مسؤولية الشركات: سويسرا مدعوة للنسج على منوال الاتحاد الأوروبي

(MENAFN- Swissinfo) يجب على الشركات الواقعة مقرّاتها في سويسرا، وتمارس نشاطها التجاري في جميع أنحاء العالم، احترام حقوق الإنسان، والمعايير البيئية. وقد أُطلقت بداية العام مبادرة شعبية في بلاد جبال الألب، من شأنها إعادة إحياء النقاش، بينما يتعين على سويسرا التكيف مع التشريعات الأوروبية الجديدة. تم نشر هذا المحتوى على 19 مارس 2025 - 07:18 10دقائق سامانتا سيغفريد
  • Deutsch de Wie die EU die Schweizer Debatte über Konzernverantwortung neu belebt الأصلي طالع المزيدWie die EU die Schweizer Debatte über Konzernverantwortung neu beleb
  • Français fr La responsabilité des entreprises suisses relancée sous l'impulsion de l'UE طالع المزيدLa responsabilité des entreprises suisses relancée sous l'impulsion de l'U
  • Italiano it Come l'UE rilancia il dibattito svizzero sulla responsabilità d'impresa طالع المزيدCome l'UE rilancia il dibattito svizzero sulla responsabilità d'impres
  • Español es Una directiva de la Unión Europea reabre el debate sobre la responsabilidad empresarial en Suiza طالع المزيدUna directiva de la Unión Europea reabre el debate sobre la responsabilidad empresarial en Suiz
  • Português pt Nova legislação da UE obriga Suíça a revisar regras de responsabilidade empresarial طالع المزيدNova legislação da UE obriga Suíça a revisar regras de responsabilidade empresaria
  • 日本語 ja EUに従うべきか? スイスで企業責任問う議論が再燃 طالع المزيدEUに従うべきか? スイスで企業責任問う議論が再

وافق البرلمان الأوروبي خلال العام الماضي على قانون يلزم الشركات ذات حجم معين وأيضا مورديها، بمنع أي انتهاك لحقوق الإنسان، أو أي إضرار بالبيئة في سلاسل توريدها. كما يجب عليها شرح طريقتها المزمعة لخفض انبعاثاتها من غازات الدفيئة. ويمكن لسلطة إشرافية مستقلة فرض عقوبات، في صورة وقوع انتهاك.

ويتوافق ذلك إلى حد ما، مع الرسالة التي تضمنتها مبادرة مسؤولية الشركات متعددة الجنسيات، التي صوت على نصّها الشعب السويسري، في شهر نوفمبر من عام 2020، بموافقة 50،7% من الأصوات، لكن رفضته أغلب الكانتونات، بينما يتطلب إقراره قانونيا، موافقة مزدوجة بينها وبين الناخبين والناخبات. ولم تتغير النتيجة إلا بفارق بضعة آلاف من الأصوات

وقد رفضت الحكومة الفدرالية هذه المبادرة، مؤكّدة تفضيل سويسرا اتباع نهج“دولي منسق”، بدل التحرك بمفردها في هذا الشأن. ومع ذلك، تعهدت بالالتزام باللوائح التنظيمية الأوروبية، في حين يتعامل توجيه الاتحاد الأوروبي الجديد الخاص بالعناية الواجبة للشركات، مع هذه المسألة بدقّة.

المزيد المزيد كيف تتأثّر الشركات السويسرية بتقييد الاتّحاد الأوروبي لسلاسل التوريد؟

تم نشر هذا المحتوى على 09 مايو 2024 ستترك قوانين الاتحاد الأوروبي الجديدة بشأن انتهاكات حقوق الإنسان في سلاسل التوريد، أثرا بعيد المدى في سويسرا.

طالع المزيدكيف تتأثّر الشركات السويسرية بتقييد الاتّحاد الأوروبي لسلاسل التوريد ائتلاف في طور التنظم

يقول دومينيك دو بومان:“ستصبح سويسرا، دون لوائح تنظيمية فعالة قريبا، الدولة الوحيدة في أوروبا، التي لا تتحلى شركاتها بالمسؤولية”. ويرأس دو بومان، النائب في البرلمان الفدرالي عن فريبورغ، ائتلافًا يضم ممثلين وممثلات عن المنظمات غير الحكومية والأوساط السياسية، يهدف إلى وضع الشركات متعددة الجنسيات أمام مسؤولياتها، كما كان الحال قبل أربع سنوات.

ويشكو القانون السويسري الحالي، في نظر هذا الائتلاف، من أوجه قصور عدة. لذلك، يطالب الشركات السويسرية بالقدرة على تحديد أي مخاطر تتعلق بعمالة فئة الأطفال، أو استغلالها في استخراج الموارد من مناطق النزاع، والإبلاغ عنها، عند شراء المواد الخام. ويشير البرلماني السابق من الوسط، إلى عدم تأثير اللوائح التنظيمية الحالية دون فرض عقوبات. ويحذر قائلاً:“يجب على سويسرا مواكبة التطورات، وإلا ستتراجع على الساحة الدولية”.

وتنص المبادرة التي اُطلقت في شهر يناير، على التزام الشركات متعددة الجنسيات بما سبق. وتهدف اللجنة الداعمة لها إلى الحصول على 100 ألف توقيع في عضون شهر واحد، في حين تُمنح 18 شهرًا لجمع التوقيعات. وقد يضع ذلك الحكومة السويسرية تحت الضغط، خاصة وأنه يتعين عليها اتخاذ قرار في هذا هذا الموضوع قريبا.

وقد أصبحت فرص النجاح هذه المرة أكبر، مقارنةً بما كانت عليه قبل أربع سنوات. إذ أظهرت الشركات متعددة الجنسيات بعض السلبيات. وتتعدّد الأمثلة في ذلك، فيتسبب مبيد حشري تنتجه إحدى الشركات الكبرى في قطاع الأغذية مثلا، في تلوث مياه الشرب في كوستاريكا. وفي حالة أخرى، تزيل شركة متعددة الجنسيات تعمل في تجارة المواد الخام، الغابات الاستوائية في بورنيو بحثًا عن الفحم، بينما تشتري مصفاة الذهب من منجم في إثيوبيا، مما يؤثّر سلبا في صحة السكان المحليين في كل من هذه الحالات.

مبادرة أم نداء؟

تجمع حوالي 150 شخصية من مجالات السياسة والأعمال، للتوقيع على“نداء من أجل أن تتحلى الشركات متعددة الجنسيات بالمسؤولية، بما يتوافق مع المعايير الدولية”. ويوجد ضمن هؤلاء، مجموعة انتخابية من الفريق البرجوازي المعارض لنص 2020.

وجاء في بيان صحفي أصدرته دوريس فيالا، النائبة السابقة في البرلمان الفدرالي عن الحزب الليبرالي الراديكالي (اليمين البرجوازي)،“لقد شهد الوضع تغييرات جذرية بعد قرار الاتحاد الأوروبي”. وأوضحت قائلة:“لم تعد حجة الحكومة الفدرالية بأن القانون السويسري الخاص سيؤدي إلى تأخرنا اقتصاديًا ويضعف قدرة اقتصادنا على المنافسة، مقنعة”.

ونجد التوجّه نفسه تقريبا، داخل رابطة الشركات السويسرية (Economiesuisse) المعروفة عادة بمقاومتها للقوانين القادمة من بروكسل. فقد قالت إليزابيث شنايدر- شنايتر، عضوة اللجنة بهذه الرابطة، والبرلمانية من تيار الوسط، في مقابلة مع صحيفة نويه تسورخر تسايتونغ:“يجب علينا تنفيذ توجيهات الاتحاد الأوروبي بسلاسة. وستكون الشركات قادرة على التعايش معها”.

وعموما، تتأثر سويسرا بهذا القانون الذي ينظم سلاسل التوريد؛ إذ يتعلق الأمر أساسا بالشركات السويسرية في الاتحاد الأوروبي، التي تتجاوز إيراداتها 450 مليون يورو سنوياً. وبالإضافة إلى ذلك، تلعب العديد من الشركات الصغيرة والمتوسطة التي تأسست في سويسرا، وتوزع منتجاتها على الشركات داخل الاتحاد الأوروبي، دوراً مهماً في هذه السلاسل. وتتوقّع دراسة أجرتها أمانة الدولة السويسرية للاقتصاد (SECO) في عام 2023، تأثر 50 ألف شركة منها أو يزيد، بانعكاسات هذه الإجراءات الجديدة .


أدت مبادرة مسؤولية الشركات متعددة الجنسيات لعام 2020، إلى تعبئة كبيرة في جميع أنحاء سويسرا. Keystone-SDA بروكسل تصدر القوانين وسويسرا تنفذها

تطالب العديد من الشركات الصغيرة والمتوسطة بالمزيد من الاستقرار وقواعد أكثر توحيدا، على نقيض المجموعات الاقتصادية الكبيرة التي تنظر إلى إعادة إطلاق هذه المبادرة بعين الريبة. وقد انضمت حوالي 600 شركة سويسرية فعلا، إلى ائتلاف الأعمال المستدامة الذي أنشئ عام 2023.

ويطالب هذا الائتلاف، بوضعٍ قانونيٍ محدد للشركات الصغيرة والمتوسطة الحاصلة على شهادة“مستدامة”، وتحترم المعايير المتعلقة بظروف العمل، والنفايات، وانبعاثات ثاني أكسيد الكربون. فلن تحتاج مع هذا الوضع القانوني بعد الآن، إلى الحصول على شهادات حسن السمعة في القطاع الخاص مثلا.

ويقول جوناثان نورمن، من مؤسسة“بي لاب” (B Lab) والمتحدث باسم هذا الائتلاف:“تبذل العديد من الشركات الصغيرة والمتوسطة الجهود حاليًا، لمعرفة ما يجب عليها فعله، كي تتمكن من مواصلة التصدير إلى أوروبا (شريك سويسرا الرئيسي). إنها في حاجة إلى الوضوح لكي تظل قادرة على المنافسة”.

وعرض 84 شخصا من أصحاب الشركات وصاحباتها، هذا المطلب على البرلمان الفدرالي في سبتمبر الماضي، ببعث رسالة إلى مجلس النواب (الغرفة السفلى للبرلمان الفدرالي)، تطلب الدعم من أجل التكيف مع متطلبات الاستدامة. وصرّح باتريك سيماديني، رئيس مجموعة سيماديني الصناعية، (Semadeni Industry Group) الناشطة في مجال البلاستيك، وأحد أفراد المجموعة الموقّعة قائلا:“ليست الاستدامة خياراً للشركات الصغيرة والمتوسطة، بل تشكل ضرورة منذ فترة طويلة. وعلى النقاش السياسي الدائر، أن يأخذ هذا المنظور في الاعتبار عاجلا”.

وكمتابعة لهذه الرسالة، وقع اعتماد التماس قدمه جوزيف ديتلي، النائب في مجلس الشيوخ (الغرفة العليا للبرلمان الفدرالي) عن الحزب الليبرالي الراديكالي، يطلب فيه من الحكومة الفدرالية، دراسة آثار التوجيهات الأوروبية على الشركات الصغيرة والمتوسطة، من حيث التنمية المستدامة. وسيُعلن عن نتائج التقرير والإجراءات في عام 2025.

تحرير: بالتس ريغندينغير

ترجمة: مصطفى قنفودي

مراجعة: عبد الحفيظ عبدلي

التدقيق اللغوي: لمياء الواد

المزيد المزيد نشرتنا الإخبارية المتخصصة في الشؤون الخارجية

سويسرا في عالم متغير. راقب معنا السياسة الخارجية السويسرية وتطوراتها. نقدم لكم حزمة من المقالات الدسمة لتتكون لديكم خلفية جيّدة حول المواضيع المتداولة.

طالع المزيدنشرتنا الإخبارية المتخصصة في الشؤون الخارجي

MENAFN23032025000210011054ID1109346553


إخلاء المسؤولية القانونية:
تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.