(
MENAFN- Palestine News
Network )
بيت لحم /PNN /
حسن عبد الجواد - خلص مؤتمر المبادرة المسيحية الفلسطينية "كايروس فلسطين" السنوي الخامس عشر، الذي عقد في قاعة كلية بيت لحم الكتاب المقدس، بمدينة بيت لحم، إلى الدعوة الى وقف حرب الإبادة التي تشنها حكومة الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية، وتطوير وثيقة كايروس فلسطين بحيث تأخذ بعين الاعتبار حجم التغيير في السياق الفلسطيني بعد احداث السابع من أكتوبر، وضخ دماء جديدة شبابية في مجلس إدارة كايروس، ووضع خطة استراتيجية للمبادرة في السنوات القادمة، وتطوير عملها على المستوى الدولي، ونشر أهدافها ومفاهيمها وثقافتها على المستوى الفلسطيني. وكانت فعاليات المؤتمر انطلقت تحت شعار "الصمود في ظل الإبادة" بحضور البطريرك ميشيل صباح، ووزير السياحة والاثار هاني الحايك، والمطران وليم الشوملي، والمطران منيب يونان، ومفتي محافظة بيت لحم الشيخ عبد المجيد عطا، ورئيس بلدية بيت ساحور إلياس اسعيد،ورفعت قسيس المنسق العام لكاريوس فلسطين، ورئيس بلدية بيت جالا عيسى قسيس، وحشد كبير من الفعاليات والشخصيات المسيحية من محافظات عدة، ومناطق الداخل، فيما استمع الحضور الى رسائل مسجلة من قطاع غزة، ولبنان، وفلسطينيي الشتات.
وافتتح البطريرك صباح اعمال المؤتمر، بالقول:“الهدف من المقاومة هو استرداد حريتنا، وليس الهدف قتل أي إنسان. نريد حريتنا، ولا نريد موت أحد. وطريقنا طرق المحبة. ونعرف أن المحبة في هذا الزمن الصعب أمر صعب. الوصية صعبة لكنها تبقى لنا النور والمرشد.”
وتابع:" في ضوء هذه المحبة الصعبة، وأمام مأساة غزة، ومأساة كل مدن وقرى فلسطين، وأمام مصادرة الأراضي في كل مكان، وهنا في بيت لحم، ونوايا الإبادة والترحيل والتطهير العرقي، وصمت المجتمع الدولي المطبق، نقول كلمة تعزية وصمود وأمل لشعبنا في غزة بصورة خاصة، وفي كل فلسطين."
واشار الى ان أوضح موقف المسيحي هو موقف كل فلسطيني وموقف كل إنسان وهو استرداد حريته وبناء استقلاله. كل واحد في موقعه في مجتمعه، بعمله السياسي المباشر أو بخدمته العامة. المهم أن يكون كل فلسطيني، وكل مسيحي فلسطيني واعيًا أن القضية تهمه، وأن عذاب أخيه هو عذابه. وعليه واجب، واجب حياة، أن يساهم في استرداد الحرية.
وتابع: صراعنا طويل. منذ مئة سنة. وسيأتي يوم الحياة بمشيئة الله، مشدداً على أن السلام والعدل والاستقرار والأمن للجميع هو في قلوب الفلسطينيين، فقط، وأن السلام يبدأ مع الفلسطينيين أولا ثم مع المنطقة كلها، وليس كحلف إبراهيم الذي أرادوا به أن يضربوا به حصارًا على الشعب الفلسطيني.
من جهته، أكد رفعت قسيس المنسق العام لكاريوسأن الفلسطينيون باتوا يفقدون ثقتهم بالقانون الدولي والمؤسسات الدولية والدول التي طالما تغنت بحقوق الإنسان، لكن دون أن تشمل الفلسطينيين وقضيتهم العادلة.
وبين قسيس ان هذا المؤتمر جزء من مسيرة عمل وكفاح طويلة، تُعبر عن إيمان العميق بالله وبالإنسان وبحقوق الإنسان وبضرورة الكفاح المستمر لتحقيق العدالة والكرامة للشعب الفلسطيني.، مشيرا الى ان كايروس فلسطين هي حركة مسيحية فلسطينية تأسست عام 2009 بهدف إرسال رسالة أمل إلى المسيحيين الفلسطينيين تحثهم فيها على الصبر والصمود والتفاعل والمشاركة في المقاومة، وتشجيعهم على الثبات على أرضهم التاريخية، وإنهاء نظام الفصل العنصري والاحتلال الاستعماري الاستيطاني.
ونوه بأن كايروس ساهمت في تعزيز صمود المجتمع الفلسطيني، وتوعية الرأي العام الدولي والكنسي خاصة، وألهمت العديد من الكنائس والمؤسسات والمجتمعات المسيحية في أنحاء العالم للتضامن مع الشعب الفلسطيني."
وأشار الى من أهم إنجازات كايروس، تعزيز الوحدة والهوية المسيحية ضمن الهوية الوطنية الفلسطينية الجامعة، والتضامن الدولي مع الفلسطينيين عامة، وقبول جميع المنظمات المسيحية المهمة في فلسطين وثيقة كايروسوتطوير علاقات عمل قوية مع العديد من المنظمات والمؤسسات والأحزاب الوطنية..
ونوه بعقد كايروس على مدار السنوات الماضية محاضرات وزيارات واجتماعات في العديد من التجمعات المسيحية في الضفة الغربية بما فيها القدس وغزة لوضع خطة عمل لمحاولة تلبية احتياجاتها وزيادة اللحمة والتضامن بين المسيحيين والكنائس المختلفة، وتأكيد الدور المركزي للمسيحيين الفلسطينيين في المجتمع، والوحدة في النضال الأوسع من أجل حق تقرير المصير للفلسطينيين.
ولفت إلى تقديم مجموعات إسلامية محلية ودولية إشادات واسعة بوثيقة كايروس دعما لها وللقضية الفلسطينية. علاوة على إشادات يهودية تقدمية معادية للصهيونية بوثيقة كايروس والدور الذي تلعبه في احقاق الحق والعدالة للفلسطينيين وشعوب المنطقة.
وبين أن كايروس ألهمت وحفزت المجتمعات الفلسطينية، لا سيما الشباب، على الانخراط في العمل الكنسي والعمل العام وعدم الانكفاء والتقوقع.
ولفت إلى أن كايروس ركزت على إشراك وتمكين وتحفيز الكنائس والافراد والمؤسسات والمحلية والعالمية على المساهمة في النضال من أجل العدالة، ولعبت دورًا مهمًا في إشراك الكنائس والمؤسسات الفلسطينية والعالمية، والهيئات المسكونية الدولية والإقليمية في الدعوة للعدالة لفلسطين من خلال إنهاء الاحتلال والفصل العنصري.
وأوضح أن كايروس ساهمت في خلق وتطوير ائتلافات محلية مثل "المجلس الوطني للمؤسسات المسيحية في فلسطين" و"التجمع الوطني للفعاليات المسيحية الوطنية" ورفع الوعي العالمي بقضية اللاجئين والتهجير القسري ولعبت دورًا رياديًا في حملة مقاطعة إسرائيل، وتحفيز الكنائس في أنحاء العالم لدعم نداء المجتمع المدني الفلسطيني للمقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات كأداة شفافة غير عنيفة للضغط على إسرائيل لإنهاء سياساتها الاحتلالية والفصل العنصري. كما ألهمت العديد من الكنائس في الولايات المتحدة وكندا وأوروبا للتخلي عن استثماراتها في الشركات المتواطئة مع الاحتلال ومقاطعة المنتجات الإسرائيلية.
وبين أنها ساهمت في التأثير على حركة السياحة والحجيج المسيحي لفلسطين والضغط لتغييرها من خلال ندائها "تعال وانظر" بالتعاون مع مؤسسات سياحية فلسطينية ومجلس الكنائس العالمي وغيرها، وخلق وتطوير منصات دولية مناصرة للصوت والنضال الفلسطيني وتطوير مواد مناصرة ومصادر تعليمية.
وخلص إلى كايروس فلسطين أكدت على مدار 15 عامًا، " ان إنجازاتها برهنت أنها أكثر من مجرد حركة مسيحية؛ فقد كانت منارة للأمل وصوتًا قويًا للمقاومة الفلسطينية في وجه الاحتلال والفصل العنصري.
يذكر أن المؤتمر اشتمل المؤتمر على ثلاث جلسات حوارية الاولي كانت بعنوان " الانجيل والصمود"، اما الجلسة الثانية فكانت بعنوان " الواقع والصمود"، فيما الجلسة الحوارية الثالثة فكانت بعنوان "المستقبل الايمان والصمود."
MENAFN01122024000205011050ID1108942405