
فنانة تشكيلية تطالب بإثبات الهوية الدلمونية لمملكة البحرين
(MENAFN- Akhbar Al Khaleej) القاهرة - سيد عبدالقادر:
العشق الكبير للحضارة الدلمونية العريقة بكل ما تحمله من معان وأساطير ورموز حضارية، كان كلمة السر التي دفعت الفنانة التشكيلية زينب راشد خليل سوار، لإجراء هذه الدراسة الفريدة التي نالت عنها درجة الدكتوراه منذ أيام من كلية التربية الفنية بالقاهرة. وفي دراستها التي حملت عنوان "البعد السيميولوجي للأساطير الدلمونية ببلاد الرافدين ومملكة البحرين كمدخل للوحة الزخرفية، أكدت الدكتورة زينب سوار ان لمملكة البحرين تراثا إنسانياً يستحق المحافظة عليه ودراسته علمياً وفنياً؛ فلم تكن "دلمون مجرد مملكة صغيرة جنوب بابل فقط، بل تعود أهميتها إلى المكانة التي احتلتها، حيث كانت تُعتبر مكانا مقدسا له مواصفات الجنة أو الفردوس، وصفتها الأساطير السومرية القديمة بأنها أرض نظيفة طاهرة لا مرض فيها ولا عدوان، ولا تفترس الحيوانات بعضها بعضاً. وهو ما يعني أن "دلمون هي أكثر من جزيرة صغيرة في الخليج العربي، بل هي رمز لحضارة وأساطير أجدادنا القدامى المنسيين، التي تدعونا اليوم إلى النهضة من جديد. لذلك أوصت الدكتورة زينب سوار بضرورة إعطاء صورة توضيحية لأهمية الوجه الحضاري لدلمون، واثبات الهوية التاريخية لمملكة البحرين، وكذلك الاستفادة من العناصر والأشكال في التصميمات الزخرفية، لإبداع جداريات للمناطق والمشاريع السياحية في مملكة البحرين؛ تعبر عن الهوية القومية.
عقب جلسة مناقشة أطروحتها العلمية التي حضرها السفير خليل إبراهيم الذوادي الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، والأستاذة خلود راشد مطر المستشار الثقافي لمملكة البحرين بالقاهرة، وإعلان منحها درجة الدكتوراه بالدرجة الاستثنائية مع التوصية بتداول الدراسة في الجامعات العربية تحدثت الدكتورة زينب سوار إلى "أخبار الخليج في القاهرة فقالت:
لقد استهدف البحث دراسة الأساطير التي تحدثت عن دلمون والسمات والخصائص الفنية المميزة لها، والاستفادة من نتائج تحليل ودراسة الأساطير الدلمونية في إثراء التصميمات الزخرفية.
وقد تضمن البحث تحليل اثنين من الأساطير الدلمونية (أسطورة جلجامش، أسطورة إنكي) من خلال الكتابات المسمارية وتوظيفها في اللوحة الزخرفية.
واستخدام برنامج "الفوتوشوب في الكمبيوتر، لصياغة العناصر الدلمونية برؤية مغايرة تثري اللوحة الزخرفية من خلال تجربة تقوم بها الباحثة.
وقامت الباحثة بتجارب الممارسة الفنية لصياغة العناصر الدلمونية وترجمتها في اللوحة الزخرفية لتنفيذها في الواجهات السياحية لمملكة البحرين.
دراسة رائدة
توصلت الباحثة من خلال الدراسة إلى مجموعة من النتائج، أهمها أن هذا البحث يعد بمثابة الدراسة الأولى في مملكة البحرين لدراسة البعد السيميولوجي للأساطير الدلمونية ببلاد الرافدين ومملكة البحرين، حيث اقتصرت الدراسات والبحوث التي تناولت الحضارة الدلمونية في مملكة البحرين والمنطقة العربية كلها؛ على النواحي التاريخية التوثيقية والاقتصادية والتنقيبات الأثرية، ولم يتم تناولها من الجانب السيميولوجي.
وإن الدراسات العميقة للأساطير الدلمونية في بلاد الرافدين ومملكة البحرين تبين لنا أنها لم تكن مجرد أفكار بدائية، بل تميزت بمرحلة عالية من النضوج والقدرة على ربط مختلف الوقائع المرئية مع أفكار لا مرئية مجردة. يعد ما دون من كتابات مسمارية في حقل الأساطير عن جزيرة دلمون من الوثائق المهمة، التي تعكس واقع الحياة العامة والخاصة لمكانة دلمون في معتقدات سكان بلاد الرافدين، والذي يمكن الاستدلال عليه بموجب أهم الأساطير التي ذكرت فيها مملكة دلمون. كان من أهم الأساطير الرافدينية التي ذكرت فيها "دلمون؛ أسطورة "جلجامش الملك والشخصية التاريخية، الذي ارتبطت شخصيته بشخصية البطل المتصارع مع الوحوش، فنجدها محفورة في تصميمات "الأختام السومرية والعيلامية منذ نهاية الألف الرابع وأوائل الألف الثالث قبل الميلاد. إن أسطورة "جلجامش كان ينظر إليها كقصة خرافية تتحدث عن بطل اسمه ووصفه خرافي، وأنها لا أساس لها من الصحة التاريخية ولا تمت إلى التاريخ بواقع، ولكن اكتشفت الآثار والتنقيبات في مدينة "أورك في جنوب العراق التي جاءت تبحث في الأصل عن آثار بابلية، بأنه قد كانت هناك حضارة سومرية عظيمة في تلك المنطقة سبقت الحضارة "البابلية، وتبين فيما بعد أن "جلجامش هو في قائمة الملوك الذين حكموا أورك على ضفة الفرات الشرقية. ولقد صيغت الأساطير الدلمونية في صورة قصة تحكمها مبادئ السرد القصصي من حبكة وشخصيات وما إليها، وغالباً ما تجري صياغتها في قالب شعري يساعد على ترتيلها وتداولها شفاهة، ويزودها بسلطان على العواطف والقلوب، حيث يحافظ النص الأسطوري على ثباته عبر فترة طويلة من الزمن، وتتناقله الأجيال بحرفيته، طالما حافظ على طاقته الإيحائية بالنسبة الى الجماعة.
الهوية الدلمونية
وفي ختام الدراسة أوصت الدكتورة زينب سوار بضرورة إعطاء صورة توضيحية لأهمية الوجه الحضاري لدلمون، واثبات الهوية التاريخية لمملكة البحرين.
وكذلك بضرورة الاستفادة من الدراسة الحالية في المناهج التربوية، لمادة التصميم في المرحلة الثانوية، حيث تعد إضافة جديدة إلى دراسات التصميم الزخرفي؛ من خلال دراسة وتحليل الأساطير وتوظيفها في تصور اللوحة الزخرفية.
والاستفادة من العناصر والأشكال في التصميمات الزخرفية، لإبداع جداريات للمناطق والمشاريع السياحية في مملكة البحرين؛ تعبر عن الهوية القومية.
كما أوصت بدراسة الأساطير التي تحدثت عن دلمون والسمات والخصائص الفنية المميزة لها؛ والاستفادة منها في إثراء التصميمات الزخرفية، وبضرورة التوجه نحو عمل أبحاث ودراسات متكاملة للمهتمين ودارسي الفن والتربية الفنية بالتعليم ما قبل الجامعي في البحرين، عن "الحضارة الدلمونية. ضرورة توثيق وتصنيف ورصد وتحليل نقدي متخصص لأعمال الفن التشكيلي التي تناولت التراث الدلموني. كما أوصت الباحثة بضرورة توثيق "الأساطير الدلمونية من خلال التعرف على ماهية البعد السيميولوجي لهذه الأساطير ببلاد الرافدين ومملكة البحرين؛ ودراستها دراسة نقدية تحليلية لاكتشاف كوامن الجمال فيها.

إخلاء المسؤولية القانونية:
تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط
وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي
تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا
من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما
يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام
مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.
الأخبار الأكثر تداولاً
لحماية شبكتك المنزلية.. 5 خطوات لإعداد شبكة واي فاي آمنة للضيوف...
6 منتخبات كروية تشارك ببطولة غرب آسيا للناشئين في العقبة...
أين كان يعيش فضل شاكر؟ معلومات تكشف للمرة الأولى...
ارتفاع معظم مؤشرات الأسهم الآسيوية بعد تسجيل "وول ستريت" مستويات قي...
نيكاي يلامس مستوى قياسياً جديداً رغم عمليات جني الأرباح...
"طريق أمبلر" الأمريكي في ألاسكا لتسهيل استخراج معادن استراتيجية...