تسونامي الإغلاق يضع الفيدرالي في مأزق.. 43 يوماً من الشلل الحكومي تربك القرار الأمريكي

(MENAFN- Al-Bayan) ">بعد 43 يوماً من الشلل الحكومي الذي كاد يعصف بالثقة في الاقتصاد الأمريكي، استأنفت الحكومة أنشطتها، لكن الضرر الاقتصادي والبيانات المعطلة تركت الاحتياطي الفيدرالي في موقف بالغ الحساسية. وبينما يتجه مؤشر الدولار نحو الانخفاض للأسبوع الثاني على التوالي، تترقب الأسواق قرار الفائدة المقبل، الذي بات يكتنفه الغموض أكثر من أي وقت مضى.

شهد الدولار الأمريكي تراجعاً في الآونة الأخيرة، وهو ما خدم بشكل مباشر الأصول المقومة به، وعلى رأسها الذهب. هذا التراجع يعود لسببين رئيسيين، انحسار الخوف قصير الأجل لأنه خلال الإغلاق، ارتفع الدولار بشكل مؤقت كـ((ملاذ آمن أخير)) في ظل فوضى واشنطن. مع إنهاء الإغلاق، تراجع هذا الطلب الطارئ. أما العامل الأقوى هو التوقعات المتزايدة بأن الاحتياطي الفيدرالي قد يضطر إلى التوقف عن التشديد النقدي، أو ربما خفض أسعار الفائدة بشكل أسرع مما كان مخططاً له في الأصل، وذلك للتعامل مع التباطؤ الناجم عن الإغلاق الحكومي. التوقعات بخفض الفائدة تضعف الدولار بشكل فوري.

معضلة البيانات المغلوطة

أكبر تحدٍ يواجه البنك المركزي الآن ليس فقط الضرر الاقتصادي، بل انعدام اليقين الناجم عن عرقلة تدفق البيانات الاقتصادية الأساسية. حيث توقف إصدار تقارير الوظائف والتضخم (CPI) وغيرها من المؤشرات خلال الإغلاق. كان رئيس الفيدرالي جيروم باول قد دعا إلى ((توخي الحذر)) قبل تطبيق خفض آخر للفائدة، مشيراً إلى نقص البيانات كأحد الأسباب.

يخشى عدد متزايد من صناع السياسات في البنك المركزي من أن خفض الفائدة قد يعزز التضخم، خصوصاً بعد خفضين سابقين هذا العام. هذا ما يدفعهم للإحجام عن التيسير النقدي.
في المقابل، يخشون من أن يكون الضرر الاقتصادي الناتج عن الإغلاق (43 يوماً) كبيراً، ما يستدعي تدخلاً سريعاً لضخ السيولة ودعم النمو.

التوقعات بقرار الفائدة

يتجه صانعو السياسات في البنك المركزي نحو اجتماع حاسم الشهر المقبل، والأسواق منقسمة حول النتيجة، حيث تراجع توقعات الخفض وتشير التقديرات الحالية للمتعاملين في السوق إلى تراجع نسبة التوقع بخفض سعر الفائدة بمقدار ربع نقطة أساس في الاجتماع المقبل من 64% في الجلسة الماضية إلى 51% حالياً. وهذا التراجع في التوقعات يعكس التشدد الحذر الذي أبداه مسؤولو الفيدرالي أخيراً، بالإضافة إلى الإحباط من بيانات التضخم التي لم تنخفض بالقدر الكافي.

على الرغم من أن إنهاء الإغلاق الحكومي أعاد ((الأكسجين)) للأسواق، إلا أنه لم يمح الضرر الاقتصادي أو يحل معضلة البيانات. الدولار يضعف استجابة لتوقع ضرورة دعم الفيدرالي للاقتصاد، لكن صانعي السياسات أنفسهم لا يزالون مترددين ومرتابين بسبب مخاوف التضخم. في هذا المشهد المتقلب، يظل الذهب هو المستفيد الأكبر، حيث يجد في ضعف الدولار وقلق الفيدرالي البيئة المثالية للازدهار.

MENAFN14112025000110011019ID1110344304

إخلاء المسؤولية القانونية:
تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.