Friday, 27 September 2024 04:29 GMT



الصراع العربي الإسرائيلي.. تساؤلات يكشف فيها الأرجنتيني برييجر‎ أكاذيب الصهيونية

(MENAFN- Alghad Newspaper) عزيزة علي عمان- يقول الأكاديمي الأرجنتيني بيدرو برييجر مؤلف كتاب "الصراع العربي الإسرائيلي مئة سؤال وجواب"، إن هذا الكتاب يعد أول عمل أكاديمي في جمهورية الأرجنتين-حيث للصهيونية نفوذ سياسي واقتصادي بارز- يكشف بوضوح أكاذيب الحركة الصهيونية، بخاصة مقولتها الشهيرة "أرض بلا شعب، لشعب بلا أرض"، كما يبين أن الكره نحو اليهود في الوقت الراهن ناجم عن الممارسات الإسرائيلية العنصرية تجاه الشعب الفلسطيني، ويبرر عمليات المقاومة التي يقوم بها الفلسطينيون لتحرير الأراضي المحتلة.
ويوضح برييجر وهو أستاذ علم الاجتماع، في جامعة بوينس أيريس الحكومية، في تصديره للكتاب الصادر عن مركز دراسات الوحدة العربية، وقام بترجمته إبراهيم صالح ومراجعة وتدقيق أكسم فياض: إن الصراع العربي-الإسرائيلي يحظى باهتمام شعوب أميركا اللاتينية الناطقة باللغة الإسبانية، لكنها كغيرها من شعوب العالم تجهل حقائق هذا الصراع جراء سيطرة الصهيونية على مختلف وسائل الإعلام التي تحاول وصم المقاومة الفلسطينية بأنها مجموعة إرهابية تسعى إلى إلحاق ضربات موجعة بإسرائيل الدولة "الديمقراطية"، الوحيدة في الشرق الأوسط بحسب زعمهم.
ويقول المؤلف إن الكتاب يصف اتهام السلطات الإسرائيلية لكل من ينتقد ممارستها بـ"العداء للسامية"، ابتزاز فكري، مؤكدا على أن العمليات العسكرية التي ينفذها الجيش الإسرائيلي ضد المدنيين الفلسطينيين هي "تطهير عرقي"، ويعدها أسوأ من ممارسات النظام العنصري السابق في جنوب أفريقيا.
ويوضح برييجر في كتابه الذي يتناول فيه مختلف جوانب الصراع العربي الإسرائيلي منذ بدايته في القرن التاسع عشر وحتى العقد الأول من الألفية الجديدة. إن الكتاب يدحض الرواية الإسرائيلية التي كانت تقول إن الفلسطينيين قد تخلوا عن أرضهم بناء على طلب من الحكومات العربية، مبينا أنها ثمرة للمجازر التي ارتكبتها الحركة الصهيونية بحق المدنيين العزل، وهو يفند الديمقراطية الإسرائيلية وينعتها بالديمقراطية الإثنية، ويعري حقيقة الأنظمة الإسرائيلية التي تعامل الفلسطينيين الذين تشبثوا في أرضهم ولم يغادرها في عام 1948، على أنهم مواطنون من الدرجة الثانية، وتحرم سكان الأراضي المحتلة من أدنى حقوقهم.
ويشير المؤلف إلى مقولة "إن تسمية الدولة بـ(اليهودية)"، يتناقض مع المبادئ الأساسية للديمقراطية، كما يدحض زيف الادعاءات الصهيونية بشأن استخدام الفلسطينيين أطفالهم دروعا بشرية، وينتقد الكتاب أيضا تجاهل وسائل الإعلام العالمية للتظاهرات السلمية التي يقوم بها الفلسطينيون في مدن عدة، وذلك احتجاجا على الاحتلال الإسرائيلي، بينما تركز على العمليات الاستشهادية بهدف الإساءة للمقاومة الفلسطينية.
وفي تمهيد للكتاب يبين برييجر أنه ليس كتابا تنظيريا للصراع العربي-الإسرائيلي، بل هو ثمرة للعديد من الحوارات التي أجريت مع أشخاص كانوا يقتربون منه بحثا عن إجابات لأسئلة كثيرة، بعضها في منتهى السهولة، وأخرى بالغة التعقيد. هناك الكثير من الكتب التاريخية التي حللت الصراع وتفرعاته المتشعبة من المنظورين الإسرائيلي والفلسطيني.
ويقول المؤلف إن السؤال الذي يطرح لماذا هذا الكتاب من الأسئلة والأجوبة؟ الجواب إن هناك إجابات سهلة لأسئلة معقدة، مثل هذا النوع من الكتب يتضمن بعض المفاتيح المهمة التي تساعد على إزالة الشكوك الأكثر شيوعا. لا شك أن كل انتقاء فيه إجحاف، لأنه يحذف الكثير من الأفكار، لكن لابد من التوضيح أن هذا الكتاب لا يتناول قضية الشرق الأوسط بعامة، وإنما الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي بخاصة، فمئة سؤال لا يمكن أن تحيط بجوانب الصراع كله، لذا آمل أن يحفز القراء على مواصلة القراءة وسبر غور هذه القضية.
ويضيف المؤلف؛ تتجلى إحدى صعوبات دراسة الشرق الأوسط في أسلوب ترجمة ونقل الأسماء، مبينا أنه استخدم في هذا الكتاب قاعدة التهجئة من العربية أو العبرية إلى الإسبانية، وتفادى الإنجليزية أو الفرنسية، وهما اللغتان اللتان كثيرا ما تستخدمان في وسائل الإعلام، وقد تم إعداد الأسئلة بعد تبادل الأفكار مع أشخاص وأساتذة وطلاب كثر كانوا يطرحون استفساراتهم حول الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، وخصوص طلاب قسم علم الاجتماع الخاص بالشرق الأوسط في جامعة بوينس آيرس.
وفي حديثه عن قيام دولة إسرائيل يقول برييجر: يرى الإسرائيليون إقامة دولة إسرائيل بمنزلة رد على الاضطهاد الذي تعرض له اليهود طوال تاريخهم، وهي الضمانة الوحيدة لئلا يتعرضون للملاحقة مرة أخرى. مبينا أن اليهود الأوروبيين-هم أصحاب فكرة إقامة الدولة اليهودية في القرن التاسع عشر- ولم يبدوا أي اهتماما يذكر بوجود شعب آخر في فلسطين، وتركز انشغالهم الأساسي على حل مشكلة الاضطهاد ضد اليهود.
وفي أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، كم يقول المؤلف، بدأ آلاف اليهود يتوافدون إلى فلسطين وفي أذهانهم فقط إقامة دولة لليهود. وعندما شعر الفلسطينيون أن اليهود يريدون أن ينتزعوا وطنهم فلسطين، قاموا بمقاومتهم ومنعهم من تحقيق ذلك إلا أنهم لم يفلحوا. وهكذا ولدت دولة إسرائيل التي منحت أولئك اليهود هوية جديدة وعرفوا فيما بعد بالإسرائيليين أو اليهود الإسرائيليين.
ثم يتحدث برييجر عن ظهور الحركة الصهيونية التي ظهرت للعيان في أوروبا الغربية في أواسط القرن التاسع عشر ردا على حملات الاضطهاد التي كان يتعرض لها اليهود في أوروبا الغربية والشرقية، وقد عرفت نفسها بـ"حركة التحرير الوطني للشعب اليهودي"، حيث رأى مؤسسوها أن الطريق الوحيد للتخلص من معاداة "السامية"، هو تمركز يهود العالم في دولة واحدة، وكانوا يعتقدون أن كره اليهود أزلي ولا يمكن تفاديه.
ويوضح المؤلف أن الصهيونية واجهت مشكلتين أساسيتين منذ تأسيسها، الأولى أنها لم تحاول تأسيس دولة يهودية في مناطق من روسيا وبولونيا حيث كانت تتواجد فيها أغلبية يهودية، وكان بإمكانها أن تطالب بأرض لليهود استنادا إلى حق تقرير مصير الشعوب، والثانية أنها اقترحت إنشاء دولة في مكان لم يكن فيه عمليا شعب يهودي، ولم يكن بدون شعب، كما ادعت الحركة الصهيونية آنذاك.

MENAFN23092024000072011014ID1108702238


إخلاء المسؤولية القانونية:
تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.