Monday, 27 March 2023 02:06 GMT

الهريسة التونسية.. أصالة محلية بنكهة عالمية

(MENAFN- Saharapr) الشارقة 17/03/2023:
عقد مركز التراث العربي التابع لمعهد الشارقة للتراث جلسة ثقافية شارك في تقديمها كل من الدكتور عماد بن صوله والدكتورة أسمهان بن بركة والدكتور الناصر البقلوطي حول (الهريسة التونسية.. المعرفة والمهارات والطهي والممارسات الاجتماعية) وذلك ضمن فعاليات أيام الشارقة التراثية في دورتها العشرين.
الدكتورة أسمهان بن بركة الباحثة بالمعهد الوطني للتراث في تونس، استهلت حديثها ببيان أن الهريسة يعد أحد أبرز عناصر تراثها الثقافي غير المادي.
واستعرضت بن بركة أهم المهارات والتقنيات المرتبطة بإعداد الهريسة مع شرح لمختلف المراحل التقنية التي يخضع لها تحضير الهريسة وما تجسده من معارف متصلة بزراعة الفلفل وتجفيفه قبل تحويله إلى عجينة طيعة تمزج ببعض البهارات وزيت الزيتون وصولًا إلى أكلة الهريسة التي ينفرد بها المطبخ في المجتمع التونسي.
وعادت المحاضرة إلى الجذور التاريخية لهذا العنصر الذي ارتبط بالإسبان والأندلسيين خلال فترة استيطانهم في الأراضي التونسية ولا سيما في القرن السابع عشر الميلادي.
وأما مداخلة الدكتور عماد بن صوله فتعلقت بالأبعاد الاجتماعية والرمزية للهريسة، موضحاً بأن الهريسة ولو أنها تحمل وظيفة غذائية نفعية، جعلت منها طعامًا لا غنى عنه وعنصرًا مميزًا للمائدة التونسية، فإنها تنطوي أيضًأ على أبعاد وممارسات اجتماعية تجسد ثقافة كاملة في البيئة المحلية التونسية، بالاستناد عن خصوصية مذاقها وشكلها ولونها وشحنتها الرمزية، حيث إن لها مظاهر من الاستعمال الطقسي المميز، والنابع من الخيال الشعبي الذي يحتفي بالقوة والطاقة والحيوية.

وذكر بن صوله في هذا الاتجاه أن الهريسة تستعمل في تونس لأغراض ووظائف علاجية لبعض أصناف الزكام والحمى، كما أن حبات الفلفل تتخذ للوقاية من الحسد والعين الشريرة من خلال تعليقها على المنسج (السدو)، والنساء تستعمل قرون الفلفل على شكل قلادات.
واختتم الدكتور الناصر البقلوطي مداخلات الجلسة، بالحديث عن الجهود المبذولة من قبل الفرق المعنية والتي توجهت بتسجيل الهريسة التونسية ضمن القائمة التمثيلية لعناصر التراث الثقافي غير المادي لدى منظمة اليونسكو في 1 ديسمبر 2022. حيث استعرض مراحل إعداد وتقديم الملف، وبما يشمل مقدمات الملف وبطاقات الحصر واستمارات الترشح والحصول على الموافقات والإفادات اللازمة من الجماعات والمجتمعات المحلية المرتبطة بالهريسة التونسية، كما اطلع الحضور على مقطع مرئي يبين بإيجاز جميع مراحل إنجاز الملف، ودور المجتمع المحلي في إعداد الملف.

آلة العود.. الصناعة والاستخدام
في سياق متصل، عقد مركز التراث العربي محاضرة أخرى حول آلة العود العربية شارك في تقديمها كل من الفنان عمرو فوزي مسؤول صناعة وتدريس الآلات الموسيقية في بيت العود العربي بأبوظبي، للحديث عن هذه الآلة ودور بيت العود العربي في المحافظة عليها والتدريب عليها وتطويرها.
تحدث فوزي حول كيفية صناعة آلة العود ومكوناتها الأساسية ومصادر صناعتها من الخشب والأوتار، وتطور هذه الصناعة، ثم استعرض أشهر الأساليب الحالية في العزف عليها على المستوى العربي والمحلي الإماراتي.
وذكر أن العود يعتبر أبو الوتريات الذي تفرع عنه باقي الأدوات الوترية مثل الكمنجة والفيولا والشلو، ولهذه الآلة تاريخ عريق ضارب في القدم، حيث عثر على نقوش لها في المعابد والمنحوتات المصرية القديمية، وكانت موجودة في العصر الأكدي في العراق قبل 6 آلاف سنة.
ولفت إلى أن بيت العود يعكف حاليًا على مشروع تدوين التراث الإماراتي في مجال آلة العود، وسيتم إصداره في مجلد كامل فور الانتهاء منه، كما كشف أن البيت في المراحل النهائية لصناعة وإنتاج 4 آلات عود عربية جديدة مبتكرة، حيث يتم العزف عليها بطريقة القوس، ويمزج الصوت بين الربابة والكمنجة، مما يعطي مساحة صوتية تقارب مساحة الكمنجة، ويمكن الاستفادة من هذه الأنواع الجديدة في إقامة أوركسترا عربية تعتمد على الآلات العربية فقط دون غيرها.
من جانبه، تحدث الموسيقار الدكتور مازن الباقر من السودان حول آلة العود واستخداماته المختلفة بشكل عام، وقام بعزف مقطوعات عربية متنوعة ومختلفة المقامات، كما قدم معزوفات بالموسيقى السودانية.

MENAFN19032023005141011673ID1105810137


Saharapr

إخلاء المسؤولية القانونية:
تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.