في جلسة "مستقبل حوكمة الأمن العالمي"نائب رئيس الوزراء الأردني: لا نية لنشر قوات أردنية في غزة

وزيرة الخارجية البريطانية: الوضع في السودان كارثي ويتطلب تدخلا دوليا سريعا

أكد‭ ‬أيمن‭ ‬الصفدي‭ ‬نائب‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬الأردني‭ ‬ضرورة‭ ‬وجود‭ ‬شرطة‭ ‬فلسطينية‭ ‬تكون‭ ‬مسؤولة‭ ‬عن‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬ومدعومة‭ ‬من‭ ‬القوى‭ ‬الدولية،‭ ‬لافتا‭ ‬الى‭ ‬أن‭ ‬الأردن‭ ‬ومصر‭ ‬على‭ ‬استعداد‭ ‬لتقديم‭ ‬التدريب‭ ‬اللازم‭ ‬للشرطة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬حول‭ ‬آلية‭ ‬نشرها،‭ ‬مشددا‭ ‬على‭ ‬أهمية‭ ‬تزويد‭ ‬الشرطة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬بالسلاح‭ ‬اللازم‭ ‬للبدء‭ ‬في‭ ‬مهامها،‭ ‬لافتا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬القوات‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬تنتشر‭ ‬في‭ ‬جزء‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬قطاع‭ ‬غزة،‭ ‬ويجب‭ ‬انسحابهم‭ ‬ضمن‭ ‬جدول‭ ‬زمني‭ ‬محدد‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬آلية‭ ‬لفض‭ ‬النزاع‭ ‬وضمان‭ ‬الالتزام‭ ‬بتنفيذ‭ ‬اتفاق‭ ‬وقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار‭ ‬بحذافيره‭ ‬وتفادي‭ ‬العودة‭ ‬إلى‭ ‬المشاكل‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭.‬

وقال‭ ‬خلال‭ ‬أولى‭ ‬جلسات‭ ‬اليوم‭ ‬الثاني‭ ‬من‭ ‬حوار‭ ‬المنامة‭ ‬بعنوان‭ ‬‮«‬مستقبل‭ ‬حوكمة‭ ‬الامن‭ ‬العالمي‮»‬‭ ‬إن‭ ‬الهدف‭ ‬الأساسي‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬كان‭ ‬وضع‭ ‬حد‭ ‬لوقف‭ ‬حمام‭ ‬الدم‭ ‬ووقف‭ ‬الدمار‭ ‬والقتل‭ ‬والكارثة‭ ‬الإنسانية‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬تضرب‭ ‬غزة،‭ ‬لافتا‭ ‬الى‭ ‬ان‭ ‬المرحلة‭ ‬الثانية‭ ‬من‭ ‬اتفاق‭ ‬وقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬تقوم‭ ‬على‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬تنفيذ‭ ‬الخطوات‭ ‬والتدابير‭ ‬لضمان‭ ‬السلام‭ ‬بين‭ ‬الطرفين‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬والفلسطيني،‭ ‬مع‭ ‬ضرورة‭ ‬وجود‭ ‬بعثة‭ ‬دولية‭ ‬لمساعدة‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬على‭ ‬التخطيط،‭ ‬والمساعدة‭ ‬في‭ ‬إعادة‭ ‬الاعمار‭ ‬وإعادة‭ ‬بناء‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬للمحافظة‭ ‬على‭ ‬السلام‭ ‬والاستقرار،‭ ‬مؤكدا‭ ‬ضرورة‭ ‬أن‭ ‬تقوم‭ ‬إسرائيل‭ ‬بإزالة‭ ‬كل‭ ‬العقبات‭ ‬التي‭ ‬تمنع‭ ‬وصول‭ ‬المساعدات‭ ‬الإنسانية‭ ‬والمالية‭ ‬للوصول‭ ‬الى‭ ‬استقرار‭ ‬الأوضاع‭ ‬في‭ ‬غزة‭.‬

ونفى‭ ‬وجود‭ ‬أي‭ ‬نية‭ ‬لنشر‭ ‬قوات‭ ‬اردنية‭ ‬في‭ ‬غزة،‭ ‬قائلا‭ ‬إن‭ ‬هذا‭ ‬الامر‭ ‬غير‭ ‬مطروح،‭ ‬مشددا‭ ‬على‭ ‬أهمية‭ ‬ان‭ ‬يتماشى‭ ‬اتفاق‭ ‬وقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار‭ ‬مع‭ ‬توفير‭ ‬أفق‭ ‬سياسي‭ ‬يتمثل‭ ‬في‭ ‬حل‭ ‬الدولتين،‭ ‬مع‭ ‬الإبقاء‭ ‬على‭ ‬غزة‭ ‬والقدس‭ ‬والضفة‭ ‬كجزء‭ ‬من‭ ‬الدولة‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬مضيفا‭ ‬انه‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬من‭ ‬تضافر‭ ‬الجهود‭ ‬من‭ ‬اجل‭ ‬عدم‭ ‬وجود‭ ‬أي‭ ‬عمل‭ ‬لنشوب‭ ‬العنف‭ ‬في‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية،‭ ‬لأنه‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬السلام‭ ‬إذا‭ ‬ما‭ ‬فقد‭ ‬الناس‭ ‬الامن‭ ‬في‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية،‭ ‬وسيكون‭ ‬هذا‭ ‬الامر‭ ‬هو‭ ‬المسمار‭ ‬الأخير‭ ‬في‭ ‬نعش‭ ‬حل‭ ‬الدولتين‭.‬

وفي‭ ‬الشأن‭ ‬السوداني‭ ‬أكد‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬الأردني‭ ‬ضرورة‭ ‬التصدي‭ ‬لما‭ ‬يشهده‭ ‬السودان‭ ‬من‭ ‬مأساة‭ ‬إنسانية‭.‬

وفيما‭ ‬يخص‭ ‬العلاقات‭ ‬مع‭ ‬إيران،‭ ‬قال‭ ‬نائب‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬الأردني‭ ‬ان‭ ‬دول‭ ‬المنطقة‭ ‬ترغب‭ ‬في‭ ‬اقامة‭ ‬علاقات‭ ‬جيدة‭ ‬مع‭ ‬إيران‭ ‬مبنية‭ ‬على‭ ‬أساس‭ ‬احترام‭ ‬سيادة‭ ‬الدول‭ ‬وعدم‭ ‬التدخل‭ ‬في‭ ‬شؤونها‭.‬

وفي‭ ‬الشأن‭ ‬السوري‭ ‬أكد‭ ‬نائب‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬الأردني‭ ‬أهمية‭ ‬انجاح‭ ‬السلام‭ ‬في‭ ‬سوريا‭ ‬ومساعدة‭ ‬الحكومة‭ ‬السورية‭ ‬على‭ ‬إرساء‭ ‬السلام‭ ‬والامن‭ ‬لشعبها،‭ ‬مضيفا‭ ‬انه‭ ‬إذا‭ ‬حدثت‭ ‬فوضى‭ ‬في‭ ‬سوريا‭ ‬فستكون‭ ‬العواقب‭ ‬وخيمة‭ ‬جدا‭ ‬على‭ ‬المنطقة،‭ ‬قائلا‭ ‬إن‭ ‬هناك‭ ‬حكومة‭ ‬في‭ ‬سوريا‭ ‬تبذل‭ ‬قصارى‭ ‬جهدها‭ ‬من‭ ‬اجل‭ ‬استتباب‭ ‬الامن‭ ‬والاستقرار‭ ‬ويجب‭ ‬مساعدتها‭ ‬على‭ ‬ذلك،‭ ‬وإن‭ ‬تدخل‭ ‬إسرائيل‭ ‬في‭ ‬سوريا‭ ‬امر‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬ان‭ ‬يتوقف‭ ‬وخاصة‭ ‬ان‭ ‬الحكومة‭ ‬السورية‭ ‬اكدت‭ ‬انها‭ ‬لن‭ ‬تهدد‭ ‬أي‭ ‬طرف‭ ‬خارج‭ ‬أراضيها‭ ‬وأنها‭ ‬تعمل‭ ‬على‭ ‬إعادة‭ ‬بناء‭ ‬دولتها‭ ‬وفرض‭ ‬الامن‭ ‬والاستقرار‭ ‬لديها‭.‬

بدوره‭ ‬أعرب‭ ‬يوهان‭ ‬فاديفول‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬الألماني‭ ‬عن‭ ‬سعادته‭ ‬بإحراز‭ ‬تقدم‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬عبر‭ ‬اتفاق‭ ‬وقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار،‭ ‬قائلا‭ ‬ان‭ ‬لديهم‭ ‬رؤية‭ ‬إيجابية‭ ‬لمستقبل‭ ‬غزة‭ ‬عبر‭ ‬التعايش‭ ‬بسلام‭ ‬جنبا‭ ‬الى‭ ‬جنب‭ ‬مع‭ ‬الإسرائيليين‭ ‬عبر‭ ‬حل‭ ‬الدولتين،‭ ‬مضيفا‭ ‬ان‭ ‬ألمانيا‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬المانحة‭ ‬للشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬والسلطة‭ ‬ولن‭ ‬تتوقف،‭ ‬وخاصة‭ ‬ان‭ ‬تلك‭ ‬المرحلة‭ ‬مهمة‭ ‬وتحتاج‭ ‬الى‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬الدعم‭ ‬الإنساني‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬وضع‭ ‬المدنيين‭ ‬الإنساني‭ ‬الصعب‭ ‬في‭ ‬غزة،‭ ‬مؤكدا‭ ‬ضرورة‭ ‬عدم‭ ‬تسييس‭ ‬المساعدات‭ ‬الإنسانية‭.‬

وتابع‭ ‬قائلا‭: ‬‮«‬لابد‭ ‬من‭ ‬القيام‭ ‬بجهد‭ ‬كبير‭ ‬لإرساء‭ ‬سلام‭ ‬دائم‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬والتصدي‭ ‬لاي‭ ‬تحديات‭ ‬امنية‭ ‬أخرى،‭ ‬ولا‭ ‬سيما‭ ‬في‭ ‬روسيا‭ ‬واعتدائها‭ ‬على‭ ‬أوكرانيا‭ ‬والحرب‭ ‬الاهلية‭ ‬في‭ ‬السودان‭ ‬لأننا‭ ‬نشترك‭ ‬على‭ ‬رؤية‭ ‬موحدة‭ ‬وهي‭ ‬السلام‭ ‬والامن‮»‬‭.‬

وفيما‭ ‬يخص‭ ‬الشأن‭ ‬السوري،‭ ‬قال‭ ‬ان‭ ‬سقوط‭ ‬نظام‭ ‬الأسد‭ ‬شكل‭ ‬فرصة‭ ‬لإعادة‭ ‬الاعمار‭ ‬الاقتصادية،‭ ‬وأصبحت‭ ‬سوريا‭ ‬أكثر‭ ‬حرية‭ ‬مما‭ ‬كانت‭ ‬عليه،‭ ‬مطالبا‭ ‬بضرورة‭ ‬حماية‭ ‬الأقليات‭ ‬هناك،‭ ‬مؤكدا‭ ‬استعداد‭ ‬ألمانيا‭ ‬لدعم‭ ‬سوريا،‭ ‬كما‭ ‬أكد‭ ‬فرصة‭ ‬تطوير‭ ‬التعاون‭ ‬في‭ ‬قطاعات‭ ‬تكنولوجية‭ ‬جديدة‭ ‬والطاقة‭ ‬والذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬مع‭ ‬الخليج‭ ‬والشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬الذي‭ ‬يتطلب‭ ‬العمل‭ ‬سويا‭ ‬من‭ ‬اجل‭ ‬ذلك‭.‬

وفيما‭ ‬يخص‭ ‬الملف‭ ‬الإيراني‭ ‬أكد‭ ‬الوزير‭ ‬الألماني‭ ‬ان‭ ‬سلوك‭ ‬إيران‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬سيكون‭ ‬جزءا‭ ‬من‭ ‬مفاوضاتهم‭ ‬المستقبلية‭ ‬مع‭ ‬إيران‭.‬

من‭ ‬جانبها‭ ‬اشارت‭ ‬إيفيت‭ ‬كوبر‭ ‬وزيرة‭ ‬الخارجية‭ ‬البريطانية‭ ‬إلى‭ ‬ان‭ ‬النزاعات‭ ‬الدولية‭ ‬تؤثر‭ ‬على‭ ‬الامن‭ ‬والحوكمة،‭ ‬ولذلك‭ ‬التعاون‭ ‬الدولي‭ ‬امر‭ ‬أساسي‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬السلام،‭ ‬مؤكدة‭ ‬أهمية‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬مقاربات‭ ‬دولية‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬النجاح،‭ ‬لافتة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬وقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬جاء‭ ‬بعد‭ ‬عامين‭ ‬من‭ ‬المعاناة‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬تخيلها،‭ ‬قائلة‭: ‬‮«‬هذا‭ ‬الاتفاق‭ ‬هش‭ ‬ولكن‭ ‬يمكن‭ ‬تحقيقه‮»‬،‭ ‬مضيفة‭ ‬اننا‭ ‬نرى‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬الهجمات‭ ‬التي‭ ‬تحدث‭ ‬في‭ ‬غزة،‭ ‬كما‭ ‬ان‭ ‬المساعدات‭ ‬تدخل‭ ‬بصعوبة‭ ‬شديدة،‭ ‬لذلك‭ ‬يجب‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬الدفع‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬سلام‭ ‬دائم،‭ ‬وألا‭ ‬يكون‭ ‬إدخال‭ ‬المساعدات‭ ‬الإنسانية‭ ‬مشروطا،‭ ‬لافتة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الطريق‭ ‬الوحيد‭ ‬هو‭ ‬حل‭ ‬الدولتين‭ ‬من‭ ‬اجل‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬الاتفاق‭ ‬والسلام‭ ‬الشامل‭.‬

وفي‭ ‬الشأن‭ ‬السوداني‭ ‬اكدت‭ ‬أن‭ ‬الامر‭ ‬يتطلب‭ ‬المساعدة‭ ‬الدولية،‭ ‬وخاصة‭ ‬ان‭ ‬ما‭ ‬يصل‭ ‬من‭ ‬تقارير‭ ‬يؤكد‭ ‬ان‭ ‬الامر‭ ‬مريع‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬انتشار‭ ‬المجاعات‭ ‬والقتل‭ ‬والاغتصاب،‭ ‬كاشفة‭ ‬عن‭ ‬تقديم‭ ‬المملكة‭ ‬المتحدة‭ ‬5‭ ‬ملايين‭ ‬جنية‭ ‬إسترليني‭ ‬كمساعدة‭ ‬إنسانية‭ ‬للسودان‭.‬

وفيما‭ ‬يخص‭ ‬الملف‭ ‬الإيراني‭ ‬ذكرت‭ ‬ان‭ ‬إيران‭ ‬شكلت‭ ‬تهديدا‭ ‬طويل‭ ‬الأمد‭ ‬على‭ ‬الامن‭ ‬والاستقرار‭ ‬في‭ ‬المنطقة،‭ ‬لافتة‭ ‬الى‭ ‬ضرورة‭ ‬تنسيق‭ ‬الجهود‭ ‬والعمل‭ ‬على‭ ‬مسار‭ ‬‮«‬سنايبر‭ ‬باك‮»‬‭ ‬في‭ ‬الاتفاق‭ ‬النووي،‭ ‬المتعلق‭ ‬بإعادة‭ ‬فرض‭ ‬عقوبات‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬تلقائياً‭ ‬على‭ ‬إيران‭ ‬في‭ ‬حال‭ ‬انتهاكها‭ ‬التزاماتها‭.‬

MENAFN01112025000055011008ID1110280745