لبنان.. البحث عن منصّة عبور إلى مسار التهدئة

(MENAFN- Al-Bayan) ">على وقع التحضير لاجتماع لجنة ((الميكانيزم)) (لجنة وقف إطلاق النار) الثاني بعد تطعيمها بمدنيّين، والمقرّر في 19 من الجاري، وما يمكن أن ينتهي إليه حول مستقبل التفاوض بين لبنان وإسرائيل، والذي انتقل من رئاسة عسكري إلى رئاسة مدني دبلوماسي، فإن ثمّة إجماعاً داخلياً على ضرورة أن تضغط واشنطن على القيادة الإسرائيلية حتى تقابل التجاوب اللبناني، مع رفع مستوى تمثيل التفاوض، بنوع من التهدئة الميدانية، وذلك إفساحاً في المجال أمام نجاح التجربة الجديدة، وإجراء المفاوضات في بيئة ملائمة وليس تحت النار. ولذلك، سيكون تحدّي الحكومة، في المرحلة المقبلة، إقناع الولايات المتحدة باتخاذ مواقف أكثر حزماً تجاه اعتداءات إسرائيل على لبنان.

تزامناً، لا يزال الجيش اللبناني يواصل تحرّكاته في جنوب الليطاني، ويعمل على سحب المزيد من الأسلحة، استعداداً لرفع التقرير الرابع للحكومة في 5 يناير المقبل. ومن المتوقع حينها أن يعلن الجيش انتهاء العمل في جنوب النهر، وكيف سيبدأ العمل في شمال النهر، لكون هذا الأمر يحتاج إلى قرار جديد من الحكومة تكلّف بموجبه الجيش بوضع خطّة للتحرك باتجاه سحب السلاح.

وفي انتظار اجتماع ((الميكانيزم))، في 19 من الجاري، والذي قد يحمل مؤشرات إلى المنحى الذي ستتخذه الأمور، بعد انضمام العضوين المدنيّين عن لبنان وإسرائيل إلى لجنة مراقبة وقف إطلاق النار، تردّدت معلومات مفادها أن المساعي الدبلوماسية التي يركّز عليها الأمريكيون تشمل العمل على وقف الاعتداءات والضربات ووضع خطّة للانسحاب من النقاط التي تحتلّها إسرائيل في جنوب لبنان، وذلك في مقابل سحب سلاح ((حزب الله)) وإنشاء منطقة اقتصادية عازلة أو خالية من السكان، إلا الذين يتمّ منحهم تصاريح للبقاء. أما الفكرة الأبرز، فهي كيفية إدارة هذه المنطقة برعاية دولية، ومن خلال قوّة تشكّل ضمانة للجانبين. وفي المعلومات أيضاً، فإن الدوائر الأمريكية منشغلة في العمل على تقديم طرح شامل يؤدي إلى اتفاق بين لبنان وإسرائيل، في محاولة لتجنّب التصعيد العسكري.

سباق

وفي السياق، أشارت مصادر سياسية لـ((البيان)) إلى أن السِباق بين الجهود الدبلوماسية الهادفة إلى تثبيت مسار التفاوض بين لبنان وإسرائيل، واستبعاد عملية إسرائيلية جديدة وواسعة ضدّ ((حزب الله))، يتجه نحو مرحلة أشد وضوحاً، مع تأكّد المعطيات الدبلوماسية المستقاة من كلّ من الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا حيال تدخل الإدارة الأمريكية لدى إسرائيل لإفساح المجال أمام أمرين: الأول، إعطاء الإطار المحدّث لعمل لجنة ((الميكانيزم)) بعد تكليف السفير السابق سيمون كرم برئاسة الفريق اللبناني فيها وتعيين إسرائيل أوري رازنيك ضمن فريقها، فرصة الحدّ الأدنى التجريبية لتطوير نتائج عمل اللجنة. أما الأمر الثاني، فيتمثل بتثبيت مهلة استكمال نزع سلاح ((حزب الله)) من جنوب الليطاني في نهاية السنة، ولو أن العمليات والغارات الإسرائيلية ضمن وتيرتها الجارية لن تتوقف.

ولذا، إكتسبت الحركة الدبلوماسية الكثيفة في لبنان، غداة زيارة البابا لاوون الرابع عشر الأسبوع الماضي، دلالات بارزة صبّت كلها في إطار الدفع نحو استبعاد حرب جديدة والتحفيز على تحكيم مسار المفاوضات. علماً أن المعنيّين اللبنانيين يلفتون إلى وجود ما يشبه إجماعاً دولياً على هذا النهج، بما يفسّر اندفاع الحكم والحكومة في ملاقاة النهج التفاوضي واستقطاب الدعم الدولي لمصلحة لبنان.

MENAFN09122025000110011019ID1110457865

إخلاء المسؤولية القانونية:
تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.

البحث