البحر وطنهم... كيف يبني شعب الساما-باجاو حياته على الأمواج؟

(MENAFN- Al-Bayan) ">يعيش شعب ساما-باجاو، المعروف باسم "بدو البحر"، على المياه الصافية حول الفلبين وماليزيا وإندونيسيا منذ أجيال طويلة. هذه المجتمعات البحرية تعتبر البحر موطنها الأول، ويعتمدون عليه في معيشتهم، لكن التغيرات المناخية والضغوط الحديثة تهدد نمط حياتهم التقليدي.

الباجاو بحّارة بالفطرة، يقضي كثير منهم حياتهم على قوارب صغيرة تُعرف باسم ليبا-ليبا، حيث يصطادون الأسماك، ويتاجرون، ويتنقلون باتباع النجوم والتيارات البحرية، دون الحاجة للبقاء على اليابسة لفترات طويلة.

بعض العائلات تعيش في منازل على أعمدة فوق الشعاب المرجانية، مكونة قرى عائمة تتحرك مع المواسم متبعة مصادر الغذاء والطقس المناسب، وفقا لـ Splash Travels.

غواصو الباجاو مشهورون بقدراتهم الاستثنائية؛ فبعضهم يستطيع الغوص لأكثر من 200 قدم وحبس أنفاسه لمدة خمس دقائق دون استخدام معدات، ويمتاز طحالهم الطبيعي الأكبر بسعة تخزين أعلى للأوكسجين، مما يعزز قدرتهم على البقاء تحت الماء لفترات طويلة.

يعتمد الباجاو في غذائهم بشكل رئيسي على البحر، باستخدام أدوات بسيطة مثل نظارات خشبية ورماح، ويأخذون فقط ما يحتاجونه احتراما للطبيعة.

الثقافة البحرية للباجاو غنية بالموسيقى والرقص، حيث تحكي أغانيهم قصص الحب، والعواصف، والمغامرات البحرية، كما ترتبط حياتهم بالجانب الروحي؛ فهم يؤمنون بوجود أرواح في الأمواج والشعاب المرجانية ويقومون بطقوس قبل الرحلات الطويلة طلبا للحماية والحظ الجيد.

ومع ذلك، فإن كثيرا من الباجاو لا يحملون جنسية رسمية، ما يحرمهم من الخدمات الأساسية مثل التعليم والرعاية الصحية والعمل، رغم أنهم عاشوا في هذه المياه لقرون طويلة.

التغير المناخي يشكل تحديا إضافيا، مع ارتفاع مستويات البحار وتدهور الشعاب المرجانية التي تهدد مصادر رزقهم ومنازلهم العائمة.

التكيف مع الحياة على اليابسة صعب، إذ يضطر البعض إلى البحث عن أعمال جديدة وتعلم أساليب عيش مختلفة، بينما يفتقدون حرية البحر المفتوح، كما أن فن صناعة ليبا-ليبا، الذي يُنقل عبر الأجيال، بدأ يختفي مع قلة تعلمه بين الشباب، ما يشكل تهديدا للتراث الثقافي للباجاو.

يظهر الباجاو قدرة على الابتكار، باستخدام تقنيات حديثة مثل محركات صغيرة وأضواء شمسية مع طرق الصيد التقليدية، مع استمرار النساء في القيام بدور حيوي في الغوص وجمع الأعشاب البحرية وإدارة حياة الأسرة على القوارب.

وتسعى بعض المنظمات في الفلبين وماليزيا إلى توثيق تقاليد الباجاو عبر الصور والفيديو والقصص الشفوية للحفاظ على هويتهم قبل أن تضيع تحت ضغوط الحياة الحديثة.

قصة ساما-باجاو هي شهادة على الصمود والارتباط العميق بالبحر، وتذكير بأن الإنسان والطبيعة يمكن أن يعيشان في انسجام تام.

MENAFN14112025000110011019ID1110343834

إخلاء المسؤولية القانونية:
تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.