عبد الله المطوع المصلح الأسري.. صراع النفس والإصلاح

(MENAFN- Al-Bayan)
المصدر:

    دبي - رامي عايش

التاريخ:
22 مايو 2019

يجتهد المختصون في أقسام التوجيه الأسري في محاكم الدولة، من أجل معالجة الخلافات الأسرية، وإصلاحها بالتراضي، ولمّ شمل العائلة بالوسائل الودية، والأخذ بأيدي الطرفين نحو اتفاق ملزم يحفظ لكل منهما حقوقه دون الحاجة للتقاضي في المحاكم، وهذا ما أكد عليه قانون الأحوال الشخصية للدولة، في إحدى المواد التي تنص على أنه لا تقبل الدعوى أمام المحكمة في مسائل الأحوال الشخصية، إلا بعد عرضها على لجنة التوجيه الأسري، واستثنى من ذلك، مسائل الوصية والإرث وما في حكمها.


في المقابل، فإن التوصل إلى التوافق، والاتفاق الملزم بين الأزواج المتخاصمين، ليس بالأمر السهل، ولا يتأتى في جلسة أو اثنتين أو 3، إذ يحتاج إلى مهارات وخبرات ومواصفات شخصية استثنائية لهؤلاء الموجهين الذين يبذلون جهوداً جسمية وعقلية وفكرية أثناء مرحلة تقريب وجهات النظر بين أزواج مختلفين في أطباعهم، وثقافاتهم، وهدوئهم، ومستوى فهمهم وتجاوبهم مع الآراء التي تختلف مع آرائهم، ويتأثرون بطاقة سلبية تصلهم من الأطراف المتنازعة غير المتعاونة، وخصوصاً إذا احتدم النقاش، وتطور إلى ألفاظ وتصرفات خارجة عن حدود اللياقة والأدب في الحوار.


الأسئلة التي تثير فضول الكثيرين منا للإجابة عنها في هذه الحالة، هي، هل الموجه الأسري الذي يؤدي عملاً شاقاً وحسّاساً، كونه يرتبط بمصير علاقة بين شخصين أو أسرة كاملة، ينقل معه الشحنات السلبية التي امتصها من مكان عمله، إلى منزله وأهله وأصدقائه؟ وهل تؤثر الحوارات والنقاشات الحادة بين المتخاصمين على شخصيته وسلوكه؟ ما أهمية التسامح مع كل هؤلاء في ضبط توازنه وعلاقاته وأساليبه، ومنحه القدرة على الفصل بين أوقات ومتطلبات العمل، وبين حياته الشخصية والعائلية.


عن مهنة التوجيه الأسري، وإجابات التساؤلات المطروحة، يحدثنا عبد الله المطوع ابن المهنة العامل في محاكم دبي، قائلاً: 'فكرة قسم التوجيه الأسري، قائمة في الأصل على التسامح، ومنح الأطراف فرصة للتفكير، ومراجعة حساباتهم وقراراتهم، قبل الشروع في تحويل الدعوى أو الملف إلى أروقة المحاكم، وهذا من شأنه الحفاظ على كيان الأسرة والأبناء، وتقليل عدد حالات الطلاق، وهو ما نسعى عليه بقيم التسامح، والنصيحة، والكلمة الطيبة التي تجبر وتلين القلوب، وتهدئ النفوس، بالرغم من أن النجاح في تحقيق الصلح والاتفاق بين الأزواج المتخاصمين ليس بالأمر الهين، أو المتاح على الدوام، خصوصاً إذا حضر الطرفان وفي نية كل واحد منهما طلب الطلاق، والمباشرة في إجراءات إحالة الدعوى إلى محكمة الأحوال الشخصية، ورفض أي فكرة أو فرصة للتوافق.


ويضيف: 'التوجيه الأسري ليس مهنة سهلة، أو مناسبة لجميع الأشخاص حتى لو كانوا يحملون شهادات علمية في هذا التخصص، لأنه يحتاج إلى مهارات وصفات شخصية محددة، ويحتاج إلى جلد وصبر وهدوء وخبرة في امتصاص غضب الأطراف المتخاصمين، ويحتاج أيضاً إلى أن يكون الموجه متسامحاً مع نفسه أولاً ومع أفراد أسرته ومن يحيط به من الأهل والأقارب والأصدقاء، قبل أن يكون وسيطاً للتسامح بين أزواج اختاروا الطلاق حلاً لإنهاء خلافاتهم، والموجه أيضاً لا يتعامل مع أوراق ومستندات جافة وصامتة، وإنما مع بشر، منهم الهادئ، ومنهم العصبي، ومنهم المشحون، وهذا بلا شك يحتاج إلى جهد ومحاولات منزوعة اليأس.


وحتى نتكيف مع ظروف العمل هذه، وحتى نبقى أشخاصاً متزنين، هادئين، عاديين، ومتسامحين مع من حولنا، وخصوصاً الزوجة والأبناء والأهل، يقول الموجه المطوع: 'لا بد أن نفصل بين أوقات العمل وما يتخللها من مسؤوليات وواجبات وتحقيق أهداف، وبين أوقات ما بعد الدوام، وهذه إحدى الصفات المهمة التي ينبغي توفرها في شخصية الموجه الأسري، وإلا فإنه ليس الشخص المناسب في هذا المكان، والأفضل أن يبحث عن وظيفة أخرى.


MENAFN2105201901100000ID1098552709

إخلاء المسؤولية القانونية:
تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.