Tuesday, 05 December 2023 09:30 GMT



نتنياهو يقتل الجنود للحيلولة دون قيام دولة فلسطين

(MENAFN- Alghad Newspaper) هآرتس

روغل الفر 20/11/2023

ضحايا مذبحة يوم السبت الاسود 7 تشرين الأول (أكتوبر) الماضي هم، ضمن امور اخرى، ضحايا سياسة بنيامين نتنياهو لإحباط حل الدولتين بواسطة تعزيز قوة حماس واضعاف السلطة الفلسطينية، وتقسيم الفلسطينيين بين قطاع غزة والضفة الغربية. نتنياهو قام برعاية حماس من اجل منع اقامة الدولة الفلسطينية الى جانب دولة اسرائيل. تصريحات الرئيس الأميركي، جو بايدن، منذ بداية الحرب، خطيا وشفويا، توضح بأنه حسب رأيه فإن اقامة الدولة الفلسطينية ستعزز أمن اسرائيل وستساعد على منع تكرار مثل هذه المذبحة في المستقبل. من هنا، حسب رأيه، فإن المذبحة حدثت ايضا بسبب مشروع حياة نتنياهو – منع اقامة الدولة الفلسطينية.
حول هذا الشأن هناك تصادم ايديولوجي مباشر بين بايدن ونتنياهو. يبدو أن بايدن يعتبر ابعاد حماس من غزة فرصة تاريخية من اجل بعث حلم الدولتين. وأنه من ناحيته هذه هي الخطوة الاولى لتحقيق اعادة السلطة الفلسطينية (بعد تنظيمها) مجددا للحكم في غزة. في حين أن نتنياهو، في خطابه الاخير للأمة في منتهى السبت الماضي، اوضح بأن الهدف الثالث للحرب، اضافة الى ابعاد حماس واعادة المخطوفين، هو منع اعادة السلطة للحكم في غزة. أي احباط السياسة المعلنة للرئيس الأميركي لليوم التالي.
يجب الانتباه: نتنياهو من ناحيته قام بإرسال الجنود كي يضحوا بأرواحهم والموت في غزة من اجل احباط اقامة الدولة الفلسطينية. هذا حرفيا وبشكل واضح. منذ بداية العملية البرية لاحتلال القطاع تعود الجمهور على شريط متحرك لجثث الجنود التي تخرج من غزة. هذا اصبح أمرا طبيعيا. ابلاغ الجمهور عن موتهم وعن هويتهم اصبح حفلا وطنيا في التلفزيون. الجمهور كل يوم ويوم يتم ابلاغه عن موت جنود ومدنيين اسرائيليين تجندوا ويرتدون الزي العسكري على مذبح مشروع حياة نتنياهو، منع اقامة الدولة الفلسطينية، وكأنه يقول بأنه من الجيد الموت من اجل ألا تقوم فلسطين. الجيش الاسرائيلي ايضا يقتل الآلاف من المدنيين في غزة، الذين في معظمهم هم غير مشاركين في القتال، من اجل تحقيق هدف نتنياهو العلني وهو "لا لإقامة دولة فلسطينية".
هل هناك في الجمهور الاسرائيلي اتفاق واسع حول اهمية الحرب لمنع اقامة الدولة الفلسطينية؟ ليس حكم الاستعداد للموت والقتل من اجل أن يتمكن الاسرائيليون من العيش في أمان في بيوتهم مثل حكم الاستعداد للموت والقتل من اجل منع اقامة الدولة الفلسطينية. هذا يبرز بشكل اكبر على خلفية الاستنتاج الذي لا يمكن تجنبه وهو تصميم بايدن على تحقيق حلم الدولتين، الذي يشمل الادعاء بأن السياسة التي تستهدف احباط حلم الدولتين هو أحد العوامل الاساسية للمذبحة وكارثة المخطوفين.
اذا كان الامر هكذا فيجب أن يكون واضحا مثل الشمس لأنه توجد لنتنياهو مصلحة واضحة في مواصلة الحرب الى أن يقصي دونالد ترامب من اجله جو بايدن من البيت الابيض. فهذا سيساعده على تحقيق لاءاته الثلاثة: لا لتحمل المسؤولية ولا للانتخابات ولا لدولة فلسطينية. ربما أن نتنياهو يعتقد بأن بايدن هو الرئيس الأميركي الاخير – بعد كارتر وكلينتون واوباما – الذي سيعمل على الضغط على اسرائيل من اجل الموافقة على حل الدولتين. بعده سيأتي رئيس مريض نفسيا، الذي حقوق الانسان وحياة الناس تهمه اكثر بقليل من مضرب الغولف. هكذا هذه الحرب ستضمن استمرار بقاء مشروع حياة نتنياهو: الهذيان حول استئصال الحركة الوطنية الفلسطينية.
ليس فقط نتنياهو هو الذي ينتظر ذهاب بايدن. فبايدن ايضا يأمل في أن يذهب نتنياهو. كل واحد منهما ينتظر نزول الآخر عن منصة التاريخ. وما الذي يريده الاسرائيليون؟ كالعادة هم يفوتون فرصة تفويت الفرصة من اجل النجاة من دائرة الموت. لأن "معا سننتصر" هي رؤية الدولتين.

MENAFN20112023000072011014ID1107461035


إخلاء المسؤولية القانونية:
تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.