(MENAFN- Swissinfo)
صورة يعود تاريخها إلى 17 يونيو 2007 تظهر أفرادا من شركة الأمن الأمريكية "بلاك ووتر" لدى قيامهم بحماية بول بريمر، الحاكم الأمريكي للعراق آنذاك وهو يستقل طائرة مروحية في مدينة الحلة العراقية. وكانت الحكومة العراقية ألغت ترخيص شركة بلاك ووتر، إحدى أبرز شركات الأمن الأمريكية الخاصة العاملة في العراق، بعد معركة بالأسلحة النارية أسفرت عن مقتل ثمانية مدنيين عراقيين في 16 سبتمبر 2007. Wathiq Khuzaie/Keystone
في الآونة الأخيرة، يتم اللجوء أحياناً، إلى الشركات العسكرية والأمنية الخاصة، بغية القيام بمهام الجنود في ساحات المعارك. ومن خلال تعزيزها ودعمها لميثاق يحدد قواعد السلوك الذي يجب الالتزام بها، ترمي سويسرا إلى إلزام المتعاقدين من هذه الشركات باحترام مقتضيات القانون الدولي.
هذا المحتوى تم نشره يوم 30 مارس 2023 يوليو, 30 مارس 2023 دقائق أريان لوتي خبيرة في الأعمال التجارية وحقوق الإنسان. قبل أن تصبح دبلوماسية سويسرية، قادت تقييمات التأثير لشركات متعددة الجنسيات في جميع أنحاء العالم. أثناء وجودها في وزارة الخارجية، تم تعيينها في إيران وعملت في مجال السياسة الأمنية. ومنذ عام 2020، تقوم أريان بتغطية الشؤون الدولية لمجلات ودوريات متعددة.
مقالات أخرى للكاتب (ة) Español
(es)
cómo una organización con sede en suiza regula a los contratistas militares Português
(pt)
como uma organização regulamenta prestadores de serviços no setor militar 中文
(zh)
瑞士组织如何监管军事承包商 Français
(fr)
comment l'activité des compagnies privées de sécurité est encadrée depuis la suisse Pусский
(ru)
можно ли заставить чвк «вагнер» соблюдать права человека? English
(en)
how a swiss-based organisation is regulating military contractors (الأصلي) 日本語
(ja)
民間軍事会社に国際法を守らせるには? 中文
(zh)
瑞士組織如何監管軍事承包商 Italiano
(it)
dalla svizzera un codice di condotta per le milizie private
من برج تجاري في منطقة جنيف الدولية، يراقب جيمي وليامسون عن كثب، ظهور تفاصيل جديدة حول تجنيد السجناء وجرائم الحرب المحتملة من قبل "مجموعة فاغنر"، بعد فرار أحد المجنّدين فيها إلى النرويج في شهر يناير الماضي، في وقت يلعب فيه الجيش الخاص الذي يُديره أحد أفراد الأوليغارشية الروسية، دوراً فعالاً في تعزيز الوجود الروسي في أوكرانيا والعديد من البلدان الإفريقية.
وتُعتبر هذه الحادثة من أبرز الأمثلة لاتجاه أوسع نحو خصخصة الحرب والأمن. ولا تتوفّر البيانات حول الأعداد الدقيقة للمجندين والمتعاقدين الذين يقومون بالمهمّات الأمنية الخاصة، أو حجم الأموال التي يتم رصدها في سبيل ذلك، وهذا الأمر تتباين حوله آراء الخبراء في هذا المجال. ويشير المعنيّون في شركة Future Market Insights إلى أن قيمة هذا القطاع كانت تبلغ 80 مليار دولار في عام 2022، متوقّعين أن يشهد هذا الأخير معدّل نمو بنسبة تبلغ 3.7% حتى عام 2032. في حين، قدّر المعنيّون في شركة Vantage Market Research حجم القطاع بما قدره 242 مليار دولار في عام 2021، متوقّعين معدّل نمو سنوي بنسبة 7.2% حتى عام 2028. وتشمل هذه التقديرات العمليات العسكرية. أما مركز جنيف للرقابة الديمقراطية على القوات المسلحة (اختصارا DCAF) فتشير تقديراته لعام 2017، إلى أن ما مجموعه 11 مليون على الأقل من أفراد الأمن موظفون لدى 77000 شرك عسكرية وأمنية خاصة. وهذه الأرقام تظل تقريبية أن مركز جنيف للرقابة الديمقراطية على القوات المسلحة لا يأخذ بعين الاعتبار إلا معطيات شركات الأمن الخاصة المسجلة وموظفيها ولا تشمل الأسواق الرمادية والسوداء الكبيرة الموجودة لخدمات الأمن الخاصة. ومن المتوقع أن أن ك هذه الأرقام قد ارتفعت منذ عام 2017.
محتويات خارجية يعمل وليامسون تحديداً على منع جرائم الحرب المزعومة التي تم الإبلاغ عنها ضد مجموعات مثل "فاغنر"، ويترأس الجمعية المسؤولة عن مدونة قواعد السلوك الدولية للشركات العسكرية والأمنية الخاصة (اختصارا ICoCA). ويعود تاريخ هذا الميثاق إلى مبادرة سويسرية تم تطويرها في عام 2010 في أعقاب الحرب التي قادتها الولايات المتحدة في العراق، بعد أن قتل متعاقدون عسكريّون من شركة "بلاك ووتر" 14 مدنياً في ساحة عامة وسط بغداد. على إثر ذلك، اتفقت الحكومات والشركات الأمنية الخاصة ومنظمات المجتمع المدني على مجموعة من المبادئ المشتركة، تهدف إلى تعزيز احترام حقوق الإنسان والالتزام بالقانون الإنساني. وفي عام 2013، أبصرت جمعية مدونة قواعد السلوك الدولية، والتي يشار إليها بـ ICoCA النور، وتم تسجيلها لدى المراجع المعنية باعتبارها منظمة سويسرية غير ربحية.
مقاتل من مجموعة فاغنر يقف أمام مبنى دمرته نيران كثيفة في بلدة سوليدار المحاصرة شمال دونيتسك، 29 يناير 2023. Ivan Noyabrev/Keystone
"هذا المجال الذي نعمل فيه يتخطى بأشواط ممارسات فاغنر"، يوضح وليامسون من مكتبه الصغير، في إشارة إلى كل ما تغطيه مدونة قواعد السلوك. ويضيف قائلاً: "اليوم يتم اللجوء إلى توفير الأمن في كل مكان، وحيثما يكون هناك خطر انتهاك لحقوق الإنسان من قبل المعنيين بالخدمات الأمنية الخاصة، فإن القيمين على احترام قواعد المدونة، يعتبرون أنفسهم معنيّين بما يجري". ويشمل هذا مراكز اللجوء عندما تتم حراستها من قِبَل أمنيين متعاقدين، أو في العمليات المتعلّقة بزرع الألغام التي تعتمد على توفير الأمن خارج المناطق المستهدفة، أو في مناطق الحرب عندما تقوم الجيوش بالاستعانة بمصادر خارجية من المتعهدين للقيام بمهام مثل التدريب أو النقل أو إدارة الذخيرة.
محتويات خارجية قد يبدو رفع المعايير السلوكية في قطاع متنام ٍ وتحيط به السريّة وكأنه خطوة غير مجدية. ويرى العديد من المتعاقدين من القطاع الخاص، أن فرض المزيد من الشفافية على نشاطاتهم يمثّل خطراً على سمعتهم وأمنهم، حتى ولو كانت معظم الشركات لا تستخدم الأسلحة في أعمالها. أما الحصة التي تغطيها جمعية ICoCA من هذا القطاع فهي حصة صغيرة، حيث تم إدراج حوالي 117 شركة أمنية على الموقع الإلكتروني للجمعية، وهو ما يعني أن هذه الشركات التزمت بالعمل وفقاً لبنود المدونة، وتقوم بتلبية متطلبات الإبلاغ والمراقبة والتقييم. هناك فقط 54 شركة من بين هذه الشركات، تمت مراجعة ممارساتها التجارية خارجياً ثم تمّ تأهيلها كـ "شركات عضوة معتمدة".
واليوم، هناك بعض الشركات الأمنية الكبيرة مثل"جي فور إس" G4S أو " غاردا وورلد" GardaWorld التي أعلنت التزامها بمدونة قواعد السلوك، مما دفع الشركات الأخرى إلى اتباع نفس النهج. ويصرّح وليامسون قائلاً: "تعمل الشركات العضوة في ICoCA في أكثر من خمسين موقعاً مختلفاً، وتضم عشرات الآلاف من المتعاونين".
محتويات خارجية أما مجموعة "كونستيليس" Constellis ، التي استحوذت على ما تبقّى من أسهم شركة "بلاك ووتر" Blackwater بعد عدة جولات من تغيير علامتها التجارية، فقد صادقت في عام 2017 على أنشطة هذه الأخيرة الفرعية العاملة في أفغانستان والعراق. واليوم، أصبح نائب الرئيس العالمي لتطوير الأعمال في المجموعة، ميشيل كوين، عضواً في مجلس إدارة ICoCA. وفي هذا الشأن، يوضح وليامسون قائلاً : "بعد البحث والتدقيق تبيّن لنا، أن أداء العاملين في هذه المجموعة مختلف تماماً عن أداء نظرائهم في "بلاك ووتر".
الرهان على أخذ الحذرمن حيث المبدأ، فإن القيّمين على جمعية ICoCA مستعدون للتعامل مع أي شخص يمكن أن يكون له تأثير على مجريات الأمور، بما في ذلك مجموعة“فاغنر". وفي هذا الإطار يوضح وليامسون، الذي عمل في العديد من مناطق الأزمات لدى اللجنة الدولية للصليب الأحمر قبل الانضمام إلى الجمعية المسؤولة عن مدونة قواعد السلوك الدولية ICoCA، قائلاً : "سيكون من المستحيل عمليّاً أن تصبح مجموعة "فاغنر"، شركة عضوة في الجمعية"، ويضيف: "لكننا بحاجة إلى التعامل مع الشركات التي لديها سجل إنجازات سيئ - هنا تحديداً ينبغي علينا إحداث فروقات في الأداء، لمنع أي مخالفات أخرى وضمان المساءلة."
ولكن، في أوكرانيا، حيث يخوض متعاقدو "فاغنر" حرب فلاديمير بوتين، فإن التواصل مع الكيان التجاري لـ"فاغنر" لم يحقق الهدف المنشود، كما يشرح وليامسون. ويقول: "يُعتبر النموذج في أوكرانيا نموذجاً مستحدثاً. والعاملون في هذا الكيان ليسوا حكوميين، لكنهم مرتبطون بشكل واضح بالدولة - الجناح الخاص للجيش الروسي. لقد انتقل النقاش والحلول المطروحة لبعض الممارسات إلى مستوى سياسي وحكومي أعلى بكثير". ومن منظور قانوني، فإن مقاتلي "فاغنر" في أوكرانيا ليسوا مرتزقة، فاتفاقيات جنيف تحدد المرتزقة بعدم كونهم من رعايا طرف مشارك في النزاع، وبوجوب أن تكون الرغبة في تحقيق مكاسب شخصية من وراء خدماتهم.
ويوضح وليامسون أنه في بلدان أخرى، يمكن توفير العديد من الخدمات التي تقدمها "فاغنر" من قبل أي شركة أمنية. ويشرح قائلاً: "هناك شركات أمنية تتعاون مع قوات حفظ السلام أو تقوم بتدريب الشرطة المحلية أو القوات العسكرية. ولقد شهدنا لعقود من الزمن أن العديد من الشركات الغربية قامت بهذه المهام نفسها". وتحاول جمعية ICoCA التعامل مع أي مقاول يتعاطى هذه الأعمال لتشجيعه على إدراك المعايير القانونية التي ينبغي الالتزام بها وحدود الأفعال التي لا يجب تخطيها. ويكمن الهدف في العمل على منع الإضرار بالمدنيين. لكن المدونة تشرح أيضاً حدود الخط الفاصل التي يتجاوزها المقاولون ليتم تصنيفهم بعد ذلك على أنهم مقاتلون، ولم تعد لهم الصفة القانونية كمدنيين.
MENAFN31032023000210011054ID1105918328