(
MENAFN- Alghad Newspaper)
محمود الطراونة
عمان - لم يقف الأردن مكتوف اليدين، إزاء ما يحدث في قطاع غزة والضفة الغربية من عمليات قتل وتدمير وتهجير وحرمان للفلسطينيين في غزة من الغذاء والدواء والماء، فقام بثقب سور القلعة الفولاذية، حين كسر الحصار على غزة، ليزود المستشفى الميداني العسكري/ غزة 1 عبر إنزال بطائرات سلاح الجو مرتين ليمده بالمواد الطبية والعلاجية، وتذهب قوافل المستشفى الميداني الأردني نابلس 1 الى نابلس في الضفة، لإنشاء مستشفاها هناك، وتقديم مواد إغاثية للأشقاء الفلسطينيين.
كما أرسل الأردنيون، عدة طائرات، تحمل مواد إغاثية وأدوية الى منطقة العريش في مصر، لتصل الى جنوب القطاع، لمداواة مصابي غزة، وقد أشرف عليها سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني ولي العهد بنفسه، تمهيدا لدخولها الى شماله، والى خان يونس بالذات في جنوبه، لإقامة مستشفى ميداني أردني، لمعالجة المصابين والجرحى من الأشقاء الفلسطينيين.
لم يرسل الأردن المساعدات حسب، بل كان الدولة الوحيدة التي داوت جراح الأشقاء، الفلسطينيين في غزة والضفة التي تتعرض حاليا لأسوأ أشكال التنكيل العنصري الصهيوني المتطرف على يدي عصابات المستوطنين الهمجية.
وتأتي هذه الخطوة، لتبقى المستشفيات الميدانية الأردنية، قائمة وشاهدة على الالتزام الأردني تجاه الأهل في غزة خلال هذه الظروف الاستثنائية الصعبة، وفي ظل ما يتعرض له القطاع من حرب وحشية وتدمير مروع للمباني والمستشفيات والمرافق الصحية والتعليمية والمنازل والمرافق الحكومية والأهلية، لتجريد أهل القطاع من كل ما يمكنهم من العيش والصمود في وجه آلة التدمير الإجرامي الصهيوني.
وتستمر القوة الأردنية الإنسانية باختراق كل الأسوار والجدران، بتقديم العلاج والعون للفلسطينيين، من باب واجبها التاريخي والعلاقة الأخوية التي تربط بين الفلسطينيين والأردنيين على مر تاريخهم، وتقديم العلاج للمصابين منهم.
أمس، كان وصول ولي العهد الى مدينة العريش المصرية، ليشرف بنفسه على عملية تجهيز وإرسال المستشفى الميداني الأردني الخاص/2 الى جنوبي القطاع في خان يونس. وقد جهز المستشفى بسعة 41 سريرا، ليغدو هذا العمل الاستثنائي، استمرارا لجهود الأردن في الوقوف الى جانب أشقائهم الفلسطينيين، وتقديم الخدمات الطبية والعلاجية لمرضاهم وجرحاهم جراء العدوان الإسرائيلي الحالي عليهم.
وقبلها أرسل الأردن، المستشفى العسكري الميداني/ نابلس 1 الى مدينة نابلس التي تتعرض لاعتداءات إجرامية على يد المستوطنين المتطرفين، إذ يقومون بأعمال ترويعية للأهالي هناك، وحرق قرى وتنفيذ محاولات لتشريدهم، في مسعى منهم لتهجيرهم من أراضيهيم.
كما أبقى الأردن، على المستشفى الميداني في غزة، برغم تعرضه للقصف بقذائف طائرات الاحتلال المحرمة دوليا، وإصابة 7 من كوادره، في تأكيد على ثبات الموقف الأردني تجاه الأشقاء، وعدم التوقف عن مد يد العون لهم، مهما بلغت التضحيات.
وفي السياق نفسه، أكد العميد المتقاعد د. رياض الصرايرة، أن الموقف الأردني كان وما يزال، الى جانب الأشقاء في فلسطين، باعتبارها القضية المركزية للأردن والعرب والمسلمين، لافتا الى أن هذه المواقف، بدأ مع بدء الصراع العربي الإسرائيلي قبل أكثر من 75 عاما.
وأضاف الصرايرة، أن "الموقف الأردني تجاه أخوتهم في فلسطين، وفي هذا الوقت العصيب، متقدم، ويبعث على الفخر، ويجسد تلاحم القيادة والشعب في وضع حد لمحنة الأشقاء".
واضاف، أن موقف ولي العهد، يتماهى فيه الشعب والقيادة معا، بتقديم الدعم والرعاية لأشقائهم الفلسطينيين في محنتهم، لافتا الى أن مشهد الطائرات التابعة لسلاح الجو الملكي، وهي تنزل المساعدات الأردنية بالمظلات العسكرية، مثير للاعتزاز، وهي عملية عسكرية أسهمت بتحطيم أسوار الحصار على الأشقاء، وقدمت لهم مساعدات طبية عاجلة.
وقال الصرايرة، "لا ننسى بأن المحطة الجراحية في رام الله، والتي بدأت مهامها في العام 2000، مستمرة حتى الآن، وأيضا يتبعها المحطة الجراحية في جنين في العام 2002، وقد جرى تعزيزها لهذا العام، بتوجيهات ملكية لتصبح مستشفى ميدانيا.
وأكد أن هذه المهام، تعزز الدور الأردني القومي والإنساني، بدعم الأشقاء، وتضع نصب الأعين نصرة المستضعفين، وحمل هموم الأمة والدفاع عن قضاياها.
من جانبه، أشار أستاذ العلوم السياسية د. باسم تليلان، الى أن دعم الأردن للقطاع مستمر، عنوانه دعم صمود الأهل، والالتزام الأردني القومي الإنساني، للتخفيف من معاناتهم، والوقوف الى جانبهم ومساندتهم، كرسالة سامية قدمها الأردن العربي لنصرة أبناء القطاع، وحمل هموم الأمة والدفاع عن قضاياها طيلة تاريخه المشرف.
وأضاف تليلان، أن للأردن سجلا حافلا بمساندة الأشقاء في القطاع المحاصر منذ العام 2009، فقد أرسل المستشفى الميداني، واستمر بتقديم خدماته هناك، واضعا نصب عينه التوجيهات الملكية لمساندة الأشقاء، وتوفير الخدمات العلاجية لهم.
واوضح ان عمليات الدعم والمساندة، جاءت للوقوف الى جانب القضية الفلسطينية، وتجسيد هذا الدعم في المحافل الدولية والعربية كافة.
ويتكون المستشفى الجديد في خان يونس، من أقسام الطوارئ، والباطنية العامة، والعناية الحثيثة ICU، والرجال، والنساء، والخداج بسعة 41 حاضنة، والنسائية والتوليد، بالإضافة إلى مختبر وصيدلية وتصوير أشعة وغرفة تعقيم، وغرفتي عمليات، لإجراء العمليات الجراحية العاجلة.
ويضم كادر المستشفى 145 كادرا طبيا وتمريضيا من الخدمات الطبية الملكية وإداريين، وتخصصات في الجراحة العامة، وجراحة الشرايين، والأعصاب، والصدر، والمسالك، والتجميل، والعظام، والأطفال، والوجه والفكين.
وكانت وصلت في وقت سابق 40 شاحنة إلى معبر رفح، تحمل معدات وأجهزة ومستلزمات طبية لتجهيز المستشفى.
والمستشفى الميداني الأردني "غزة/1"، كان أول مستشفى عربي يحط في القطاع، إذ وصل في السادس والعشرين من كانون الثاني (يناير) 2009، أي بعد فرض الحصار على قطاع غزة بـ3 سنوات، واستمرت التوجيهات الملكية بإرسال البعثات الطبية لتصل إلى 76 بعثة.
فالمستشفيات الميدانية الأردنية في غزة، أسهمت بإسناد المنظومة الصحية للقطاع، وقدمت وتقدم العون الصحي للجرحى والمرضى، كما نفذت أيضا التوجيهات الملكية السامية بإرسال أي حالة طبية، يستعصي علاجها إلى مستشفيات الخدمات الطبية الملكية.
MENAFN20112023000072011014ID1107461041