أمير قطر يفتتح منتدى الدوحة ينعقد في ظروف تحتاج إلى التكاتف
-
محمد بن عبدالرحمن: اتفاق وقف إطلاق النار في غزة ليس كاملاً ما لم يشمل الضفة
منتدى الدوحة 2025 يعقد تحت شعار «ترسيخ العدالة: من الوعود إلى واقع ملموس»
افتتح صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير قطر منتدى الدوحة 2025 في نسخته الثالثة والعشرين، تحت شعار «ترسيخ العدالة: من الوعود إلى واقع ملموس»، في الدوحة.
والتقى صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد عددا من أصحاب قادة الدول ورؤساء الحكومات المشاركين في أعمال المنتدى.
فقد استقبل على حدة كلا من الرئيس السوري أحمد الشرع، والرئيس الصومالي حسن شيخ محمود، والرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني، بحسب وكالة الانباء القطرية (قنا).
كما التقى أيضا الرئيس جون دراماني ماهاما رئيس جمهورية غانا، ود.نواف سلام رئيس مجلس الوزراء اللبناني.
وأفادت «قنا» بأنه جرى خلال اللقاءات استعراض سبل تطوير علاقات التعاون بين دولة قطر وبلدانهم في مختلف المجالات، ومناقشة عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، إضافة إلى تبادل الآراء بشأن أبرز الموضوعات المدرجة على جدول أعمال المنتدى. وأكد أمير قطر أن المنتدى يعقد في ظروف إقليمية ودولية تحتاج إلى تكاتف جميع الجهود لخفض التوتر.
وقال في منشور عبر حسابه الرسمي على منصة «إكس»: «ينعقد منتدى الدوحة هذا العام في ظروف إقليمية ودولية تحتاج إلى تكاتف جميع الجهود لخفض التوتر، ودعم السلام والاستدامة في منطقتنا والعالم، من خلال ترسيخ العدالة، وتعزيز التنمية الإنسانية ومبادئ الحلول السلمية لمختلف النزاعات. أتمنى لضيوف المنتدى التوفيق والسداد، وأرحب بهم في قطر».
وخلال الافتتاح قام أمير قطر بتسليم جائزة منتدى الدوحة إلى كل من أليكس ثير وسعد محسني، تقديرا لمساهمتهما في دعم تعليم الأطفال في دولة فلسطين وأفغانستان، بالشراكة مع مؤسسة التعليم فوق الجميع.
من جهته، أكد الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري، أن معاناة الشعب الفلسطيني تحت انتهاكات صارخة للقانون الدولي والمآسي التي يشهدها السودان من مجازر وانتهاكات جسيمة تبرزان أن تحقيق العدالة وحماية الحقوق شرط لا غنى عنه لصون استقرار المنطقة ومنع تفككها.
وشدد على حرص دولة قطر على استقرار المنطقة باعتبار ذلك من أمنها الوطني، لكنه نبه إلى أن قطر لا يمكنها أن تصبح قوة عظمى بالطرق العسكرية، بل من خلال التواصل الديبلوماسي، وعبر الاستثمارات والشراكات، وقال إن ذلك ما يميز بصمة قطر في هذا المجال.
وقال في كلمته أمام منتدى الدوحة «نحن الآن في اللحظة الحاسمة.. لا يمكننا أن نعتبر أن هناك وقفا لإطلاق النار، وقف إطلاق النار لا يكتمل إلا بانسحاب إسرائيلي كامل وعودة الاستقرار إلى غزة».
ولفت إلى أن الصراع لا ينحصر في قطاع غزة وحده بل يمتد ليشمل الضفة الغربية، وتطلعات الشعب الفلسطيني لبناء دولته.
واستطرد قائلا «نحن في لحظة مفصلية بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة»، لافتا إلى أن الوسطاء يعملون معا من أجل المرحلة الثانية منه والتي رأى أنها مؤقتة أيضا، مضيفا «قطر وتركيا ومصر والولايات المتحدة الأميركية يتعاونون جميعا لرسم المسار المستقبلي لهذه المرحلة».
وشدد على أهمية إنهاء الأسباب الجذرية للصراع الفلسطيني ـ الإسرائيلي والذي لا ينحصر في إنهاء الكارثة في غزة وحدها بل يشمل أيضا الضفة الغربية، وتحقيق تطلعات الفلسطينيين ببناء دولتهم، معربا عن أمله في التمكن من التعاون مع الحكومة الأميركية لتحقيق هذه الرؤية في نهاية المطاف، لكنه لفت إلى أن الأمر ليس سهلا «سنواجه الكثير من التحديات والهجمات، ولكن سنواصل الضغط لكي نتوصل في نهاية المطاف إلى حل مستدام يؤمن العدالة للشعبين في اتفاقية وقف إطلاق النار وفي خطة النقاط الـ 20».
وأشار الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني إلى أن «هذه المرحلة هي مجرد مرحلة مؤقتة من منظورنا».
وأضاف «إذا ما كنا نقوم بمجرد حل ما حصل في السنتين الماضيتين، فهذا ليس بالأمر الكافي»، داعيا إلى «حل مستدام يحقق العدالة لكل من الشعبين».
وشدد الشيخ محمد بن عبدالرحمن على أن الحلول العادلة وحدها هي التي تصنع السلام المستدام وتمنع استمرار دائرة النزاع والانقسام فيما «يظل غياب المساءلة أحد أخطر مظاهر الاختلال في نظامنا الدولي، وهو ما يتجلى في منطقتنا».
وأوضح أن التوترات المتلاحقة كشفت عن أن إدارة الأزمات بحدها الأدنى أو الاحتفاظ بتوافق دولي مؤقت دون معالجة جذور الصراع لم يعد خيارا صالحا قائلا: إن الأزمات حين لا تحقق حلولها العادلة تعود أشد تعقيدا وتتمدد إلى ما وراء حدودها والتوافق المؤقت لا يوقف التاريخ بل يؤجل استحقاقاته.
وأشار إلى أن سجل قطر من النجاحات في جهود الوساطة والثقة التي يبديها المجتمع الدولي بالدور الذي تقوم به في تحقيق السلام أثبت أن «الوساطة ليست رفاهية سياسية أو خيارا مصلحيا بالنسبة لنا بل منهج راسخ نمارسه بإخلاص إيمانا بأن السلام الحقيقي يبدأ من الإشراك لا الإقصاء ومن توسيع مساحة المساحات المشتركة لا من تعميق الانقسام».
وأوضح أن هذا النهج تجسد فيما تم التوصل إليه الجمعة حيث نجحت قطر بالتعاون مع الشركاء من النرويج وإسبانيا وسويسرا في تحقيق اختراق مهم بين حكومة كولومبيا وجماعة «إي جي سي» المعلنة الذاتية، حيث أتاح الاتفاق فرصة حقيقية لتعزيز أمن الكولومبيين وصون كرامتهم ومنح المجتمعات المتأثرة بالنزاع بارقة أمل عملية للخروج من سنوات من العنف.
وشدد على أن العالم لا يحتاج إلى مزيد من الوعود، بل يحتاج إلى عدالة يمارسها الجميع دون ازدواجية في المعايير ومسؤولية يتحملها الكل دون محاباة وشجاعة تترجم الأقوال إلى أفعال متطلعا إلى أن يشكل المنتدى خطوة إضافية في هذا الاتجاه ومنصة لتعميق التعاون بين الحكومات والمجتمعات والمنظمات الإنسانية من أجل مستقبل أكثر إنصافا وأمنا للبشرية جمعاء.
وأشار إلى أن عنوان منتدى هذا العام «يعكس حقيقة نلمسها جميعا خاصة أن الفجوة بين الخطاب والممارسة تتسع وأن العدالة باتت في كثير من الأحيان غائبة عن مسار القانون الدولي وسط عالم تتقدم فيه المصالح على المبادئ ويستبدل فيه القانون بالقوة».
وفي الملف السوري، قال رئيس الوزراء وزير خارجية قطر: إن الشعب السوري وبعد سنوات قاسية من غياب العدالة، يمضي في مسار يأمل أن يقوده إلى التعافي ضمن عدالة انتقالية تعزز التماسك وتنبذ الطائفية.
وأضاف الشيخ محمد بن عبدالرحمن: إن هذا المسار يهيئ الطريق نحو سلام يطوي صفحة الماضي ويستند إلى المشاركة والعدالة.
أكد الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية جاسم البديوي أن منتدى الدوحة أمسى محفلا دوليا متقدما للحوار وتبادل الرؤى حول القضايا والتحديات التي يشهدها العالم اليوم.
وأضاف البديوي، خلال مشاركته في الجلسة الافتتاحية للنسخة الـ23 لمنتدى الدوحة، أن المنتدى تقصده الدول والمنظمات الإقليمية والدولية من كافة أنحاء العالم، لاسيما وأنه يعزز التعاون الإقليمي والدولي لصياغة حلول فاعلة وتوصيات قابلة للتنفيذ.
وأكد أن اتساع نطاق الأزمات وتأثيرها على الساحة الإقليمية والدولية يفرض ضرورة وجود منصات كمنتدى الدوحة لتبادل وجهات النظر وطرح الحلول الواقعية لدعم الجهود الدولية الرامية لإنهاء هذه الأزمات، حيث يقدم المنتدى مساحة محورية لإطلاق نقاشات معمقة لتطوير العمل الدولي المشترك، بما يسهم في مواجهة التحديات المتنامية، ودعم مسار التنمية الشاملة لصالح الإنسانية عامة.
وثمن الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، جهود دولة قطر في تنظيم مثل هذه الفعاليات على مستوى عالمي، وبحضور دولي مؤثر، معبرا عن شكره وتقديره للقائمين على هذا المنتدى، متمنيا لهم التوفيق والنجاح لتحقيق الأهداف المنشودة من هذا المنتدى.
أعلنت دولة قطر والاتحاد الأوروبي إطلاق عملية التفاوض بشأن اتفاق الشراكة الاستراتيجية بين الجانبين.
جاء ذلك خلال بيان مشترك عقب الاجتماع الذي عقد بين رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني والممثلة العليا للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية ونائبة رئيس المفوضية الأوروبية كايا كالاس على هامش منتدى الدوحة 2025.
وأفاد البيان بأن هذه الخطوة «تمثل مسارا مستقبليا طموحا للتعاون وتشكل مرحلة مهمة في مسار العلاقات الثنائية، ويعكس هذا الإعلان قوة الشراكة بين دولة قطر والاتحاد الأوروبي ويتيح فرصا متبادلة لكلا الجانبين من أجل توسيع وتعميق التعاون».
وأضاف: «وإدراكا للدور البارز الذي تضطلع به دولة قطر لاسيما جهودها المحورية في الوساطة دعما للسلام وحل النزاعات في عدد من الأزمات وامتدادا للالتزام المبدئي للاتحاد الأوروبي بالحفاظ على النظام الدولي القائم على القواعد، جدد الطرفان عزمهما المشترك على تعزيز العمل معا دعما للسلام والازدهار والأمن الإقليمي».
وذكر البيان أن الجانبين سيكشفان من خلال عملية التفاوض المقبلة عن مسارات جديدة لتعزيز التعاون في مجالات ذات أولوية واهتمام مشترك.
وفي السياق ذاته، أكد رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري والممثلة العليا للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية ونائبة رئيس المفوضية الأوروبية التزامهما الراسخ بتعميق الشراكة بين الجانبين والارتقاء بالعلاقات الديناميكية والمصالح المتبادلة في ظل المشهدين الإقليمي والدولي اللذين يزدادان تعقيدا.
إخلاء المسؤولية القانونية:
تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط
وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي
تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا
من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما
يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام
مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.

Comments
No comment