
خبراء يحذرون من مخاطر العصائر الرمضانية والأمانة تشدد الرقابة عليها
ومع ارتفاع درجات الحرارة مؤخرا، انتشرت بشكل ملحوظ ظاهرة بيع العصائر الاصطناعية على الطرقات، مما يستدعي تكثيف الرقابة لضمان سلامة المستهلكين، وتشمل هذه المشروبات عصير الجلاب والعصائر الطازجة كعصير البرتقال، إلى جانب المشروبات الغازية والعصائر المضافة إليها نكهات صناعية، والتي تباع عبر الباعة المتجولين أو أمام المحلات التجارية.
ورغم الإقبال الكبير على هذه المشروبات، فإن خبراء التغذية ينبهون إلى المخاطر الصحية التي قد تشكلها على الصائمين الذين يحتاجون إلى تعويض السوائل والعناصر الغذائية بطرق صحية ومتوازنة.
وفي هذا السياق، حررت أمانة عمان خلال النصف الأول من رمضان نحو 272 مخالفة بحق باعة العصائر المصنعة، كما أتلفت حوالي 22 ألف لتر من المشروبات المخالفة، وإزالة ما يقارب 350 بسطة عشوائية من الأسواق.
تحذيرات صحية
المدربة وأخصائية التغذية العلاجية، المهندسة فادية عيد، تؤكد خطورة العصائر المصنعة على الصحة، نظرا لاحتوائها على كميات كبيرة من السكر، حيث يستهلكها البعض ظنا أنها مجرد مرطبات، موضحة أن المنكهات والمواد المضافة التي يتم إدخالها إلى الجسم يوميا خلال شهر رمضان يمكن الاستغناء عنها في حال تغيير هذه العادة الغذائية المتوارثة، نظرا لأضرارها الصحية الكبيرة.
وتشير عيد إلى أن الأغذية المصنعة، بما في ذلك العصائر التي تحتوي على منكهات صناعية وسكريات مضافة، تزيد من خطر الإصابة بالأمراض المزمنة، مثل السكري من النوع الثاني، والسمنة، وأمراض القلب والشرايين، وحتى بعض أنواع السرطان، مضيفة أن معدلات الإصابة بالسكري والسمنة في الأردن في تزايد مستمر نتيجة الاستهلاك المفرط لهذه المشروبات.
كما توضح أن التأثيرات السلبية للعصائر المصنعة لا تظهر بشكل فوري، بل تتراكم مع مرور الوقت، حيث أظهرت الدراسات أن تناول مشروب سكري يوميا يزيد خطر الإصابة بالسكري بنسبة 13%، أما في حالة العصائر الخالية من السكر ولكن تحتوي على منكهات صناعية وبدائل السكر مثل الأسبارتام والسكرين وستيفيا، فقد وجدت الأبحاث أنها ترفع نسبة خطر الإصابة بالأمراض ولكن بنسبة أقل تصل إلى 8.8%.
تكثيف الرقابة على العصائر
من جانبه، يحذر الدكتور خلدون الهوادي، مدير الرقابة الصحية والمهنية في أمانة عمان، من مخاطر تناول العصائر الرمضانية المعروضة تحت أشعة الشمس أو غير المحفوظة بطرق صحية سليمة، مشددا على ضرورة اختيار مصادر غذاء آمنة وموثوقة، موضحا أن العصائر التي يبيعها الباعة المتجولون أو التي لا تحمل بطاقة بيان توضح مكوناتها غالبا ما تكون غير صالحة للاستهلاك وفقا للفحوصات المخبرية.
يؤكد الهوادي، أن الأمانة مستمرة في تنفيذ حملات الرقابة والتفتيش طوال شهر رمضان على المنشآت الغذائية والأسواق والمجمعات التجارية في مختلف مناطق العاصمة، بهدف ضمان صحة وسلامة المواد الغذائية، موضحا أن الأمانة جهزت 50 فريقا للرقابة والتفتيش تعمل على مدار اليوم، في الفترات الصباحية والمسائية والليلية، لمتابعة عمليات التخزين والتداول وضبط أي مخالفات.
الجهود الرقابية لدى أمانة عمان تركزت بشكل خاص على العصائر الرمضانية التي تنتشر بكثرة في الشوارع وأمام المحال التجارية، سواء من قبل الباعة المتجولين أو المنشآت الاقتصادية، بحسب الهوادي الذي يؤكد أنه تم اتخاذ الإجراءات القانونية بحق أي منتجات معروضة تحت أشعة الشمس، نظرا لخطورة تعرضها للتلف،
ويضيف أنه تم تكثيف الرقابة على المنشآت التي تقدم عروضا وتخفيضات على السلع الغذائية، بالإضافة إلى متابعة المحال التي تعرض المواد الغذائية على الأرصفة، حيث تم اتخاذ الإجراءات اللازمة بحق المخالفين، كما شملت الحملات التفتيشية محال الحلويات، المقاهي، الخيم الرمضانية، وكذلك المتاجر التي تخزن المنتجات الاستهلاكية الأساسية خلال رمضان، مثل المكسرات والتمور، مع تشديد الرقابة الليلية على محال بيع الشوكولاتة.
بدائل العصائر المصنعة
تعد العديد من العصائر الطبيعية بديلا للعصائر المصنعة، حيث تعتبر الخيار الأمثل لتوفير مكملات غذائية، نظرا لما تحتويه من مضادات أكسدة، وفيتامينات، وألياف غذائية، التي تساعد في تعزيز الصحة العامة.
توصي خبيرة التغذية عيد بالاعتماد على العصائر الطبيعية كبديل صحي عن المشروبات المصنعة، مثل الكركديه، التمر الهندي، والخروب، مع تجنب إضافة كميات كبيرة من السكر، مشيرة إلى إمكانية استخدام المحليات الطبيعية مثل الستيفيا كخيار أفضل، مع التأكيد على تقبل المذاق الطبيعي الذي يحتوي على حلاوة خفيفة.
وفقا للتوصيات البريطانية، بحسب عيد تبين بأنه يفضل تناول نصف كوب فقط من العصير الطبيعي يوميا، مثل عصير البرتقال، على أن يتم استهلاك باقي الحصة اليومية من الفاكهة بشكلها الكامل، وذلك للاستفادة من الألياف الغذائية التي تحتويها، مشددة على أهمية هذه الخطوة، خاصة أن تقريرا صادرا عن الأمم المتحدة عام 2022 كشف أن 85% من الأردنيين لا يتناولون كميات كافية من الخضار والفواكه، مما يؤدي إلى نقص في الألياف الغذائية الضرورية لصحة الجهاز الهضمي.
أما لمحبي المشروبات المتنوعة، فتقترح عيد اللجوء إلى السموذي والكوكتيلات الطبيعية، حيث يتم مزج الفاكهة الكاملة مع قشورها في الخلاط، مما يضمن الاحتفاظ بالألياف الغذائية التي يحتاجها الجسم لتعزيز الصحة العامة.

إخلاء المسؤولية القانونية:
تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط
وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي
تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا
من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما
يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام
مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.
الأخبار الأكثر تداولاً
سعر برميل النفط الكويتي يرتفع ليبلغ 78 45 دولار
الأمير يشمل برعايته وحضوره غدا حفل تخرج دفعة الطلبة الضباط الـ50 بكلية علي الصباح العسكرية
لا تشريعات ناظمة لإدارة مخلفات البناء والهدم
جنرال إسرائيلي: نواجه تهديدا وجوديا وحماس لن تستسلم
وزير الدفاع الإسرائيلي يبدأ بتحقيق تغيير كبير في السياسة