الأمم المتحدة والإبادة الممنهجة في غزة

(MENAFN- Alghad Newspaper) د. عبير مصلح السؤال الذي يتكرر في ذهني منذ الخطاب البائس لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في الكونغرس الأميركي هو: ((كيف يسمح لمجرم حرب وإبادة جماعية من القاء خطابه وسط تصفيق الرعاع من المدعين أنهم أحرار العالم وفي ضمن النطاق الجغرافي لنفس البلد التي أسست ميثاق ومبادئ الأمم المتحدة والتي بدورها أسست منظمة اليونيسيف لتعزيز وحماية حقوق الأطفال ورفاهيتهم والتي كان من أعظم إنجازاتها هو إنشاء إتفاقية حقوق الطفل؟
وفي 20 / تشرين الثاني – نوفمبر عام 1989 وعلى خلفية التغييرات التي يشهدها النظام العالمي تم الإجماع بالتعهد من خلال وعد لجميع أطفال العالم بحماية حقوقهم وذلك من خلال إقرار إطار قانوني دولي، وهو اتفاقية حقوق الطفل الصادرة عن الأمم المتحدة.
وحسب موقع (كل الحق للشبيبة) الإسرائيلي، فإن دولة إسرائيل قد وقعت اتفاقية حقوق الطفل سنة 1990 وصدقت عليها سنة 1991 وفي مفارقة مضحكة مبكية وحيب الموقع المذكور فإن الغرض من التصديق هو ان الدولة ملزمة بالامتثال لأنظمة الاتفاقية وتكييف قانون الدولة مع انظمة الاتفاقية.
وتجدر الإشارة الى أن اتفاقية الطفل آنفة الذكر وفي المادة السادسة منها تحديداً تنص على أن تعترف الدول الأطراف في الاتفاقية بأن لكل طفل حقاً أصيلاً في الحياة وعليه تتكفل الدول الأطراف الى أفضل حد ممكن بقاء الطفل ونموه.
ورغم مرور تسعة أشهر على الحرب على غزة وما صاحبها من فظائع وإبادة جماعية للأطفال غير مسبوقة عبر التاريخ، إلا أنها لم تدفع المجتمع الدولي الى اتخاذ خطوات جادة اتجاه الكيان الصهيوني المحتل استناداً الى القانون الدولي الذي يحتمي تحت مظلة الأمم المتحدة التي تتبع سياسة العصا تارة ومع دول معينة وتارة أخرى تتبع سياسة الجزرة مع دول أخرى.
واعتبرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة ((اليونيسيف)) أن قطاع غزة غدا المكان الأخطر في العالم على حياة الأطفال، وحسب المنظمة قتل 15 ألف طفل في غزة منذ اندلاع الحرب في أكتوبر الماضي، وقرابة 900 الف طفل في غزة لا يحصلون على ما يكفي من الماء والأغذية.
وفي نفس الصدد تشير تقديرات منظمة الأمم التحدة للطفولة ((اليونيسيف)) الى ان ما لا يقل عن 17 الف طفل في قطاع غزة غير مصحوبين بذويهم أو منفصلين عنهم، حيث باتت ملصقات البحث عن الأطفال تنتشر بين الخيام في القطاع وبعض المناطق المأهولة من قبل ذويهم بعد بحثهم عنهم في ثلاجات الموتى أو السجلات بالمستشفيات في مشهد يدمي القلوب.
وعوداً على بدء وفي خطابة البائس في الكونغرس حاول رئيس الوزراء الإسرائيلي أن يحقق نصراً زائفاً من خلال ترديد أكاذيب مرتبطة بيوم السابع من تشرين الأول (أكتوبر) معتمداً على الدعم الأميركي المفتوح عسكرياً وأمنياً وسياسياً، داعياً حلفاءه لمزيد من الدعم لجرائم جيشه معلناً حرباً لن تنتهي مع العرب والفلسطينيين والمسلمين حول العالم حيث كان ذلك بمثابة إعلان حرب بامتياز، إعلاناً يعكس هزيمة نفسية وواقعاً لا مفر منه بأن المقاومة وتحرير الأراضي الفلسطينية هي فكرة راسخة ومتأصلة في ضمير الشعب الفلسطيني وبات العالم يدرك أن الفكرة لا تموت وصدق غسان كنفاني حين قال "تموت الأجساد لا الفكرة ".

MENAFN01082024000072011014ID1108504698

إخلاء المسؤولية القانونية:
تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.