صور أقمار صناعية تكشف بنية تحتية إسرائيلية تؤسس لاحتلال طويل الأمد في سوريا ولبنان

(MENAFN- Al-Bayan) بينما تخوض إسرائيل حربها الأعنف على قطاع غزة على جنوب حدودها، فإنها تتحرك بديبنامية مختلفة في الشمال حيث الحدود مع سوريا ولبنان، وأظهرت صور أقمار اصطناعية حصلت عليها صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أن طبيعة البنية التحتية التي تؤسسها إسرائيل في المناطق التي توغلت فيها حديثاً في سوريا ولبنان تؤكد أنها تخطط لبقاء طويل الأمد وأن انسحابها من تلك المناطق غير وارد وفق خريطة التحصينات الجديدة.

نشرت الصحيفة تحقيقاً شارك فيه ثلاثة صحافيين، وأرفقته بعدد من الصور والشهادات وتأكيدات مصادر إسرائيلية وإقليمية وغربية.

بحسب رواية إسرائيل، فإنها تريد منع هجوم مفاجئ آخر عبر حدودها الشمالية (من سوريا ولبنان) مثل الهجوم الذي قادته حماس في أكتوبر 2023. ولم تعلن تل أبيب عن مدة بقاء قواتها في الأراضي التي احتلتها حديثاً في البلدين. لكن هناك دلائل على أن إسرائيل تبدو مستعدة للبقاء إلى أجل غير مسمى، وفقا لتحليل بصري أجرته صحيفة نيويورك تايمز.

أقام الجيش الإسرائيلي أبراج مراقبة، ووحدات سكنية جاهزة، وطرقا، وبنية تحتية للاتصالات، وفقا لسكان محليين والأمم المتحدة. تُظهر صورة التُقطت في يناير الماضي لمنطقة قرب بلدة جباتا الخشب السورية معدات ثقيلة قيد العمل وجدارا مبني حديثا. ونفذت الطائرات الحربية الإسرائيلية مئات الغارات على مواقع عسكرية في جميع أنحاء البلاد.

شهدت المنطقة العازلة منزوعة السلاح في سوريا أكبر حشد عسكري ملحوظ، حيث اتخذت القوات الإسرائيلية مواقعها وأقامت حواجز طرق في جميع أنحاء المنطقة. كما انتشرت خارج المنطقة - التي أُنشئت بعد حرب عام 1973 - داخل سوريا، بما في ذلك على تلة تطل على قرية كودنة السورية بريف القنيطرة.

وقال عمر طحان، أحد وجهاء القرية: "يقولون إنها مؤقتة، ولكن بناء على ما يبنونه، يبدو أنهم يستعدون للبقاء لفترة".

بحسب إحصائية مصادر نيويورك تايمز ومصادر إسرائيلية، أقامت تل أبيب جنوب سوريا تسعة مواقع بزعم "حماية التجمعات السكانية في شمال إسرائيل"، وبررت خطوتها بعدم ثقتها بالحكومة الجديدة في دمشق.

والنقاط الإسرائيلية الجديدة أقيمت في المنطقة العازلة بين البلدين، وتجاوزتها في بعض الحالات إلى مسافات أعمق، في الداخل السوري الذي لا جدال فيه. والمنطقة العازلة أقيمت عام 1974 بعد حرب أكتوبر حيث اتفقت إسرائيل وسوريا على وقف إطلاق نار أدى إلى إنشاء منطقة عازلة، لم يُسمح لأي من الجيشين بالعمل فيها.

وتلتزم الحكومة السورية الجديدة بموقف هادئ، حيث تمر البلاد في ظروف صعبة، واعلنت على لسان رئيسها أحمد الشرع إنها لا تزال ملتزمة بوقف إطلاق النار لعام 1974. لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، يقول إن وقف إطلاق النار "انهار" بسقوط الأسد. وهو يطالب بـ"نزع السلاح الكامل" عن معظم جنوب سوريا "من قوات النظام الجديد"، بما في ذلك عن محيط درعا الغربي بالكامل وحتى أجزاء من ريف دمشق.

والمنطقة الجديدة المحتلة من قبل إسرائيل يعيش فيها آلاف السوريين المقيمين في عشرات القرى الصغيرة. وفي الشهر الماضي، صرّح وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، بأن قوات بلاده مستعدة للبقاء في المنطقة العازلة، حيث يعيش آلاف السكان السوريين، "لفترة غير محددة".

في إشارة أخرى إلى اتساع نطاق السيطرة الإسرائيلية، أضاف كاتس أن حكومته ستبدأ في إصدار تصاريح لبعض السوريين لدخول مرتفعات الجولان للعمل.

في الأسابيع الأخيرة، شوهدت شاحنات إسرائيلية تعمل على طول المنطقة العازلة. وأظهرت صورة من أوائل يناير مركبات بناء تعمل بالقرب من مدينة القنيطرة.

كما تُظهر صور الأقمار الصناعية التي التقطتها شركة Planet Labs في ٢١ يناير موقعا استيطانيا تم بناؤه حديثا ومنطقة مساحتها 75 فدانا تم تجريفها بالقرب من قرية جباتا الخشب.

وقد انتشرت القوات الإسرائيلية في مواقع استيطانية مهجورة، حيث شيدت تحصينات وأبراج مراقبة خرسانية، بما في ذلك موقع استيطاني على قمة تل يطل على بلدتي حضر في سوريا ومجدل شمس القريبتين في مرتفعات الجولان.

في أماكن أخرى، تعمل آليات البناء على شق طرق وصول إلى المواقع العسكرية، وحفر خط دفاعي على طول خط ألفا، الذي يفصل مرتفعات الجولان عن المنطقة العازلة. ويقول الجيش الإسرائيلي إن مهندسيه يُعززون الحاجز على طول الحدود كجزء من جهوده الأمنية.

في لبنان، شيدت القوات الإسرائيلية مواقع عسكرية في خمسة مواقع، على الرغم من الاتفاق الأولي على الانسحاب في يناير.

تُظهر صور الأقمار الصناعية ومقاطع الفيديو التي استعانت بها نيويورك تايمز في تحقيقها، إسرائيل وهي تبني منشآت عسكرية على الجانب اللبناني من الحدود بين البلدين. تمكنت صحيفة التايمز من تحديد مواقع البؤر الاستيطانية الخمسة.

في أحد المواقع، خارج بلدة الخيام شرق لبنان، تُظهر الصور مسارا يؤدي إلى مبنى مستطيل الشكل يحمل سمات موقع عسكري بُني هذا العام. وتتوقف السيارات والشاحنات داخل المنطقة المسورة.

كما تُظهر الصور علما إسرائيليا في هذا الموقع. وقد أزيلت الأشجار المنتشرة حول التل القريب في الأسابيع الأخيرة. وتم بناء موقع استيطاني آخر بين بلدتي مركبا وحولا.

MENAFN31032025000110011019ID1109375703

إخلاء المسؤولية القانونية:
تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.

البحث