الإمارات في مواجهة حملة التشويه

(MENAFN- Al-Bayan) حين يشتد الهجوم على المضيء ندرك أننا على الطريق الصحيح. فالإمارات التي اعتادت أن تمد يدها للخير، لا تنشغل بمن يحاول قطعها بالكذب. ميدانها هو الإنسان، وسلاحها العمل، ورسالتها أن تبقى منارة تضيء حتى لمن أساء إليها.

في عالم صاخب تزدحم فيه الشاشات بالأصوات المتضاربة والمعلومات المضللة تجد دولة الإمارات نفسها مجدداً في مرمى حملات إعلامية لا هدف لها سوى تشويه صورة النجاح وخلط الحقائق بالأكاذيب. اتهامات وادعاءات تطلقها بعض القنوات والمنصات الإلكترونية حول علاقة الإمارات بما يحدث في السودان، في محاولة يائسة لتصوير دولة بنت مجدها على العمل والإنجاز والعطاء كدولة تسعى وراء أطماع أو ثروات.

لكن ما لا يعرفه هؤلاء أن الإمارات لم تولد على أطماع، بل على قيم، ولم تبنِ مجدها بالصراعات، بل بالإنسان. من يتأمل في مضمون هذه الادعاءات يكتشف أنها لا تصمد أمام منطق ولا دليل واحد موثوق؛ فالإمارات ليست دولة تبحث عن نفوذ عابر، ولا عن ذهب زائل، بل هي دولة مكتفية بخيراتها، واثقة برؤيتها، مشغولة بمستقبلها، تضع في صدارة سياساتها مبدأ لا يتغيّر: خدمة الإنسان حيثما كان... لا استغلاله.

نهج الإمارات

منذ أن أسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، دولة الاتحاد على القيم قبل الجغرافيا، عرفت الإمارات أن قيمة الدولة ليست في ما تملكه من موارد، بل في ما تقدمه من أثر للإنسانية. ولهذا لم تكن المساعدات الإماراتية في السودان أو غيرها لأغراض سياسية أو حسابات نفوذ، بل كانت دائماً جزءاً من عقيدة وطنية راسخة تعتبر العمل الإنساني رسالة لا صفقة.

الأرقام وحدها كفيلة بدحض الأكاذيب، ففي عام 2024 بلغت المساعدات الخارجية نحو 11.7 مليار درهم، فيما تجاوز إجمالي ما قدمته الدولة منذ التأسيس 360 مليار درهم حتى منتصف 2024 (أي نحو 100 مليار دولار)، لتتصدّر الإمارات قائمة الدول الأكثر عطاء في العالم نسبة إلى الناتج المحلي. وفي السودان تحديداً، أرسلت الإمارات عشرات الطائرات المحملة بالإمدادات الغذائية والطبية، وقدّمت مساعدات عاجلة للمدنيين دون تمييز بين طرفٍ وآخر، لأن هدفها الإنسان، لا الاصطفاف.

القوة الإنسانية المؤسسية

لكن الأهم من الأرقام أن العمل الإنساني في الإمارات تحوّل من عطاء عابر إلى منظومة استراتيجية متكاملة. لم يعد عملاً طارئاً أو رد فعل على الأزمات، بل أصبح جزءاً من سياسة الدولة واستراتيجيتها الوطنية للخير والعطاء.

فاليوم تعمل مؤسسات كبرى مثل الهلال الأحمر الإماراتي، ومؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم الخيرية، ومؤسسة خليفة بن زايد للأعمال الإنسانية، ومدينة الإمارات الإنسانية في أبوظبي، ومبادرات محمد بن راشد العالمية ضمن منظومة موحدة تُدار بعقلية الدولة الحديثة: خطط، موازنات، شراكات، قدرات لوجستية، واتفاقيات دولية تضمن استدامة المساعدات ووصولها بأعلى كفاءة وأسرع وقت. لقد أصبح ((العمل الإنساني)) في الإمارات قوة ناعمة مؤسسية تعكس هويتها الحضارية، وتجسّد رؤيتها في أن خدمة الإنسان ليست مبادرة، بل التزام وطني دائم.

في عالم تعصف به الفوضى الإعلامية، لا يسلم النجاح من الحقد. فكل إنجازٍ إماراتي يولد موجة من التشكيك، وكل تقدم يثير ضجيج من لم يستطع الصعود. بعض الدول اعتادت أن تبرر إخفاقاتها بنظرية المؤامرة، وبعض الجماعات – وعلى رأسها جماعة الإخوان – لم تتقبل بعد أن مشروعها تهاوى على صخرة العزيمة والوعي الإماراتي، الذي كشف زيف الشعارات وأبطل سحر الأيديولوجيا.

ولأنهم لا يملكون منجزاً يفاخرون به، اتخذوا من الإعلام سلاحاً، ومن الكذب منهجاً، ومن الإمارات هدفاً. لكن ما لا يدركونه أن الدول التي تُبنى على القيم لا تهتز بتغريدة، وأن القيادات التي تحكمها المبادئ لا تنشغل بالضوضاء.

الإمارات ترد بالعمل لا بالضجيج

الإمارات اليوم لا ترد بالكلمات، بل ترد بالأفعال؛ بالمستشفيات التي تبنيها في غزة، وبالمدارس التي تشيدها في أفريقيا، وبالإنسان الذي تضعه في قلب رسالتها. هي لا تجادل من يتاجر بالأزمات، ولا تلتفت إلى الأصوات المأجورة، لأنها تعي أن الرد الأقوى هو الاستمرار في البناء والإنجاز.

ما تتعرض له الإمارات اليوم ليس مجرد حملة إعلامية، بل اختبار جديد لثبات القيادة ووحدة الشعب حولها. اختبار تجاوزه الإماراتيون مراراً بالعمل والإصرار، حين أجابوا عن التشكيك بالتفوّق، وعن الضجيج بالإنجاز، وعن الكراهية بالمزيد من العطاء.

رسالة إلى كل إماراتي

بحجم ما نشعر به من الحزن والألم ونحن نرى هذه الاتهامات الزائفة لبلدنا وقيادتنا، بحجم هذا الألم يزداد إصرارنا على الثبات على مبادئنا وقيمنا، والالتفاف حول قيادتنا المخلصة، والاستمرار في مسيرة العمل والعطاء والإنجاز.
نحن أبناء زايد، نؤمن أن الصمت في وجه الكذب قوة، وأن أبلغ رد على الكراهية هو النجاح المستمر. سنبقى كما عهدنا أنفسنا: نبني وطناً أكبر من الضجيج، وأعمق من الشك، وأصدق من كل ادعاء. وسيبقى اسم الإمارات أكبر من كل حملات التشويه، لأنها لم تبنِ مجدها بالكلام، بل بالعمل... وبالإنسان.

MENAFN06112025000110011019ID1110308677

إخلاء المسؤولية القانونية:
تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.

البحث