Sunday, 01 September 2024 12:15 GMT



حياة الماعِز والألسُن المُتلعثمة - جريدة الوطن السعودية

(MENAFN- Al Watan) اللغط الحاصل نتيجة عرض Netflix فيلماً هنديَّاً يحكي قِصَّة "نجيب" في بداية التسعينات يبحث عن عمل في دول الخليج ، وكان من نصيبهُ العمل كراع للغنم في الصحراء .
هذا الفيلم يستند في أحداثه إلى رواية لمواطن هندي " بنيامين " المُسمَّى " نجيب" أسهب في نقل صورة سلبية "غير حقيقية " البتة عن نظام الكفيل ، بعنوان (حياة الماعِز ) أحدث ضجَّة إعلامية في وسائل التواصل الاجتماعي وبالأخص عند السعوديين ، باعتبار هذا العمل تنمُّراً سياسيَّاً ، اِجتمعت فيه الأيادي المرتعشة مع الألسن المتلعثمة ، لتُخرج لنا عملا اِلتقط فيه الجانب المظلم النادر إنْ حدث ، وترك الجانب المُضيء للكثير ممن عمل في الخليج ونهل من خيراته والشواهد كثيرة . وعلى المخرجين الخليجيين بالذات المسؤولية في إظهار الجانب المُضيء لكل من عمل في دول الخليج ، فهي بالنسبة لهم الضرع الذي يرتشفون منه ، ويرتشفُ منه كل شخص جاء ليعمل بشرف ، قال تعالى :( وما يمكرون إلا بأنفسهم).
محظوظ من يعيش بين المعيز ، وعندما تنطلق في رحلة عمل مهمة، فإنَّ لقاء الماعز يُعدُّ فأل خير ومن حُسن الحظ أيضاً ؛ لأنَّ نَفَسَهَا يُعالج الأمراض ويشفي العليل ، وهي من دواب الجنَّة ، ذكرها رسول الله - صلى الله عليه وسلم ، إذْ قال :( اِتَّخِذُوا الغنم ، فإنَّ فيها بركة ) وقال عليه السلام :( أحسنوا إلى الماعز وأميطوا عنها الأذى ، فإنها من دواب الجنَّة).
"الماعز "رمز للعظمة والتميُّز ، تَلِدُ في العام مرتين ، لها جذور تاريخية وثقافيَّة عند الكثير من الناس في هذا العالم الفسيح ، فهي أقرب الكائنات الحيَّة للإنسان في حياتهِ اليوميَّة ؛ لمنافعها الكثيرة له ، فقد كان " كارل ساندبرغ" يُحِبُّ الماعز كثيراً ، لدرجة أنهُ عندما طلبت منهُ مجلَّة " لايف" عام 1938 م أنْ يلتقط صورة مع كلْبِهِ المُفضَّل ؛ أصرَّ على أنْ يتم اِلتقاط الصورة مع "الماعِز ".
يُقال : رجلٌ ماعِز .. إذا كانَ حازماً مانعاً ما وراءه شهماً ، ويُقال أيضاً : فُلان ماعِز من الرجال ، وفُلان أمعز من فُلان ، وقد كان لأبناء أبرهام لينكولن اِثنين من الماعِز ، يعيشون معهم في البيت الأبيض .
الظلام لا يُبدد الظلام .. فقط الضوء وحده يمكنه ذلك ، ومن يرضى بالمذلَّة يستاهل ، فإذا كان الذئبُ قاضياً ، فلا حقوق للماعز ، فمن يأكل مع الذئب ، وينبح مع الكلب ، ويبكي مع الراعي ؛ هو المنافق !!
كالذي ينتقي القملة من بين ملايين شعرات الرأس ، ويُخرجها على أنَّها الحشرة التي أعطبت الفِكر ، واستعبدت التفكير ، واستنفذت الأفكار ، وهو يعلم يقيناً أنَّهُ لن يستطيع أي مخلوق رُكُوب ظهرك إلَّا إذا كُنْتَ منحنياً .
مهما حاول أعداء النجاح فرملة القطار ووضع العراقيل ، وتضليل الرأي العام عبر المستوى الدولي ، الفردي ، والمؤسسات المجتمعية من خلال السخرية السياسية ، فإنَّ الأشخاص المستهدفين في حملات التشويه وتجاذبات الألسن ؛ لديهم عقول مُستقرَّة ، وأياد ثابتة ، وألسن لاسعة ، فهي ليست كما يظنون ، فالأسقف الثقافية مرتفعة ، والتمايز بين الحال والمُحال حاضرة ، ومهما فعلنا من خير ؛ تأتي الصور المُعاكسة ، لكنها بمثابة اهتزاز الحقد أمام التسامح ، ارتعاش القسوة أمام الرقَّة واللين ، يقول
" كونفوشيوس" :( لِكي تتقي حقد الناس ؛ كُنْ قاسياً على نفسك ، كريماً معهُم )بالكلمة الطيبة تتجاوز الكراهية .
قال أحمد شوقي عن الحقد :( اِرحم نفسك من الحقد فإنَّهُ عطب ، نارٌ وأنتَ الحطب ).
أضاعوا حياتهم بين رُكام الحقد وعفن الكراهية ، التي تُشبه حركة الأجسام ضد جاذبية الأرض ، ومن كانت هذه طاقاتهم ؛ فلن توصلهم إلى مكان ، قال ابن الرومي عن الحقد :
الحقدُ داءٌ دويٌّ لا دواء له ..... يَرِي الصدور إذا ما جمرهُ حُرثا .
هؤلاء المأزومين الحاقدين لا يتغيرون ، وقد ينبتُ المرعى على دمن الثرى ، وتبقى حزازاتُ النفوس كما هي ، وهذه العلاقة علاقة عداوة ، يقول الشاعر عُمر أبو ريشة :
لا يُلام الذئبُ في عدوانهِ ..... إنْ يكُ الراعي عدو الغنم .
عندما يندسُّ النفاق في السلوك !!

MENAFN31082024000089011017ID1108622525


إخلاء المسؤولية القانونية:
تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.