Saturday, 31 August 2024 02:19 GMT



هل يتحرك الغرب لوقف الإبادة في الضفة؟

(MENAFN- Alghad Newspaper) زايد الدخيل عمان - مع بدء قوات الاحتلال الصهيوني عدوانها على الضفة الغربية، والذي يعد الأوسع منذ عدوانها في عملية أطلقت عليها "السور الواقي" في العام 2002، بزعم تدمير بنى تحتية للمقاومة الفلسطينية، فإن العدوان الجديد، يتزامن مع دعوة وزير خارجية الكيان يسرائيل كاتس، لتنفيذ سيناريو التدمير والقتل في قطاع غزة بالضفة، وفي هذا النطاق، طالب مراقبون المجتمع الدولي بالتحرك لمواجهة أي سيناريوهات لتهجير أهالي الضفة الفلسطينيين.
واعتبر هؤلاء في أحاديث منفصلة لـ"الغد"، أن التصعيد الصهيوني في الضفة والمسجد الأقصى، هو نتيجة طبيعية للصمت الدولي المريب عن انتهاكات الاحتلال الصارخة للقوانين والتشريعات الدولية كافة.
وكان الوزير الصهيوني المتطرف كاتس، توعد بتنفيذ جرائم إجلاء مؤقت للفلسطينيين في مدينتي جنين وطولكرم، كما فعلت قوات كيانه في قطاع غزة، معتبرا بأن الأعمال الجارية في الضفة، هي حرب بكل معنى الكلمة، ويجب الانتصار فيها، داعياً الى تنفيذ سيناريو غزة في الضفة.
وتشهد مختلف مناطق الضفة تصاعدا في وتيرة الأعمال الحربية منذ اندلاع العدوان الاحتلالي على القطاع، إذ قتل منذ السابع من تشرين الأول (أكتوبر) الماضي في الضفة نحو 660 فلسطينيا برصاص مستوطنين متطرفين وقوات عسكرية للاحتلال، وفق بيانات رسمية فلسطينية.
أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأردنية د. محمد مصالحة، قال "لم يعد هناك نظام دولي فاعل، هناك نظام دولي مجير لخدمة الإدارة الأميركية، ومع شديد الأسف، فكل ما أنجزته البشرية بعد الحرب العالمية الثانية بإقامة تنظيم دولي وأمم متحدة ومجلس أمن وجمعية عامة، وقانون دولي مطور، أصبح بعد الحرب والعدوان على غزة، وهجوم الاحتلال وعدوانه المستمر على الشعب الفلسطيني، ضربا من اللغو".
وأضاف مصالحة "لا أعوّل كثيرا على الناحية الدولية في هذا المجال، لأن الاحتلال لن يرتدع عن طريق مجتمع دولي تقوده أميركا، لذا أعتقد بأننا في العالم العربي، ندرك بأن فلسطين التي تتعرض لهذا العدوان الإجرامي الشرس، عضو في الجامعة العربية، ولدينا ميثاق دفاع عربي مشترك، وفي ظل تعرضها لعدوان إجرامي استيطاني إحلالي، يريد نزع الشعب الفلسطيني وطرده من ارضه الى دول الجوار، أو إلى الصحراء أو إلى الموت والفناء، فأين تفعيل الميثاق الدفاعي العربي؟".
وأتم "أعتقد بأنه حان الوقت لأن يستشعر العالم العربي والدول الفاعلة كالسعودية والجزائر ومصر ودول الخليج والعراق، بالإضافة للأردن، وجميعها دول تستطيع فعل شيء، أهمية استخدام سلاح النفط للتأثير على أميركا، وهذا الفعل، سيكون له مردود، ساعتها سيشعر الاحتلال بان ما يقوم به في الضفة عدوان سافر، وعليه أن يتوقف".
وأضاف مصالحة، "وعلينا ألا نغفل الفعل الفلسطيني على الارض، الى جانب دعم الشعب الفلسطيني بكل الوسائل المتاحة، خصوصا بالسلاح. فالفلسطينيون بحاجة للسلاح والمال، ليستطيعوا الثبات على أرضهم، ويجب على أي دولة ألا تعتقد بأنها في منأى عن العدوان الصهيوني الغاشم الذي يخطط له الاحتلال بإقامة دولته الكبرى، إذ يضع في أفق اعتقاده بأن حدوده ستصل وفق ما كشف عنه، إلى مصر والعراق، وكثير من دول المشرق العربي".
وأوضح ان "الاحتلال يراهن على مجيء دونالد ترامب رئيسا جديدا للولايات المتحدة، الذي تحدث عن توسعة هذا الكيان، وبالتالي؛ يجب أن يكون هنالك اهتمام بما أعلن عنه ترامب في حالة فوزه بالرئاسة الأميركية".
وفي أحدث جهد من العاصمة الأميركية واشنطن لمعاقبة المستوطنين اليهود الذين تتهمهم بالتطرف وممارسة العنف ضد الفلسطينيين، فرضت الولايات المتحدة عقوبات على منظمة احتلالية غير ربحية، ومسؤول يهودي عن الأمن في مستوطنة بالضفة الغربية المحتلة، أول من أمس.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر، إن منظمة هاشومير يوش غير الحكومية التي تقول إنها تساعد بحماية المستوطنين، قدمت دعماً ملموساً لبؤرة استيطانية مقامة على أرض عائلة فلسطينية من دون تصريح في الضفة، تخضع فعليا لعقوبات.
بدوره، قال أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الألمانية الأردنية د. بدر الماضي، ان ما يجري في الضفة، يعكس رغبة الحكومة اليمينية المتطرفة بتوسيع دائرة العنف والانتقام من الشعب الفلسطيني، لتحقيق الهدف الذي تسعى اليه، وهو وضع الشعب الفلسطيني في موضع الذي لا يوجد لديه خيار العيش في ظروف لا يمكن تحملها بشريا، او التهجير الذي يسعى اليه اليمين المتطرف في الكيان.
وتابع الماضي "أصبح جزءاً أساسيا من إستراتيجية الكيان القائمة، تفريغ الأرض الفلسطينية من سكانها"، موضحا انه في ظل هذه الأوضاع، يجب أن تتحرك الدول والمنظمات الدولية لانقاذ ما يمكن انقاذه، واهم ما هو مطروح حاليا، استراتيجية الحماية الدولية من المجتمع الدولي للشعب الفلسطيني.
واضاف إن "الحماية الدولية، هي السبيل الوحيد في ظل تمرد الكيان على القيم الاخلاقية والانسانية في حربه على الشعب الفلسطيني، ولتحقيق هذه الحماية، بدأت دول عديدة في المنطقة والعالم، تطالب بذلك والذهاب الى تطبيق الشرعية الدولية، وإنقاذ الشعب الفلسطيني من هذا السلوك الاحتلالي اليميني المتطرف، ويبرز الدور الأردني ودول عربية بهذا الخصوص، بحيث لم يعد بالإمكان السكوت عن تصرفات وسلوكيات الاحتلال، والتي لا تتحدى فقط الشعب الفلسطيني، بل والإقليم بمجمله وشعوب المنطقة التي سئمت حالة عدم الاستقرار، هذه التي يعانون منها، حتى أنها أصبحت عبئا كبيرا على الأفراد والدول".
ورأى عميد كلية القانون السابق بجامعة الزيتونة د. محمد فهمي الغزو، أن ما يجري ليس واحدا من تداعيات الحرب في القطاع، بل هو تنفيذ لإستراتيجية بدأها الكيان قبل سنوات لإخلاء الضفة من أهلها، في وقت حاول فيه رئيس وزراء الاحتلال المتطرف بنيامين نتنياهو، استثمار العجز الدولي للمضي قدما في ابتلاع الضفة بشكل كامل.
وتابع الغزو، إن "سلطات الاحتلال تستهدف عبر تصرفات وزرائها واقتحامات واعتداءات المستوطنين المتطرفين في المسجد الأقصى وعلى المواطنين الفلسطينيين في الضفة، اقتلاع كل ما يخص الفلسطينيين هناك والقضاء على كل ما من شأنه منحهم فرصة للتوحد وتأسيس دولتهم المستقلة، وهذه السلطات المحتلة، تؤسس حاليا لمرحلة جديدة في الضفة، ستكون مختلفة عما كان سائدا في الماضي".
واستكمل الغزو إن "اللافت في الأمر، أن الولايات المتحدة اتخذت تجاه ما يحدث في الضفة موقفها نفسه الذي تتخذه في حرب الكيان الإبادية على غزة، إذ وصف المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي ما يجري، بأنه "مشاكل مثيرة للقلق"، قائلا ان بلاده على علم بما يجري، وتتواصل مع الكيان، ما يستدعي تكثيف الضغط على واشنطن، للقيام بدور أكثر فاعلية في الدفع الى وقف الكارثة الإنسانية في القطاع، وإيجاد أفق سياسي لتحقيق السلام العادل والشامل على أساس حل الدولتين.
واعتبر الغزو أن التصعيد في الضفة، هو نتيجة طبيعية للصمت الدولي المريب عن انتهاكات الاحتلال الصارخة للقوانين الدولية كافة.
واضاف "اليوم، مطلوب من مجلس الأمن والمجتمع الدولي، اتخاذ إجراءات فورية وحازمة لوقف العدوان على عزة، باعتباره الخطوة الفورية التي يجب اتخاذها لوقف دائرة الانتهاكات للفلسطينيين"، موضحا أن توسيع الكيان رقعة حربه ضد الفلسطينيين إلى الضفة، تصعيد خطر يجب وقفه.
وقال الغزو، برغم ردود الفعل الأميركية والأوروبية الخجولة تجاه ما يقوم به الاحتلال في الضفة، تبقى الجهود السياسية والدبلوماسية الأردنية المكثفة، شبه وحيدة في مواجهة خطوات وتصرفات حكومة المتطرف نتنياهو في الضفة.
وقال الغزو، ان جلاله الملك عبدالله الثاني، قام ويقوم بتحرك دبلوماسي واسع، في مختلف المحافل الدولية للضغط على الكيان، لوقف اعتداءاته وانتهاكاته في الضفة، مشيرا إلى أهمية تحرك دول غربية مثل الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا وفرنسا وأخرى إسلامية، كالمغرب وأندونيسيا وتركيا وإيران ومنظمة المؤتمر الإسلامي، للضغط والقيام بدور في الدفاع عن المسجد الأقصى والضفة، متسائلاً عن دور تلك الدول، في هذا المحور.
وطالب، بموقف دولي موحد ونافذ، يوفر الحماية للفلسطينيين، ووضع حد لمسلسل استهداف المدنيين العُزّل وفرض القيود والاستيلاء على الممتلكات الخاصة، مشددا على ضرورة الانتباه التام لتحذيرات الأردن، من المخاطر الوخيمة المتوقعة عن عمليات الاحتلال الحربية الجارية في الضفة، وتعمّد استهداف مزيد من المدنيين الفلسطينيين، بالتزامن مع استمرار اعتداءاته على القطاع، وانتهاك المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس الشرقية.
وختم الغزو حديثه، بأن تصعيد الاحتلال، سيؤدي لتوسيع رقعة النزاع والعنف في المنطقة، ولا بد من تحرك فوري لمجلس الأمن وإصدار قرار بوقف هذه الجرائم بحق الشعب الفلسطيني الأعزل.

MENAFN30082024000072011014ID1108618021


إخلاء المسؤولية القانونية:
تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.

النشرة الإخبارية