل الصيف. وبحلول نهاية هذا العام، من المتوقع أن تصل أوروبا إلى 2.3 مليار مسافر (أي 95.5 % من مستوى ما قبل فيروس كورونا).
2.5 مليار مسافر
وتوقع فليبي أن يرتفع عدد المسافرين في أوروبا في عام 2024 إلى 2.5 مليار مسافر، متجاوزاً مستويات ما قبل الوباء بنسبة 1.4 %. أما منطقة أمريكا اللاتينية والبحر الكاريبي فقد شهدت انتعاشاً أسرع، ومن المتوقع أن تصل المنطقة في نهاية عام 2023 إلى 102.9 % من عدد المسافرين قبل الوباء (707 ملايين مسافر). وتوقع أن تكون المنطقة في عام 2023 أول منطقة تتجاوز أرقام عام 2019.
وأكد المدير التنفيذي لمجلس المطارات العالمي، في عرضه المرئي في الجلسة الافتتاحية قائلاً: تتمتع منطقة أمريكا الشمالية بانتعاش مبكر للغاية بفضل سوقها المحلية القوية، ومن المتوقع أن يصل الانتعاش في عام 2023 ما نسبته 99.8 % من مستويات ما قبل الوباء، بينما يتوقع أن تبلغ نسبة النمو في عام 2024 حوالي 103.7 % من مستويات ما قبل كوفيد. كما أنه من المتوقع أن تصل أفريقيا إلى 93 % من مستويات ما قبل الوباء بحلول نهاية هذا العام وتصل في عام 2024 إلى 110.6 % من مستويات 2019 مع 253 مليون مسافر.
MENAFN21112023000110011019ID1107465965