(
MENAFN- Alghad Newspaper)
غزة - تعصف أزمات عدة بأكثر من 600 ألف نسمة في مدينة رفح أقصى جنوب قطاع غزة على الحدود مع مصر، من بينهم 300 ألف نازح لجؤوا إلى المدينة من شمال القطاع، بعدما اكتظت جميع المدارس الحكومية، وتلك التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) بالنازحين، إضافة إلى منازل الأقارب والأصدقاء، ومقار الأندية الرياضية والاجتماعية.
وتعتبر رفح إحدى المدن التي حددها جيش الاحتلال في إنذاراته المتكررة لسكان مدينة غزة وشمال القطاع، بالتوجه إليها جنوبا، وهي مدينة غير مؤهلة من حيث المرافق الخدمية والبنى التحتية، لاستقبال مئات آلاف النازحين الذين يعيشون واقعا إنسانيا مترديا.
وقال رئيس بلدية رفح الدكتور أحمد الصوفي إن "الحرب الدموية والمدمرة، فاقمت من الواقع المأساوي للمدينة، والذي تعاني منه بالأساس من أزمات كثيرة، ناجمة عن سنوات الحصار الطويلة".
الى ذلك، تكتظ أسواق مدينة رفح بالنازحين الذين تركوا خلفهم منازلهم وكافة ممتلكاتهم، وخرج غالبيتهم بالملابس التي يرتدونها، يبحثون اليوم عن مستلزمات أساسية بالأسواق.
وما يزال يتوفر بأسواق رفح سلع أكثر من بقية المدن، لكنها تبقى أقل من حاجة السكان المحليين، الأمر الذي دفع بأسعار بعض السلع للارتفاع، وسط توقف عمل المعابر منذ اندلاع العدوان.
ويعيش نحو 1.5 مليون نازح جنوب القطاع أوضاعا صعبة، بعد تركهم منازلهم جراء الحرب الإسرائيلية المدمرة في 7 تشرين الأول(اكتوبر) الماضي، و"معظمهم ينامون في الشوارع" وفق الهلال الأحمر الفلسطيني.
ندرة البضائع
ويتزامن ذلك أيضا، مع عدم توفر السيولة المالية لدى النازحين، بسبب غلق البنوك أبوابها وتعطل عمل غالبية أجهزة الصراف الآلي التابعة لفروع المصارف داخل القطاع.
ويبلغ إجمالي قيمة ودائع العملاء في قطاع غزة لدى البنوك العاملة بالسوق المحلية نحو 1.6 مليار دولار، حتى نهاية أيلول(سبتمبر) الماضي (أحدث بيانات متوفرة)، بحسب سلطة النقد الفلسطينية.
ويقول تجار فلسطينيون في سوق رفح، إن ارتفاع الأسعار يعود لندرة البضائع الموجودة بعد مرور أكثر من شهر ونصف على إغلاق الاحتلال لمعابر القطاع ومنعها من دخول البضائع والسلع الأساسية.
كما ارتفعت أسعار النقل بين مدن جنوب القطاع، نظرا لعدم دخول الوقود للاستخدام المدني منذ بدء الحرب، وارتفاع سعر المتواجد منه لعدة أضعاف.
من جانب آخر، فإن رفوف المحال التجارية في مدن جنوب القطاع باتت تخلو من المواد الغذائية الأمر الذي يلقي بظلال سلبية على السكان.
أسامة حسن، الذي نزح من حي الرمال في الأيام الأولى للحرب، يقول إن المنخفض الجوي فاقم أزمات النازحين الباحثين عن ملابس ومعدات تدفئة بدائية.
وأضاف "العرض والطلب على السلع الأساسية، رفع أسعارها بشكل متباين.. المطلوب اليوم هو تكثيف إدخال المساعدات العالقة على الجانب المصري من معبر رفح".
والأسبوع الماضي، قال الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، إن التضخم في قطاع غزة، صعد بنسبة 12 بالمائة على أساس شهري بسبب ارتفاع الأسعار الناتجة عن الحرب.
كما ارتفعت أسعار نقل الركاب عن طريق البر بنسبة 172.37 بالمائة، وسط شح الوقود، وفي ظل نزوح عدد كبير من الأسر في قطاع غزة من شماله إلى وسطه وجنوبه.
وارتفعت أسعار المحروقات السائلة المستخدمة وقودا للسيارات "الديزل" بنسبة 129.17 بالمائة، وارتفاع أسعار "البنزين" بنسبة 117.71 بالمائة، والمياه المعدنية بنسبة 74.11 بالمائة، والخضراوات بنسبة 31.73 بالمائة.
اوضاع قاسية
ريهام المصري (38 عاما)، تقول إنها نزحت منذ أسبوعين من منزلها الواقع في حي النصر شمال غرب مدينة غزة، وخرجت هي وأطفالها تحت قصف عنيف.
وأضافت: "قضينا أياما مرعبة في المنزل.. شن جيش الاحتلال أحزمة نارية عنيفة في مناطق سكنية مأهولة".
وتستكمل: "اليوم نبحث عن ملابس ومستلزمات، في وقت دخل المنخفض الجوي إلى القطاع.. اشتداد برودة الطقس يضاعف من المعاناة".
أحوال جوية سيئة
وللمرة الثانية منذ بدء العدوان، يضرب منخفض جوي قطاع غزة، الأمر الذي يزيد من معاناة النازحين خاصة المتواجدين داخل مراكز الإيواء والتي تفتقد لأدنى مقومات الحياة.
وبحسب بيان صادر عن دائرة الأرصاد الجوية الفلسطينية، تأثرت فلسطين بمنخفض جوي مصحوب بكتلة هوائية باردة، وطرأ انخفاض ملموس على درجات الحرارة وسقطت الأمطار؛ ويستمر المنخفض حتى اليوم.-(وكالات)
MENAFN20112023000072011014ID1107461032