الذهب يخترق 4180 دولاراً.. هل يخسر البتكوين عرشه؟

(MENAFN- Al-Bayan) مع تسجيل الذهب قفزات سعرية تاريخية متجهة نحو تحقيق مكاسب أسبوعية ضخمة (4.5% حتى الآن هذا الأسبوع)، متجاوزاً حاجز 4180 دولاراً للأوقية، ومع تراجع مؤشر الدولار وتزايد الضبابية الاقتصادية، يبدو أن المعدن الأصفر يستعيد بكل قوة لقبه كـ((ملك الملاذات الآمنة)).

في المقابل، أصدرت الأرقام المتعلقة بـ((الذهب الرقمي)) البتكوين إشارات مقلقة. فقد أظهرت البيانات تباطؤاً حاداً في تراكم الشركات للبتكوين، لتسجل أقل زيادة شهرية في عام 2025 (14.447 بتكوين فقط في أكتوبر). هذا التباين الحاد في الأداء والزخم يطرح السؤال الأهم في عالم الأصول البديلة هل بات الذهب يشكل خطراً حقيقياً على البتكوين؟

كانت البتكوين تعتبر لسنوات الأداة السحرية للتحوط ضد التضخم ولتنويع الميزانيات العمومية للشركات. لكن بيانات موقع ((BitcoinTreasuries)) تشير إلى تحول واضح في سلوك ((شركات الخزانة)) حيث انخفضت مشتريات الشركات من 38.000 عملة في سبتمبر إلى أقل من 15.000 في أكتوبر، في إشارة إلى تحول القطاع من التراكم السريع إلى موقف أكثر دفاعية.

كفاءة رأس المال

أصبح تأمين التمويل أصعب مع ارتفاع علاوات المخاطر. لذا، بدأت الشركات تولي الأولوية لأدوات كفاءة رأس المال، مثل إعادة شراء الأسهم، لحماية مقاييس ((البتكوين للسهم الواحد)) ومواجهة انخفاض تقييمات الأسهم. رغم وصول الحيازات الكلية للشركات والحكومات وصناديق الاستثمار المتداولة إلى أعلى مستوى على الإطلاق (4.05 ملايين بتكوين)، فإن التباطؤ في التدفقات الجديدة يشير إلى أن القطاع المؤسسي ((ينتظر المزيد من علامات تجدد شهية المستثمرين)) قبل معاودة الشراء المكثف.

قوة تقليدية لا تموت

على الجانب الآخر، يثبت الذهب أنه الأقوى في بيئة الضبابية الاقتصادية والسياسة النقدية المتقلبة.
ضعف الدولار يغذي الذهب: يستفيد الذهب مباشرة من تراجع مؤشر الدولار للأسبوع الثاني على التوالي، ما يجعله أرخص وأكثر جاذبية لحائزي العملات الأخرى.

رغم أن تصريحات مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي بددت الآمال في خفض وشيك لسعر الفائدة (خصوصاً بعد استئناف الحكومة أنشطتها إثر إغلاق استمر 43 يوماً)، إلا أن الضبابية الاقتصادية والتضخمية تستمر في دعم الذهب كأصل لا يدر عائداً يزدهر في بيئة أسعار الفائدة المنخفضة أو غير المؤكدة.
يرى الخبراء أن الارتفاع القياسي للذهب وتراجع زخم البتكوين يضعان الأصول الرقمية تحت ضغط المنافسة، لكنهما لا يشيران بالضرورة إلى إزاحة كاملة:
لا تزال قاعدة مستثمري الذهب تقليدية بشكل كبير (البنوك المركزية وصناديق الثروة السيادية)، بينما مستثمرو البتكوين المؤسسيون هم عادة من الشركات التي تقبل مخاطر أعلى.

البتكوين كأصل غير سائل

تقدر شركة ((فيديليتي)) (Fidelity) أن الشركات العامة تمثل ما يقرب من 5% من المعروض غير السائل من البتكوين. هذا يعني أن الغالبية العظمى من حيازات الشركات (4.05 ملايين بتكوين) لا تباع بسهولة، ما يمنع حدوث انهيار في السعر، لكنه لا يولد زخماً صعودياً حالياً. لكن في أوقات التباطؤ والبحث عن كفاءة رأس المال، تعود الشركات إلى الأصول التي أثبتت فعاليتها تاريخياً. إن الارتفاع السريع والمستدام للذهب يمنحه قوة نفسية تفتقر إليها البتكوين حالياً.

لا يشكل الذهب تهديداً بـ ((إلغاء)) البتكوين، ولكنه يمثل منافساً شرساً في بيئة عدم اليقين. إن استمرار صعود الذهب إلى مستويات قياسية يشير إلى أن المستثمرين يفضلون الأصول التي تقدم حماية مثبتة في الوقت الذي تتبنى فيه الشركات موقفاً دفاعياً حذراً في ميزانياتها العمومية، في انتظار إشارات واضحة من الاحتياطي الفيدرالي لتجديد شهيتها للمخاطرة الرقمية.

MENAFN14112025000110011019ID1110343904

إخلاء المسؤولية القانونية:
تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.