خبراء: تنوع مهارات الشباب فرصة واعدة لزيادة معدلات التوظيف


(MENAFN- Alghad Newspaper) عبدالرحمن الخوالدة عمان - في الوقت الذي أشار فيه تقرير أممي صدر أخيرا إلى حلول الأردن في طليعة مقياس تنوع المهارات في المنطقة العربية، أكد خبراء اقتصاديون أن لهذا التنوع أثرا إيجابيا على التوظيف، لا سيما في ظل المتغيرات التكنولوجية المتسارعة التي يشهدها العالم.
وأوضح الخبراء أن الأثر الاقتصادي لتنوع المهارات لدى الشباب، يتمثل في إتاحة الوصول إلى مزيد من الفرص داخل أسواق العمل المحلية والخارجية؛ ما يحد من معدلات البطالة، إضافة إلى تعزيز نمو القطاعات الواعدة وتنويع الاقتصاد، إلى جانب استقطاب الاستثمارات إلى القطاعات الاقتصادية خاصة التكنولوجية والريادية والطبية، ومن شأن ذلك في نهاية المطاف أن يساهم في دعم النمو الاقتصادي خلال السنوات القادمة.
وكانت لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا "الإسكوا" قد كشفت مؤخرا، أن الأردن احتل المرتبة الثالثة في مقياس تنوع المهارات في المنطقة العربية لعام 2024، بعد كل من المغرب والإمارات بحجم سوق مدروس يضم 60717 من فئة الشباب وبعدد من المهارات المتميزة بلغ 40087 مهارة.
وأكدت "الإسكوا" أن التكامل السريع للتكنولوجيات مثل الذكاء الاصطناعي يعيد تشكيل فرص العمل وسوق العمل، ما يؤكد الحاجة إلى تبني تنويع المهارات من أجل التكيف.
وأشار الخبراء إلى أن المهارات التي يتمتع بها الشباب الأردني، تتركز بصورة كبيرة في قطاعات التكنولوجيا، والذكاء الاصطناعي والأمن السبيراني ما يؤكد على ثقل وزنها في ميزان وظائف المستقبل.
ولفت الخبراء إلى أن ارتفاع مستوى تنوع مهارات العمل للشباب محليا يعيد التأكيد على تميز الأردن بالمهارات البشرية العالية وقوة رأس المال البشري لديه، والتي كانت من إبرز السمات التي يتمتع فيها الاقتصاد الوطني في العقود السابقة.
وبقصد تعظيم الفائدة اقتصاديا من ثراء تنوع المهارات لدى الشباب في الأردن، طالب الخبراء الحكومة بأهمية إطلاق حزمة من السياسات المتداخلة والمتكاملة لتعظيم عائد "رأس المال البشري الأردني" إضافة إلى ضرورة دعم القطاعات التكنولوجية والريادية وتشجيعها على استقطاب الأيادي الماهرة في مجالات عمل القطاع، إلى جانب تقديم المزيد من التسهيلات للتشجيع المستثمرين على الانخراط في القطاعات التكنولوجية والمعرفية.
ويضاف إلى ذلك ضرورة تطوير برامج تدريبية مخصصة للتحضير وتأهيل الكوادر البشرية للتكنولوجيا الحديثة، وتعزيز الاستثمار في البحث والتطوير في مجالات مثل الذكاء الاصطناعي والروبوتات يساهم في خلق بيئة اقتصادية ديناميكية ويعزز من مهارات الشباب الأردني.
وأكد مدير عام جمعية رجال الأعمال الأردنيين طارق حجازي لـ"الغد"، أن تعزيز مهارات الشباب وتنويعها نحو التكامل التكنولوجي والذكاء الاصطناعي يساهم في رفد الاقتصاد الوطني نحو العالمية، وتتيح فرصة للشباب لاكتساب مهارات متنوعة تتناسب مع متطلبات سوق العمل المتغيرة، ويساعد التكامل التكنولوجي في تحسين كفاءة العمل وتوفير حلول مبتكرة للتحديات الحديثة، حيث أصبح التقدم التكنولوجي والمهارات الفريدة عاملا رئيسا في زيادة فرص التوظيف، وتحفيز التنمية الاقتصادية.
وبين حجازي أن العوامل التعليمية لها دور مهم في تحديد مهارات الشباب، ومدى تنوعها، حيث أشار إلى أهمية العمل على رفع مستوى جودة التعليم المهني والتقني بين الشباب، بما يعزز المهارات الشبابية في مواكبة التكنولوجيا الحديثة، وتطبيق تقنيات الذكاء الاصطناعي بشكل فعال، وأنها تتناسب مع متطلبات سوق العمل المحلي، وتساعد على خفض معدلات البطالة، وذلك بخلق فرص عمل مبنية على أفكار جديدة وحلول غير تقليدية.
وأشار إلى ضرورة تطوير برامج تدريبية مخصصة للتحضير، وتأهيل الكوادر البشرية للتكنولوجيا الحديثة، وتعزيز الاستثمار في البحث والتطوير في مجالات مثل الذكاء الاصطناعي والروبوتات، ما يساهم في خلق بيئة اقتصادية ديناميكية ويعزز من مهارات الشباب الأردني، ويدعم القطاع الخاص في تنويع المهارات من خلال إطلاق مشاريع مشتركة مع الجامعات ومراكز البحث لتبادل المعرفة والخبرات، وتوفير فرص للابتكار والبحث والتطوير في مجالات التكنولوجيا الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي، والتعاون بين القطاعين العام والخاص في تنظيم مؤتمرات وورش عمل تتيح للشباب استكشاف مهاراتهم وتعزيزها في مجال التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي، مما يساهم في إعداد قيادات فاعلة وقادرة على تنمية سوق العمل الأردني، ويعزز من قدرة الأردنيين على التنافس في الأسواق العالمية.
وأكد حجازي أن تنويع المهارات والتكامل السريع للتكنولوجيا يمثلان تحديا كبيرا في السوق العمل الأردني نتيجة تأثر بيئة الأعمال بالتحديات الجيوسياسية في المنطقة، مما يخلق صعوبة في تنويع مهارات الشباب في سوق العمل، ويعيق التقدم في المجال التكنولوجي، أيضاً قلة الاستثمار وتقديم الدعم المالي والتقني في التعليم والتدريب التقني المتقدم يحد من تحفيز الشباب على اكتساب المهارات الجديدة وتبني التكنولوجيا بسرعة.
من جانبه، قال الخبير الاقتصادي وجدي المخامرة، إن ارتفاع مستوى تنوع المهارات لدى الشباب الأردني أمر إيجابي وملح في ظل المتغيرات التكنولوجية المتسارعة التي يشهدها العالم وتأثيرها في بنية الاقتصادات وأسواق العمل، إذ سيكون لها أثر إيجابي على التنوع الاقتصادي والتوظيف محليا، حيث إن البنية التحتية التكنولوجية والمعرفية الجيدة في الأردن ساهمت على مدار السنوات الماضية في دفع الشباب الأردني إلى الاقدام على اكتساب مهارات جديدة ومستقبلية والابتعاد عن المهارات والتخصصات التقليدية.
وأوضح المخامرة لـ"الغد" أن تمتع الشباب الأردني بمهارات المستقبل ستتيح له المزيد من الفرص داخل سوق العمل المحلي والخليجي والدولي، مما سيكون له أثر إيجابي في الحد من معدلات البطالة محليا، إضافة إلى صقل مهارات الشباب وإكسابهم المزيد من الخبرات والتجارب التي ستنعكس بدورها على القطاعات الاقتصادية المختلفة، علاوة على استقطاب الاستثمارات إلى بعض القطاعات الاقتصادية خاصة التكنولوجية والريادية والطبية.
ولفت إلى أن تنوع مهارات الشباب والخريجين محليا تنسجم مع تطلعات رؤية التحديث الاقتصادي التي تركز على وظائف المستقبل والتكنولوجيا خاصة وأن أغلب هذه المهارات تتركز في القطاعات التكنولوجية والذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني، إضافة إلى تركيز رؤية التحديث على تحسين معدلات النمو الاقتصادي والارتقاء بها.
وبهدف تعظيم الفائدة اقتصاديا من ثراء تنوع المهارات لدى الأيادي العاملة محليا وإدماجها في سوق العمل، طالب المخامرة الحكومة بأهمية دعم القطاعات التكنولوجية والريادية وتشجيعها على استقطاب هذه الأيادي العاملة، إضافة إلى تقديم المزيد من التسهيلات للتشجيع المستثمرين على الانخراط في القطاعات التكنولوجية والمعرفية، علاوة على ضرورة استغلال هذه القوة البشرية المهارية في تسريع وتيرة التحول إلى الحكومة الإلكترونية، مطالبا كذلك بأهمية العمل على تطوير نظام التعليم المحلي ليكون صديقا للمستقبل، وأخيرا وجوب تدشين مراكز لتطوير الكفاءات الأردنية في القطاعين العام والخاص.
وقال الخبير الاقتصادي زيان زوانة إن حضور الأردن بالمراكز الثلاث الأولى في مقياس تنوع المهارات في المنطقة العربية الذي صدر مؤخرا عن الإسكوا يعيد التأكيد على تميز الأردن بالمهارات البشرية العالية التي كانت نتاج حزمة سياسات تبنتها الحكومات الاردنية استمرت حتى أواخر ثمانينيات القرن الماضي في التعليم والصحة والثقافة المجتمعية والتي كان لها دور كبير في المساهمة في تطوير الكثير من المؤسسات والقطاعات التعليمية والصحية والخدمية في العديد من دول المنطقة.
ويرى زوانة أن في هذا الصدد أن الحكومة مطالبة بالعمل خلال هذه المرحلة واللاحقة للحيلولة دون التراجع في قوة الرأس المال البشري ليستمر الأردن في تميزه، إضافة الى بذل كل الجهود للتطوير القوى البشرية لتواكب تطور أسواق العمل ومتطلباتها، وكذلك الثورة التكنولوجية واتساع قطاعات تطبيقاتها في الاقتصاد وتحفيز النمو الاقتصادي لخلق فرص العمل للحد من هجرة العقول والمهارات إلى خارج الأردن وتوظيفها في سوق العمل الأردني.
ودعا زوانة إلى التركيز على التعليم التقني وتطوراته وتطبيقاته الواسعة، من أجل توظيف قوة العمل الأردنية الماهرة في سوق العمل المحلي وتعظيم عوائد من يغادر إلى خارج الأردن، وعليه فإن الحكومة مطالبه بحزم وسياسات متداخلة ومتكاملة لتعظيم عائد "الرأس المال البشري".

MENAFN01082024000072011014ID1108504780


إخلاء المسؤولية القانونية:
تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.