ما هو "النظام الجليمفاوي" السري لغسل مخ الإنسان أثناء النوم؟
النظام الجليمفاوي
على عكس باقي أعضاء الجسم التي تعتمد على الجهاز الليمفاوي للتخلص من الفضلات، ظل الدماغ محجوباً عن هذا النظام بسبب ((الحاجز الدموي الدماغي)) الواقي. هذا الوضع دفع العلماء للتساؤل: كيف يتخلص الدماغ من نفاياته الأيضية، مثل بروتينات الأميلويد بيتا وتاو السامة التي يُعتقد أنها المسبب الرئيسي لمرض الزهايمر؟
قاد الفريق البحثي بقيادة أخصائية طب الأعصاب مايكن نيدرجارد من جامعة روشستر الأمريكية، خطوة ثورية. أبحاثهم على الفئران كشفت عن شبكة دورية غير معروفة سابقاً لتصريف السموم، أطلق عليها لاحقاً اسم ((النظام الجليمفاوي، وهي مزيج من كلمة Glial (الخلايا الدبقية) وLymphatic)) (الليمفاو).
كيف يعمل هذا النظام؟
يتدفق السائل النخاعي (CSF) داخل أنفاق دقيقة تحيط بالأوعية الدموية في الدماغ، وهي ((مساحات حول الأوعية الدموية)).
تمر هذه القنوات عبر خلايا دماغية داعمة تعرف بالخلايا النجمية، والتي تملك ((أقداماً نهائية)) قادرة على توجيه السائل. يختلط السائل النخاعي مع ((السوائل الخلالية))، حيث يعمل على جمع الفضلات والبروتينات السامة المتراكمة، ثم يحملها خارج الدماغ للتخلص منها عبر مسارات محيطة بالأوعية.
كان الاكتشاف الأكثر إثارة، الذي نشرته نيدرجارد هو الارتباط الوثيق بين نشاط هذا النظام والنوم. تبين أن عملية ((التنظيف المنزلي)) تنشط بشكل كبير أثناء النوم وتقل بنسبة تصل إلى 95% أثناء اليقظة!
نيدرجارد تفسر الأمر بوضوح: ((أثناء الاستيقاظ تتوقف عملية التنظيف... لأن دقة عمل الأنظمة العصبية اللازمة لمعالجة مؤثرات العالم الخارجي لا تتوافق مع عملية الاغتسال)).
نوم هادي وتنظيف كامل
عملية النوم تزيد من حجم قنوات تصريف الفضلات بين الأوعية بنسبة هائلة تصل إلى 60%، مما يسمح بتدفق أفضل للسوائل وطرد السموم. لذا، الشعور بالنشاط بعد نوم هادئ ليس مجرد راحة، بل هو نتيجة ((إعادة ضبط)) للمخ، أشبه بصيانة السيارة!
في البداية، قوبلت هذه النظرية بالتشكيك، خاصة وأن الأبحاث الأولية أُجريت على الفئران التي تختلف دورة نومها وتعقيد دماغها عن البشر. لكن العقد الأخير شهد جهوداً بحثية مضنية لإثبات صحة هذه الآلية في الدماغ البشري.
أثبتت الأبحاث اللاحقة أن الموجات الكهربائية البطيئة التي تتحرك داخل الدماغ أثناء النوم هي التي تدفع السائل النخاعي ليقوم بدوره في التنظيف داخل وخارج المخ.
في دراسة بشرية رائدة أجراها جراح الأعصاب بيير كريستيان إيدي من مستشفى جامعة أوسلو النرويجية، تم حقن متتبعات فلورية لمتابعة تدفق السائل النخاعي لدى متطوعين قُسموا لمجموعتين (نائمة ومستيقظة).
كان تدفق السائل بطيئاً بشكل كبير لدى المتطوعين المحرومين من النوم.
الحرمان من النوم
الأكثر إثارة للقلق هو أن معدل التدفق ظل بطيئاً حتى بعد السماح لهم بالنوم في الليلة التالية، مما يؤكد أن آثار الحرمان من النوم لا يمكن تعويضها بسهولة!
أكد البروفيسور جيفري إيليف، أستاذ طب النفس والأعصاب بجامعة واشنطن، أن تعطل هذا النظام الحيوي هو على الأرجح ما يفسر سبب تراكم بروتينات الأميلويد وتاو في مرحلة الشيخوخة، مما يؤدي إلى الإصابة باضطرابات عصبية ونفسية على رأسها مرض الزهايمر.
النظام الجليمفاوي يعمل بجد لإزالة الفضلات التي تتراكم خلال ساعات اليقظة النشطة. عندما لا يحصل الدماغ على قسط كافٍ من النوم العميق، فإن آلة ((إعادة الضبط)) هذه تتعطل، وتتراكم السموم، مما يزيد من مخاطر الإصابة بالأمراض التنكسية العصبية.
إخلاء المسؤولية القانونية:
تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط
وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي
تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا
من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما
يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام
مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.
الأخبار الأكثر تداولاً
هل تعاني أوروبا من أعراض "لعنة الجغرافيا"؟...
افتتاح ملتقى التعليم المهني والتقني في الاغوار الشمالية...
وزير البيئة يؤكد أهمية الشراكة مع الجمعيات ومؤسسات المجتمع المدني...
اليونيسيف: مليون طفل في غزة بحاجة إلى الماء والغذاء...
مسرحية الجسر وهم الحقيقة!...
حدث وتاريخ.. 02 نوفمبر...