Saturday, 23 November 2024 03:33 GMT



ماذا بعد صدور مذكرتي اعتقال نتنياهو وغالانت؟

(MENAFN- Alghad Newspaper)



رام الله- مع إصدار المحكمة الجنائية الدولية، أول من أمس مذكرتي اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت، يقع على عاتق الدول الأعضاء في المحكمة تنفيذ المذكرتين واعتقال مجرمي الحرب في الكيان المحتل.
وإن كانت مذكرتا الاعتقال تتعلقان بجرائم حرب في غزة، فإن الجهود الفلسطينية ستستمر لملاحقة مجرمين آخرين على جرائم أخرى، بعضها بالفعل أحيل إلى المحكمة ومنها قضيتا الاستيطان والأسرى، وفق مسؤول فلسطيني.
وقالت المحكمة في بيان أول من أمس "أن هناك ما يدعو إلى الاعتقاد بأن نتنياهو وغالانت أشرفا على هجمات على السكان المدنيين".
وأضافت، أن جرائم الحرب المنسوبة إلى نتنياهو وغالانت تشمل استخدام التجويع سلاح حرب، كما تشمل جرائم ضد الإنسانية والمتمثلة في القتل والاضطهاد وغيرهما من الأفعال غير الإنسانية.
عن الإجراءات التالية بعد صدور مذكرتي الاعتقال، يقول مساعد وزير الخارجية الفلسطيني لشؤون الأمم المتحدة ومنظماتها المتخصصة عمر عوض، "إن أمر الاعتقال سيودع في كل عواصم الدول وخاصة الدول الأعضاء في المحكمة الجنائية الدولية (...) بحيث لو وصل غالانت أو نتنياهو لهذه البلدان سيتم اعتقاله".
وإذا حصل الاعتقال، يقول عوض الله، "فإن المعتقل يرسل إلى المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي، من أجل التحقيق معه واتخاذ اللازم من أجل استكمال إجراءات الاعتقال والتقاضي وكل هذه الأمور لحين البت في الحكم".
وأشار المسؤول الفلسطيني إلى أن الجهد في المحكمة لن يتوقف عند حد صدور مذكرتي الاعتقال، موضحا "سنكمل المسيرة لأنه ليس هؤلاء فقط مجرمين، بل هناك مجرمون آخرون مثل (وزير المالية بتسلئيل) سموتريتش و(وزير الأمن القومي إيتمار) بن غفير، ومنظومة الاستعمار الاستيطاني، وفي الضفة الغربية أيضا جرائم ترتكب".
ووصف صدور أوامر الاعتقال "بأنها خطوة في الاتجاه الصحيح" مضيفا "لكن نحن لن نتوقف" و "كما صدرت أوامر اعتقال لنتنياهو وغالانت يجب أن تصدر مذكرات اعتقال بحق هؤلاء المجرمين".
وذكر المتحدث نفسه من الجرائم الممارسة، "الإخفاء القسري والتعذيب والتنكيل بالأسرى".
وفي 2018، قدّمت فلسطين طلب إحالة إلى "الجنائية الدولية" لملف جرائم إسرائيلية تضمّن 3 قضايا وهي: الاستيطان، والأسرى، والعدوان على غزة (2014) بما فيه انتهاكات "مسيرة العودة وكسر الحصار" الحدودية التي استمرت من آذار (مارس) 2018 إلى كانون الأول (ديسمبر) 2019.
وتابع عوض، إن المطلوب من الدول الأعضاء في الجنائية الدولية "أول شيء اعتقال نتنياهو وغالانت في حال وصلوا عواصمها، ومنع تحليقهم في سمائها وإذا حلقوا إجبار طائراتهم على الهبوط لاعتقالهم".
وأعرب عن أمله أن تلجأ الدول إلى سياسية "قطع الاتصال" مع الملاحقين إلى حين التزامهما بالقانون الدولي، وإن كان من اتصال معهما "أن يكون للطلب منهما تسليم نفسيهما للجنائية الدولية".
واعتبر صدور المذكرتين "ربحا فلسطينيا خالصا ثمنه الدم الفلسطيني". مشيرا إلى أن دولا عديدة قامت مع بدء العدوان على غزة بإحالة الوضع في الأرض الفلسطينية المحتلة، ومنها جنوب أفريقيا.
وعن انعكاسات قرار الجنائية الدولية، يرجح مدير مركز يبوس للدراسات سليمان بشارات جملة ارتدادات، بعضها على الفلسطينيين والسلطة الفلسطينية وبعضها على إسرائيل من حيث الثقة الذاتية بين مكوناتها ومن حيث المكانة الدولية حتى بين الحلفاء.
وقال إن الاحتلال يمارس على الأرض، وقبل صدور مذكرتي الاعتقال، كل ما من شأنه إضعاف السلطة الفلسطينية، سواء بقرار الكنيست عدم الاعتراف بقيام دولة فلسطينية أو ضم مناطق مصنفة "ب" (تتبع السطة إداريا) أو استمرار مصادرة أموال الضرائب.
وتنص اتفاقية أوسلو على تقسيم أراضي الضفة الغربية إلى 3 مناطق: "أ" ويفترض أن تخضع لسيطرة فلسطينية كاملة، لكن ذلك لم يعد موجودا بعد اجتياح الضفة قبل نحو عقدين، و"ب" وتخضع إداريا للسلطة وأمنيا لإسرائيل، و"ج" وتشكل نحو 60 % من الضفة وتخضع لسيطرة إسرائيلية كاملة.
وتابع أن هدف إسرائيل إنهاء الوجود الفعلي للسلطة الفلسطينية، وربما الإبقاء فقط على الهيكل الإداري والخِدمي المرتبط بها، تمهيدا للوصول إلى حالة الضم التي باتت تنتظر الإعلان الرسمي.
ورجح المحلل الفلسطيني، "أن يستخدم الاحتلال مذكرتي الاعتقال كذريعة لتعزيز العقاب الممارس أصلا بحق الفلسطينيين بشكل عام والسلطة بشكل خاص".
لم يستبعد بشارات ذهاب الاحتلال إلى اتخاذ "خطوات غير محسوبة" و"تفريغ الضغط" الذي سيمارس عليها من قبل كثير من الأطراف الدولية باتجاه "مضاعفة الإجراءات العقابية بحق الفلسطينيين".
على الصعيد الدولي، توقع بشارات أن تهتز مكانة الاحتلال الدولية وخاصة في أوروبا.
أما داخليا، فقال "إن صورة الكيان ستهتز من الداخل بما في ذلك الثقة في مكوناتها الأساسية، وبين المواطن والمستوى السياسي، وفيما بين المؤسسات الأمنية والعسكرية والجيش".
وفي ظل ما تقدم، توقع أن تذهب حكومة الاحتلال الإسرائيلي في أحد اتجاهين: الأول رفع مستوى الخطاب الدعائي بلعب دور الضحية وأنه مستهدف وتكرار أسطوانة معاداة السامية، والثاني التطبيق العملي لخطة الضم والسيطرة على الضفة، وهما خياران أحلاهما مر.
وأواخر 2014، كان الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، قد وقع على ميثاق "روما" وملحقاته، والمتعلق بالمحكمة الجنائية الدولية، فيما وافقت الأخيرة على طلب فلسطين، وباتت عضوا فيها منذ الأول من نيسان (أبريل) 2015.
وتأكيدا لولاية المحكمة على فلسطين فقد أصدرت دائرتها التنفيذية في عام 2021 قرارا بالاختصاص الإقليمي للمحكمة على الأراضي المحتلة منذ عام 1967، وهي قطاع غزة والضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية.
وأمس أثنت العديد من دول العالم على قرار "الجنائية الدولية" وأكدت معظمها أنها ستعتقل المسؤولين الإسرائيليين، حال تواجدا على أراضيها، ودول قليلة تحفظت، باستثناء المجر التي تحدت قرار المحكمة ودعت نتنياهو لزيارتها، أما الولايات المتحدة الأميركية، فلم يصرح أي مسؤول فيها أنه يتحدى قرار المحكمة، إلا أن الرئيس الأميركي جو بايدن وصفه القرار بـ"الشائن"، رغم تصريحات نواب أميركيين بأنه قرار صائب، والأدلة دامغة بحق المسؤولين الإسرائيليين.-(وكالات)

MENAFN23112024000072011014ID1108917870


إخلاء المسؤولية القانونية:
تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.