Wednesday, 15 January 2025 02:34 GMT



من محمد الدرة لـ شام.. عن أطفال فلسطين الذين لا يشبهون أحدا

(MENAFN- Alghad Newspaper)

يسعى الأطراف المشاركون في الحروب، إلى تحقيق انتصارات عسكرية وسياسية، ويسيرون في سبيل تحقيق تلك الأهداف، غير عابئين بالخسائر الإنسانية، ولا شك أن الأطفال هم الخاسر الأول في الحروب والصراعات بكل مكان حول العالم، وبشكل خاص في منطقة الشرق الأوسط التي تعيش على صفيح ساخن، وتعج بالصراعات والعنف وآخرها الحرب الغاشمة التي تشنها قوات الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، والتي تستهدف بالأساس المدنيين.


وعلى الرغم من وجود عدة قوانين تحمي حقوق الأطفال، ووجود منظمات تركز بشكل أساسي على الدفاع عن حقوق الأطفال، وعلى رأسهم المنظمة الأممية يونسيف، إلا أن هذا لم يمنع قوات الاحتلال الاسرائيلي من ارتكاب جرائم بشعة بحق أطفال قطاع غزة.


ولسخرية القدر، يـأتي احتفال منظمة يونسيف، بيوم الطفل العالمي القادم، والذي يحتفل به العالم يوم 20 نوفمبر كل عام، وسط حالة من الفزع والرعب يعيشها أطفال فلسطين، ومجازر وفظائع ترتكب بحقهم، وهو ما جعل الأطفال رمز وأيقونة للقهر والظلم الذي يتعرضون له في الصراعات في المنطقة، فمنذ الطفل محمد الدرة، وحتى الطفلة شام، لم يتغير المشهد كثيرا في فلسطين، حيث تحولت أصواتهم كصوت صارخ يشجب الأزمة الإنسانية.


محمد الدرة "الأيقونة الأبدية للقضية الفلسطينية"




23 عاما مرت على استشهاد محمد الدرة، الطفل الذي فقد حياته وهو بين يدي والده، يوم 30 سبتمبر 2000، برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي، وهي الواقعة التي كانت تحت أنظار العالم، فكان محمد يختبئ في أحضان والده خوفًا من الرصاص، إلا أن حضن والده يبدو أنه لم يكن حصينًا للغاية، ولم يكن قادرًا بما فيه الكفاية على حمايته من وابل الرصاص الحي، والذي فقد حياته على إثره، على مرأى ومسمع من الجميع، وكانت صورته تحتل جميع شاشات التلفزيون حول العالم، وهو المشهد الذى تحول فيما بعد لأيقونة عن القضية الفلسطينية، فلا يمكن في مكان أن تذكر القضية الفلسطينية دون أن تتذكر ملامح محمد الدرة.


شام.. "إسرائيل تغتال براءة الأطفال"




كذلك احتلت الطفلة شام، قلوب الكثيرين، بعد أن انتشر فيديو لها، وهي تجلس في إحدى المستشفيات، بينما يقوم أحد الأطباء بمسح وجهها، من الدماء التي تسببت فيها غارة إسرائيلية، بينما تبدو ملامح الطفلة وكأنها في عالم آخر، لا تعي ما يدور حولها، حتى لم تقم بالصراخ أو البكاء، وظلت مستكينة بيدي الطبيب وكأنها دمية.

واشتعلت منصات التواصل بفيديو الطفلة الذي انتشر كالنار في الهشيم، وأبكت الكثيرين، ولم يسترح البعض إلا بعد أن اطمئنوا على سلامتها وتواجدها وسط عائلتها، إذ انتشرت شائعات عن ارتقاءها شهيدة صغيرة، إلى أن عاد ناشطو "فيسبوك" و"إكس"، لنفي الخبر، ونشروا صور لها برفقة شقيقها.

"شام" أصبحت أيقونة لأطفال غزة، وما يعانونه، حتى صغر سنها لم يكن شفيعا لها لدى قوات الاحتلال الغاشمة، التي قصفت المنازل فوق رؤؤس ساكنيها، وكدليل حي على الجرائم التي ترتكب في حق أطفال فلسطين.


يوسف "شعره كيرلي وأبيضانى وحلو"
وأوقع يوسف الذي وصفته والدته بأنه "شعره كيرلى وأبيضانى وحلو وينه حبيبي" في خلال رحلة البحث عنه، قلوب العالم، بعد أن تم العثور عليه شهيدا، إذ قضى والده الطبيب الفلسطيني محمد حميد أبو موسى، حوالى 20 دقيقة بحثا عن ابنه، بين غرف الإنعاش والطوارئ لتنتهي رحلة البحث بنتيجة مؤلمة لوالدي الطفل وللجميع، إذ عثروا على يوسف "أبو شعر كيرلى" جثة هامدة.

المشهد القاسي أبكى القلوب قبل العيون، وأصبح يوسف ليس فقط "شعره كيرلى وأبيضاني وحلو"، لكن أيضا نموذجًا وأيقونة أخرى للقضية الفلسطينية، وحالة معبرة عن حال أطفال قطاع غزة، الذين أصبحوا الضحايا الأكثر تعرضًا للانتهاك وسط تعالي أصوات الرصاص والقنابل في غزة.

الطفلة سوار طوطح

تمسك بيدها قطعة خبز ملطخة بالدماء




ومن بين ويلات الحرب على غزة أيضًا، برزت لقطة لم تختلف في قسوتها عن سابقيها، حيث الصورة التي أدمت القلوب وجعلت الجميع يبكي ضحايا مستشفى المعمداني، وبينهم الطفلة الصغيرة المتمسكة بقطعة الخبز في يديها الملطخة بالدماء.


وعلى ما يبدو أن قطعة الخبز الصغيرة هذه كانت طعامها الوحيد في هذه الليالي الدامية التي مرت على إخواننا الفلسطينين، وهى لقطة تحدث العالم عن خزي وعار سيلحق جيش الاحتلال الإسرائيلي حتى تقوم الساعة بينما هم يسفكون دماء الأطفال والأبرياء من المدنيين العزل.


الطفلة صاحبة الصورة الشهيرة هي "سوار طوطح"، التي تعرض منزلها في حي الزيتون بقطاع غزة، للقصف من قبل طائرات الاحتلال الإسرائيلي، ونقلت على إثره لتلقى العلاج داخل مستشفى المعمداني، الذي تعرض للقصف أيضًا من قوات الكيان الصهيوني، ليجرى نقلها مرة أخرى إلى مستشفى الشفاء، وكان وجه الطفلة مغطى بالدماء وعلامات الحزن والصدمة تسيطر عليها. -اليوم السابع


MENAFN20112023000072011014ID1107461040


إخلاء المسؤولية القانونية:
تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.

النشرة الإخبارية