(MENAFN- Al-Bayan) في حادثة نادرة وغريبة من نوعها، نجت آن إليزابيث هودجز من الموت بعد أن أصابها نيزك يزن 10 أرطال أثناء استراحتها في غرفة المعيشة بمنزلها في مدينة سيلّاكوغا بولاية ألاباما، في 30 نوفمبر 1954، النيزك اخترق سقف المنزل وارتطم بجهاز راديو كبير قبل أن يصيب هودجز في جانبها، مما أدى إلى ظهور كدمة كبيرة لكنها لم تتعرض لأي إصابات تهدد حياتها.

وقدرت قيمة النيزك في ذلك الوقت بـ مليون دولار وهو ما يعادل، من حيث القدرة الشرائية، حوالي12 مليون دولار في الوقت الحالي.

وقد أثار هذا الحدث دهشة العلماء والجمهور على حد سواء، وأصبح يُعرف كواحد من أغرب الحوادث المتعلقة بالفضاء التي طالت البشر على الأرض.

وأكد الباحثون لاحقا أن النيزك، المصنف كنوع "كوندريت"، جاء بالفعل من الفضاء الخارجي.

قالت ماري بروندزينسكي، مديرة المجموعات السابقة في متحف ألاباما للتاريخ الطبيعي: "كل ما كانت تعرفه هودجز هو أن شيئا ما قد أصابها. لقد وجدنا النيزك، هذه الصخرة الكبيرة، ولم نستطع معرفة كيف وصلت إلى هناك"، وفقا لما نشره موقع ديلي جالكسي.

بعد الحادث، نقلت هودجز إلى المستشفى لتلقي العلاج اللازم، وأُطلقت بعد وقت قصير، فيما انتشر الخبر سريعا وأثار فضول العلماء الذين سارعوا للتحقق من صحة النيزك، مؤكدين أنه قطعة فضائية أصيلة، وعرضت جامعة ألاباما صور الكدمات والأضرار التي أصابتها هودجز كجزء من الأرشيف التاريخي.

وتعتبر هذه الحادثة الوحيدة الموثقة التي أصاب فيها نيزك شخصا، وفقا لعالم الفلك غونزالو تانكريدي من جامعة الجمهورية بمونتفيديو، حيث يسقط آلاف النيازك على الأرض سنويا، لكن إصابة بشر تعتبر أمرا استثنائيا.

وقد نشب جدل محلي حول ملكية النيزك بين هودجز ومالكها، إلا أنها احتفظت به في النهاية وقررت التبرع به لمتحف التاريخ الطبيعي، منهيةً بذلك الخلاف.

تبقى حادثة هودجز لحظة بارزة في تاريخ الفضاء، إذ تُظهر مدى ندرة مثل هذه اللقاءات بين البشر والعالم الخارجي، وقدرت القيمة التاريخية والعلمية للنيزك بأكثر من مليون دولار، وأصبح اسمه مرتبطا بواحدة من أغرب التجارب الإنسانية مع الكون.

اليوم، يمثل نيزك سيلّاكوغا تذكيرا بأن الفضاء قد يقترب منا أكثر مما نتخيل، وأن الحوادث غير المتوقعة يمكن أن تحدث في أي لحظة، حتى في أكثر البيوت هدوءا.

MENAFN02122025000110011019ID1110423358