عباسي ووهبي يطرزان أمسية وطنية جمعت بين دفء الكلمة وقوة الإحساس

(MENAFN- Alghad Newspaper) ربى الرياحي عمان- في أمسية ساحرة امتزج فيها الإحساس بالأمل وحب الأوطان؛ أبدعت الفنانة الأردنية غادة عباسي وتشاركت مع الشاعر اللبناني زاهي وهبي دفء الكلمة مع أناقة الإحساس والصوت. كانت ليلة مميزة عانقا فيها فلسطين الصامدة وأطلقا رسائل مضمونها أن "إرادة الحياة تسمو على الموت والخراب وأن الأمل باق رغم المآسي".
وفي حديث خاص لـ "الغد" صرّحت الفنانة غادة عباسي، أن الأمسية التي أحيتها بالمشاركة مع الشاعر وهبي كان التوجه فيها حب الوطن بكل أشكاله سواء للأردن أو لفلسطين أو لبيروت، حيث كانت واحدة من أرقى الليالي وأجمل المشاركات في حياتها.
وقد نظمت الأمسية نقابة الفنانين الأردنيين ضمن فعاليات الدورة 38 من مهرجان جرش للثقافة والفنون في ليلة أدبية شعرية وغنائية بامتياز حملت الحب والسلام في ظل الظروف الصعبة الراهنة للتأكيد على الإيمان بالقضية وتحقيق النصر.
ولفتت عباسي إلى أن الأمسية كانت مناسبة للأوضاع الراهنة، "فنحن بكل مشاعرنا مع إخواننا في غزة وفلسطين"، وما شجعها على المشاركة في جرش هذا العام هو رسالة المهرجان والقائمة على دعم الأشقاء في قطاع غزة.
تقول "الحرب لا تكون فقط بالسلاح يمكننا أن نحارب بكل أداة منحنا إياها الله تعالى فهي كفنانة سلاحها صوتها وكممثلة سلاحها الأداء فإذا كان هناك مسلسلات وأفلام تخدم القضية فسيكون ذلك أيضا جزءا من النضال وسلاحا آخر نستطيع من خلاله إبراز الحقيقة".
بنمط المحاكاة تميزت الأمسية ليكون الرقي عنوانها وفي أجواء يملؤها الشغف استطاعت عباسي مع الشاعر والإعلامي زاهي وهبي أن يدهشا الحضور بفنهما الذي يلامس الروح. وكانت البداية مع الشاعر زاهي وهبي الذي بين أن مهرجان جرش هذا العام يحمل قيمة مضافة لكونه منح المشاركين فرصة لأن يقولوا من عمان ولكل الناس والأهل في فلسطين إننا معكم بالكلمة والقصيدة لأن الصراع مع الاحتلال الإسرائيلي على السردية والرواية وروايتنا هي رواية حق والحقيقة، وأضاف تحية حب لفلسطين والأردن ولبنان ولكل البلدان العربية.
وقد استهل قراءاته الشعرية بقصيدة من شعر التفعيلة بعنوان التي وعدتني مهداة إلى الشهداء في غزة وفلسطين ليختمها بمقطع "أول الينابيع أمي" خاتمة الشتاء لتنتقل الأمسية إلى الفنانة عباسي التي غنت بصوتها الراقي أغنية أمي وصاحبها على البيانو الموسيقي موسى فزاع. ولتعود الأمسية إلى الشعر والشاعر زاهي وهبي ليقرأ قصيدة نشيد الحب والألم ليختمها بالحب تحيا وتناضل لترد عليه الفنانة عباسي بأغنية لسا في الأيام أمل. وعلى هذا النحو توالت قراءات قصائد الشاعر وهبي وحوارات الفنانة عباسي له وغنت إحنا الأمل، ومن قلبي سلام لبيروت، وموطني، إضافة إلى أغنية بلاد وهي عن الأردن.
رسالة عباسي اليوم المشاركة بأحاسيسها ودعائها وبكل ما تستطيع. فالأغاني تؤثر بقوة في الناس، حروب كثيرة مرت في تاريخ العالم اشتهرت فيها أغان فقط لأنها تشجع الشعوب وتحفزهم على الحياة والصمود، مبينة أننا شاهدنا نماذج وصورا عظيمة لأهلنا في غزة وفي وسط التفجيرات، شاهدنا الشاب الذي يعبر عن صموده بالدبكة وهناك من يعزف ويغني ويتحدى الموت بالحياة والبقاء رغم الآلام والوجع. هؤلاء الأبطال يفهمون الرسالة جيدا ويعرفون أنهم سيعيشون ويستمرون برغم الظروف والمآسي.
وتتمنى عباسي أن يكون النصر هو الخلاص لكل الآلام وما تطلبه من الله أن تنزاح هذه الغمة عن العالم بأسره وأن يسود السلام.
وتلفت عباسي إلى أن كل ما يحدث قاس، لكن لا يعني ذلك "أن نتخلى عن نظرتنا الإيجابية تجاه الحياة مهما كانت الصورة بشعة"، فهي تستطيع أن تقول هذا بجدارة بعد تعرضها لابتلاء كبير يكاد يكون بالنسبة للناس نهاية الحياة، لكن هي تراه هدية من الله ورسالة حملها إياها الابتلاء، حيث كانت قد تعرضت لحادث في شهر شباط من العام الحالي فقدت على إثره جزءا من ساقها اليمنى والذي استبدل بعد ذلك بطرف اصطناعي لكن برغم ذلك كله هي مستمرة بصوتها وحبها للحياة.
تقول صحيح أن الظرف الذي مرت به قد لا يكون سهلا على من يصعبون الحياة على أنفسهم، لكنها هي ولأنها تريد أن تعيش ومؤمنة بقضاء الله استطاعت أن تقوى على الألم، والتسلح بالأمل والثبات والاستمرار، داعية كل شخص أن يواجه كل ما يحدث معه بصبر وإيمان ليستطيع أن يؤدي رسالته على أكمل وجه وليس الحل أن يستسلم للموت وهو ما يزال على قيد الحياة.
الابتلاء شجعها لأن تمنح الأمل لكل من هو بحاجته وخاصة الأشخاص الذين فقدوا أطرافهم في قطاع غزة، "خسارتنا لجزء منا لا يعني أننا خسرنا الحياة بالكامل فنحن موجودون بعقلنا وروحنا".
كما ترى أن تجربتها علمتها أن تظل مستبشرة وقادرة على العطاء والسبب في ذلك قوة إيمانها برب العالمين والتي تتمنى أن تزيد أكثر، وهذه رسالتها أيضا للناس؛ أن يشكروا الله على ما لديهم من نعم ومهما حدث لا تحزنوا فالحياة لها سنن لا يعلم أسرارها إلا الله تعالى، ولتتعلموا الرضا وتؤمنوا بأن الله لا يأتي إلا بالخير.
وتبين عباسي، أن هنالك محنا قد تبدو للناس بصورة قاسية رغم أن في جوهرها حب وليس قسوة. وقد تكون الحكمة من الابتلاء ردع أشخاص أو تعليمهم رسالة معينة أو تدريبهم على طريق ما، ومهم أن نفهم أن كل ما يأتينا من الله هو حب وليس عقابا وأنه الأفضل والأصلح لنا.
وتختم حديثها ناصحة الناس "لا تحزنوا على الماضي ولا تخافوا من المستقبل"، عيشوا الحظة واستمتعوا بها وخططوا للمستقبل دون أن تتعلقوا بالنتائج كونوا شغوفين بالحياة وأعطوا.. فليس للإنسان إلا ما سعى.

MENAFN01082024000072011014ID1108507600


إخلاء المسؤولية القانونية:
تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.