Saturday, 23 November 2024 12:47 GMT



الأردن- ذكرى رحيل تيسير السبول

(MENAFN- Khaberni) خبرني- يصادف يوم الاحد الذكرى 42 لرحيل الاديب والمفكر الاردني تيسير السبول، الذي قضى في حادث موسف عام 1973 عن 34 عاما.
من هو تيسير السبول؟

في مدينة الطفيلة الواقعة جنوب الاردن عام 1939، ليتزامن ميلاده بذلك مع تاسيس دولة يهود في فلسطين على ايدي الصهيوينة، وفي ظل ظروف اخرى قاسية تحيط بالامة العربية لما تشهده من فرقة وضياع جراء الرزح تحت نير الاستعمار الاوروبي على الامة العربية.

عاش السبول في اسرة متوسطة الحال تتكون من خمسة اولاد واربع فتيات هو اصغرهم سنا، وكان يعمل والده مزارعا اسوة بغيره من اسر الطفيلة انذاك الذي سعى رغم ضيق حاله الى ضم ابنائه ضمن صفوف الجامعيين.

تميز السبول بشخصية قوية وبسرعة البديهة والذكاء والاحساس المرهف، ما جعله محط انظار اساتذته واقرانه الذين تنبووا له بعلو الشان، حيث كان منذ من منابع المعرفة فانكب على القراءة.

واصل السبول دراسته المتوسطة والثانوية في مدينة الزرقاء بتفوق رغم اجواء القلق والاضطراب والحزن جراء سجن اخيه شوكت بسبب ارائه السياسية.

واستطاع السبول وبسبب جلده وتفوقه في الدراسة الثانوية الحصول على منحة دراسية الى الجامعة الامريكية في بيروت لدراسة الفلسفة، الا ان الحياة في تلك الجامعة لم ترق لشاب تشغله قضايا الامة العربية وما يعج بالعالم العربي من احداث سياسية.

دفعته الاحداث السياسية الى ترك الجامعة ودراسة الحقوق في جامعة دمشق، والتي ظهر السبول فيها كشاعر ذي موهبة، ما زاد من اطلاعاته الواسعة على قراءة الكتب والصحف والمجلات اليومية والاسبوعية، لتبدا مسيرته كشاعر في الكتابة ببعض المجلات والدرويات الشهرية الادبية في دمشق وبيروت كمجلة الثقافة، والاداب والاديب.

توقف السبول عن الكتابة لفترة وجيزة متاثرا بما يدور حوله من توالد للهزائم والنكسات، اذ باتت تشكل عبئا عليه يرزح تحتها.

وعمل السبول موظفا متنقلا من وظيفة الى اخرى وتزوج وانجب طفلين، عتبة وصبا ثم عمل في الاذاعة الاردنية.

وحلت هزيمة حزيران لتزعزع ما استقام من حياته، فقد كانت الصدمة مولمة وشديدة عليه فبكى الهزيمة دونما انتظار للعزاء ليلقي نظرة على ما ضاع ربما لغير رجعة في يد من لا يرى غير الدمار وسفك الدماء.

من هنا اعلن موت الشعر فاخذ على عاتقه قراءة تاريخه القديم مستلهما من الماضي ما يعينه على مواجهة مستقبل غائم وغامض.

ويروي عنه احد رفاقه الاديب سليمان القوابعة الذي عايش فترة من حياته "بحكم علاقات عائلتينا فان الزيارات المتبادلة اطلعتني من خلالها على السبول التي استمرت حتى ايام الدراسة الجامعية"، ويضيف القوابعة "حاولت ان اطلع على رواية تيسير " انت منذ اليوم " والتي فازت على حساب جريدة النهار انذاك، فكان رده انها مودعة في بيروت، شعرت انذاك بضيق في نفسه عندما يجري الحديث عن تلك الرواية التي اكد من خلالها انها ستعمل على تغيير وتيرة حياته المحبطة.

"بدات تظهر على ملامحه علامات التعب والانهيار النفسي والحزن الدفين، وتفاجات بنهايته عندما اقدم على الانتحار حيث وضع حدا لها بعد معاناة طويلة بطلق ناري في 15/11/1973 في اعقاب حرب تشرين، ولقاء المصريين والاسرائيليين عند (خيمة الكيلو 101).

ابرز ما قال السبول :

وابعد - ابعد من كل ما قيل - ما لا يقال فلصق ضميري تظل حروف حروف ثقال اشد عليها وليس تبوح وتفعم صدري بطعم المحال.. ... من اجل هذا الذي لا يقال تساقط تهمي دموع الرجال

قصيدة احزان صحراوية للاديب الشاعر تيسير السبول

من زمان من تجاويف كهوف الازليه كان ينساب على مد الصحارى العربيه لينا كالحلم سحريا شجيا كليالي شهرزاد يتخطى قمم الكثبان يجتاز الوهاد

من زمان شربت حسرة ذاك الصوت حبات الرمال مزجته في حناياها اعادته الينا لينا كالحلم سحريا شجيا فكاني قد تنفست شجونه وكان الصوت في طيات صدري رجع اليوم حنينه فاراه بدويا خطت الصحراء لا جدوى خطاه موحشا يرقب اثار الطلول

من زمان غير اني كلما استيقظ في قلبي اشتياق لمزيد من تدان والتصاق كلما ضج نداء البوح في ارجاء ذاتي كلما بوغت اني اتناهى بانسراب اللحظات كلما احسست اني بعض دفء الاخرين خلتني عدت اراه بدويا خطت الصحراء لا جدوى خطاه سار في عينيه وهج الشمس والرمل وعود برمال ومدى الصحراء صمت وعذابات ارتحال فتغنى وسرى الصوت على مد الصحاري العربيه مودعا في الرمل غصات اغانيه الشجيه.



إخلاء المسؤولية القانونية:
تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.

النشرة الإخبارية