Saturday, 10 June 2023 11:44 GMT

«الشمولية البيئية تهديدٌ لجهود مكافحة تغيّر المناخ»

(MENAFN- Swissinfo)
يجب على التجمّعات المواطنية تحديد سياسة المناخ؟ ناشط في مجموعة "تمرد ضد الإنقراض" يطالب بذلك مع لافتة أمام قصر ويستمنستر في لندن، في خريف عام 2022. Keystone / Tolga Akmen

أنجز ريكّي دين، الخبير في العلوم السياسية عدة أبحاث عما يُعرف بـ "تجمّعات المناخ". وبحسب رأيه، فإنه ليس بإمكان الديمقراطيات مواجهة الاحتباس الحراري بالاقتصار على هذه النوعية من التجمّعات المواطنية.

هذا المحتوى تم نشره يوم 26 مارس 2023 يوليو, 26 مارس 2023 دقائق
مقالات أخرى للكاتب (ة) | القسم الألماني مجلس المواطنين

يُعتبر مجلس المواطنين، أو المنتدى التداولي المصغر، أو المجلس المواطني - الذي تُطلق عليه أحيانًا تسمية ترتبط بقضايا محددة كـ "التجمع المناخي" - أداة من أدوات الديمقراطية التداولية التي يُمكن اللجوء إليها من طرف حكومة أو هيئة من هيئات المجتمع المدني.

في العادة، يتم اختيار أعضاء مجلس المواطنين عن طريق القرعة مع مراعاة انعكاس التركيبة السكانية للسكان على تشكيلته النهائية فيما يتعلق بالجنس والمستوى التعليمي والثروة. إثر ذلك، يقوم مجلس المواطنين بالتداول حول قضية معينة ويتوصل إلى إجابة تتضمن أفضل الحجج والمبررات.

في بعض الأحيان، ترتبط تجمّعات أو مجالس المواطنين بمبادرات شعبية، كما كان الحال في أيرلندا. وفي أحيان أخرى، تكون الإجابات والاقتراحات المقدمة من طرفها مجرد إسهام يُضعه الجمهور والحكومة في الحسبان عندما يتم الانتقال إلى مرحلة التنفيذ.

End of insertion

SWI swissinfo.ch: أنت خبير في مركز آراو لدراسات الديمقراطية، وستشارك في ندوة علمية حول "ما الذي نحتاجه، المزيد من الديمقراطية أم الحد منها لمعالجة مشكلة تغيّر المناخ". هل هناك حجة تدعم الحد من الديمقراطية؟

ريكّي دين: في رأيي، لا توجد حجة جيدة للحد من الديمقراطية، ولكن هناك تهديد بالشمولية البيئية فيما يتعلق بتغير المناخ. حتى في البلدان الديمقراطية، غالبًا ما نعلق العمليات الديمقراطية العادية في حالة الطوارئ. رأينا هذا يحدث في زمن انتشار جائحة كوفيد-19.

تقدم الصين على وجه الخصوص نموذجًا للحكم غير الديمقراطي يجده البعض جذّابا. لذا فإن هذا السؤال له مشروعيته: هل سنقلل من انبعاثاتنا من داخل حكمنا الديمقراطي أم أن أوروبا ستتحول في اتجاه أكثر استبدادية في سياساتها؟ لذا فإن التفكير في كيفية معالجة قضية المناخ بشكل أفضل ومن منظور ديمقراطي أمر مهم.


يجري ريكي دين بحثًا عن الابتكارات الديمقراطية في جامعة غوته في فرانكفورت. في بحثه، يجمع بين نظرية الديمقراطية ونظرية الإدارة العامة والعلوم الاجتماعية التجريبية بهدف فهم الحكم التشاركي. دين حاصل على درجة الدكتوراه من كلية لندن للاقتصاد. مُنحت أطروحته للدكتوراه «المكاتب الديمقراطية» جائزة ريتشارد تيتموس للمنح الدراسية المتميزة. / Uwe Dettmar

هل تعتقد أن الدول الاستبدادية تتعامل مع مشكلة تغير المناخ بشكل أفضل؟

لا، بالتأكيد. لكن مؤسساتنا التمثيلية فشلت حتى الآن في التعامل مع هذه المشكلة. لا تزال الأحزاب تقوم بحملاتها على أساس أن الحوكمة الجيدة هي التي تهدف إلى تحقيق النمو الاقتصادي، ويمكن أن ينمو الاستهلاك إلى ما لا نهاية - على الرغم من أننا نعلم أن هذا يدمر البيئة. لم تواجه السياسة التمثيلية مشكلة الاقتصاد السياسي الرئيسية في السنوات القليلة المقبلة: كيف نخلق الشرعية الديمقراطية لتغيير أسلوب حياتنا بحيث تحترم شروط التعامل المجدي مع المسألة البيئية؟

المزيد

المزيد

كيف تستفيد الصين من بعض آليات الديمقراطية

هذا المحتوى تم نشره يوم 24 نوفمبر 2022 يوليو, 24 نوفمبر 2022 لا تقتصر الميزانيات التشاركية على الأنظمة الديمقراطية، إلا أنها لا تطبق في الصين مثلا بدافع الإيمان بالديمقراطية بل لأغراض أخرى.

يضع البعض أملهم في ما يُعرف بـ "تجمّعات المواطنين" أو "مجالس حوارات الجمهور"، و هي أصناف من الديمقراطية التشاركية التي تُدرِّسَها. لماذا يثور جدل حول هذه التجمعات؟

نشأ الكثير منها من الجدل الذي أُثير في جميع أنحاء أوروبا حول كيفية تفسير نتائج المؤتمر الدستوري الأيرلنديرابط خارجي . قرر تجمّع المواطنين بعد المداولات، إضفاء روح من التحررية على قوانين زواج المثليين والإجهاض. ثم عُرِض القراران على الاستفتاء. وأيدت أغلبية الأصوات توصيات تجمّع المواطنين. حدثت هذه النقلة الليبرالية في دولة ذات أغلبية كاثوليكية بالتزامن تقريبًا مع ترؤس دونالد ترامب للولايات المتحدة، وخروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي. ألهم هذا الكثير من الناس، لذلك أصبحت التجمعات المواطنية الأمل الجديد لمُعالجة مشاكل الاستقطاب. لكن لا تزال أقلية كبيرة تصوت لأطروحات المحافظين.

الأكثر منطقية هو أن رأي الأغلبية قد تغيّر بالفعل وأن الأحزاب السياسية لم تغيّر موقفها لأنه لا تزال هناك كتلة كبيرة من الناخبين المتدينين المحافظين الذين لم ترغب الأحزاب في خسارة أصواتهم. لقد تمكن تجمّع المواطنين والاستفتاء من كسر جمود النظام السياسي، وتحديث القانون بما يتماشى مع رأي الأغلبية. هذا في الواقع مفيد للغاية، لكنه ليس هو الأمر الذي جعل تجمّعات المواطنين تحظى بشعبية كبيرة. لقد أصبح يُنظر إليها على أنها حل للمشاكل الكبيرة التي تُعيق الديمقراطية التمثيلية، مثل الشعبوية والاستقطاب.

لقد كنت من ضمن الذين شاركوا في إعداد دراسةرابط خارجي قارنت أوّل ستة تجمّعات مناخية وطنية في فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة وأسكوتلندا وايرلندا والدنمارك. إلى ماذا خلُصت من ذلك؟

لقد قمنا بتحقيق حول فكرة ما يعنيه التأثير الناجح لتجمّع المواطنين. هناك فكرة واسعة الانتشار مفادها أن حوارات الجمهور يكون لها تأثير ناجح فقط إذ تمكنت من تغيير نتائج صنع السياسات بشكل مباشر.

أنا أيضا أعتقد أن هذا سيكون دافعي الأوّل. أليس هذا منطقيا؟

إنها طريقة منطقية للتفكير في الأمر. لكنها تستند إلى فكرة خيالية عن السياسة. إن صنع السياسات والإدارة عمليات طويلة ومعقدة يؤثّر فيها مختلف أصحاب المصالح. لتنظيم حدث واحد، ينتج عن ذلك توصيات تغيّر كل شيء. السياسة لا تعمل بهذا الشكل. نحن بحاجة إلى أن نكون أكثر واقعية بشأن الآثار المحتملة لحوارات الجمهور.

على الرغم من أننا نميل إلى الحديث عن التجمّعات المناخية كما لو كانت جميعها متشابهة، وجدنا أن الحالات الست مدمجة في النظام السياسي بطرق مختلفة تمامًا. على سبيل المثال، تم تنظيم الجمعية الدنماركية من قبل إحدى الوزارات، وهي لا تختلف في شيء عن عملية التشاور العادية، لذلك من الغريب النظر إليها بشكل مختلف عن بقية عمليات التشاور. لا نتوقع عادة أن مثل هذه المشاورات تغيّر النقاش العام؛ ولا نعتقد أنها استشارات فاشلة إذا لم تحقق ذلك. من ناحية أخرى، لم يتم تنظيم الجمعية الألمانية من قبل الحكومة، ولكن من قبل المجتمع المدني. ومن غير المعقول أن نتوقع أن يكون لمبادرات المجتمع المدني هذه تأثير كبير على صنع السياسة الحكومية.

MENAFN26032023000210011054ID1105863757


إخلاء المسؤولية القانونية:
تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.

النشرة الإخبارية



آخر الأخبار