Sunday, 10 December 2023 12:40 GMT



ثمن تجاهل التحذيرات

(MENAFN- Alghad Newspaper) هآرتس

أسرة التحرير 20/11/2023

"قبل شهر من الحرب جلست في غرفة العمليات وفي حوالي الساعة السابعة صباحا وصلت الى المنطقة.. الى جانب أحد أبراج الرصد لحماس، عشرات المركبات والتندرات"، هكذا تستعيد الذاكرة احدى مجندات المراقبة التي خدمت في قاعدة كتيبة غزة وبقيت على قيد الحياة. "بعد بضع دقائق، وقفت الى جانبها مركبة فاخرة.. كان واضحا ان هؤلاء أيضا أعضاء من النخبة.. انتشروا هناك للارشاد مع نواظير وهم يشيرون الى الجانب الإسرائيلي".
وجهت مجندة المراقبة الكاميرا الى واحد من المسؤولين الكبار هناك، وقربت الصورة، وتقول "أشار لي باصبعه" تستعيد الذاكرة، وتعترف انها فوجئت. وفي هذه المرحلة دعت قائدتها. "قلت لها انهم يرونني وانه يتحدث الي عبر الكاميرا". قالت مستعيدة الذاكرة. اما ما الذي فعلوه بهذه المعلومة فليس لديها أي فكرة.
تحقيق ينيف كوفوفتش الذي نشر في "هآرتس" أول من أمس يوفر اطلالة الى حجم القصور. بينما في إسرائيل منذ 7 تشرين الأول (أكتوبر) يتأثرون بذكاء حماس التي نجحت في خداع القوة العسكرية لإسرائيل واستخباراتها، فانك اذا سألت مجندات المراقبة فإنهن يؤمن بأن حماس بالذات اهملت. على حد قولهن لم تحاول المنظمة حتى إخفاء الامر. كل شيء كان مكشوفا ومعروفا. غير انهم في الجيش الإسرائيلي رفضوا ان يروا او الادق رفضوا ان يستمعوا لمن رأى وحذر.
حسب مجندات المراقبة، فان خليطا خطيرا من الغرور والكبر الرجولي منع القيادة العليا في فرقة غزة وقيادة المنطقة الجنوبية من الاستماع على التحذيرات. "هذه منظومة كلها فتيات وقائدات شابات"، قالت احداهن. "لا شك انه لو كان يجلس على هذه الشاشات رجال لبدت الأمور مختلفة"، اضافت بقناعة.
لا يدور الحديث عن اخطار لمرة واحدة بل عن قائمة طويلة من الاخطارات، تضمنت تقارير عن استعدادات حماس على مقربة من الجدار، عن نشاط حواماتها في الأشهر الأخيرة، عن مقدمة لإخراج الكاميرات عن الفاعلية، عن استخدام واسع للتندرات والدراجات الهوائية وكذا عن تدريبات على إصابة الدبابات. وعلى حد قول واحدة منهن: ليس هذا لشرفهم ان يسمعوا مجندة برتبة عريف ترى على مدى سنتين الشاشة إياها وتعرف كل حجر وكل ذرة رمال تقول لهم شيئا ما معاكسا لما يقوله لهم ضباط الاستخبارات الكبار".
لو كانوا استمعوا الى مجندات المراقبة اللواتي كن يعرفن الجبهة جيدا واعلنوا عن "اخطار حار" لبدا كل شيء مختلفا. لو انهم لم يتركونهن بلا حماية في الاستحكامات لكان عشرات مجندات المراقبة اللواتي قتلن واختطفن معنا اليوم.
ينبغي الامل في ان في اللجنة التي ستقام بعد الحرب للتحقيق في القصور سيستمعون لمجندات المراقبة اللواتي خدمن في قاعدة كتيبة غزة اكثر مما استمعوا لهن قبلها.

MENAFN20112023000072011014ID1107461034


إخلاء المسؤولية القانونية:
تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.