بابا الفاتيكان ودع لبنان بـ"السلام".. فما مصير رسالته؟

(MENAFN- Al-Bayan) غداة زيارته ((التاريخية)) الثلاثية الأيام في ربوع ((أرض الرسالة))، والتي كانت عابقة بالدلالات، وغنية بالمحطات التي تنقل فيها بين الصلاة والعظة والحوار، واختتمها بقداس في الواجهة البحرية لبيروت، وتحديداً أمام مرفئها، غادر البابا لاوون الرابع عشر لبنان متوجهاً إلى الفاتيكان، وذلك بعدما طلب السلام للعالم، وتضرع بشكل خاص من أجل لبنان وكل المشرق.

وبعدما تلا الصلاة الصامتة أمام اللوحة التذكارية، التي تحمل أسماء 245 قتيلاً وضحية في انفجار مرفأ بيروت، أكد البابا لاوون الرابع عشر، في عظته بالقداس، الذي أقيم في واجهة بيروت البحرية، أن ((الشرق الأوسط يحتاج إلى مقاربات جديدة، من أجل تخطي الانقسامات وفتح صفحات جديدة باسم السلام))، مطالباً المجتمع الدولي بـ((دعم لبنان))، وبـ((الاستماع إلى صوت الشعب الذي يطالب بالسلام)). وبكلمة وداعية مؤثرة في مطار بيروت اختتم ((بابا السلام)) زيارته التاريخية للبنان، وفيها أشاد بالشعب اللبناني الذي ((لا يحب العزلة، بل اللقاء))، وخص الجميع بما أسماه ((نداء من القلب))، بقوله: ((لتتوقف الهجمات والأعمال العدائية))، فـ((الأسلحة تقتل.. أما التفاوض والوساطة والحوار فتبني))، خاتماً بعبارة: ((لنخترْ جميعاً السلام، وليكن السلام طريقنا لا هدفاً فقط)).

شعار السلام
وربطاً بأجواء الزيارة الاستثنائية لبابا الفاتيكان، بمضمونها وتوقيتها، والتي طغى عليها شعار ((السلام)) على ما عداه من مفردات، واستحوذت على حيز كبير من الاهتمام الداخلي والخارجي على حد سواء، وخصوصاً أنها ترافقت مع ضغوط خارجية وهجوم إسرائيلي مستمر، بالرغم من دعوات لبنان السابقة للتفاوض، أجمعت مصادر متابعة لـ((البيان)) على أن قداسة البابا، الذي وصفته الشعارات والصور واللافتات بـ((بابا السلام))، أعاد لبنان إلى خريطة العالم، وذلك في مشهد اختصرته الحناجر، التي هتفت على الطرقات وفي المزارات رجاء وأملاً بقيامة لبنان من بين الأزمات، وفي الشهادات التي قدمت على مذبح الزيارة.. فماذا عن اليوم التالي؟ وما عساه يكون مصير رسالة البابا لاوون الرابع عشر؟ وهو الذي وضع كل زيارته التاريخية إلى لبنان تحت شعار: ((طوبى لفاعلي السلام))، مع ما يعنيه من تعزيز ثقافة السلام وتشجيع لبنان واللبنانيين على السير في حركية التاريخ، لا البقاء خارجها وعلى هامشها.

وفي معرض الإجابة عن السؤالين الآنفي الذكر فإن ثمة كلاماً عن أن وطن الرسالة قد تحول إلى صندوقة بريد، منه وإليه، وهو ما كشفته آخر تحذيرات السفير توم باراك، إذ حمل المبعوث الأمريكي رسالة للعراق عن عملية إسرائيلية ضد ((حزب الله)) حتى نزع سلاحه، محذراً بغداد من ضربة إسرائيلية قاسية إذا تدخلت الفصائل العراقية إلى جانب الحزب، فيما إسرائيل فعلت قنوات تسريب الأخبار والمعلومات عبر قنوات مختلفة، بأنها قد اتخذت قرارها بشن عملية عسكرية قوية في لبنان، وأنها لا تستثني تنفيذ عمليات عسكرية في جنوب سوريا أيضاً، في سعيها إلى الربط بين الجبهتين، وغايتها من وراء ذلك، وفق قول مصادر معنية لـ((البيان))، هي فرض وقائع جديدة لفرض ((السلام)).

احتمال تجدد الحرب
وما بين المشهدين، وفي ظل تزايد الحديث عن احتمال تجدد الحرب، واتجاه الأوضاع نحو مواجهة عسكرية على الأرض اللبنانية، يترقب لبنان اندفاعة دبلوماسية واسعة، يليها اجتماع لجنة مراقبة وقف إطلاق النار، وزيارة الموفدة الأمريكية مورغان أورتاغوس، إضافة إلى انتظار زيارة وفد بعثة الأمم المتحدة التي تضم ممثلين عن الدول الـ15 الأعضاء في مجلس الأمن الدولي، للاطلاع على الأوضاع عن كثب، وفي محاولة لتجنب التصعيد، وعليه ارتفعت الرهانات اللبنانية الرسمية على تدخل الولايات المتحدة الأمريكية ودول مؤثرة للجم احتمالات التصعيد، وذلك في ضوء المعلومات التي أفادت أن بعثة من سفراء الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي ستصل إلى بيروت آتية من سوريا، بعد غد (الخميس)، على أن تجري، الجمعة، لقاءات مع الرؤساء الثلاثة تباعاً وقائد الجيش، وتتوجه السبت إلى الجنوب لإجراء جولة تفقدية، والاجتماع مع قيادة القوات الدولية ولجنة ((الميكانيزم)) (لجنة مراقبة وقف إطلاق النار).

MENAFN02122025000110011019ID1110427127

إخلاء المسؤولية القانونية:
تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.

الأخبار الأكثر تداولاً