(
MENAFN- Saharapr) استضافت أيام الشارقة التراثية في دورتها العشرين محاضرة ثقافية عقدها المقهى الثقافي في متحف بيت النابودة في منطقة ساحة التراث بعنوان (إبداعات تراثية: ملامح وتجارب) شارك فيها الباحث والأكاديمي الدكتور حمد بن صراي، والأستاذ ناصر الدرمكي مدير إدارة التخطيط والسياسات بهيئة الشارقة للمتاحف، والباحث طلال الرميضي من دولة الكويت الشقيقة، وأدار المحاضرة الدكتور عادل الكسادي بمعهد الشارقة للتراث.
التاريخ والتراث.. علاقة وثيقة
في ورقته، أكد الدكتور حمد بن صراي على وجود ترادف وتلازم وثيقين بين التاريخ والتراث، وهو ما استخلصه وتوصل إليه من تجربته الأكاديمية الطويلة وعمله الميداني في المجال التراثي، وأشار إلى أن المنهجية التاريخية حين تطبيقها على المباحث التراثية تؤكد مكانة وأهمية هذا التراث، والذي نتناقله عن الآباء والأجداد.
كبار السن خير حملة للتراث الشعبي
واعتبر صراي عنصر الإبداع في التراث والموروث الشعبي جزءًا أصيلاً من الحياة الثقافية في الإمارات، ويشكل المجتمع نواة ديمومة وتطور هذا التراث وتداوله، من خلال إعادة التصنيع، وتقبله من أفراد المجتمع، موضحًا بأن تطور التراث يكون عبر استعادة ذاكرته واستنطاق رواته ولا سيما كبار السن الذين هم أكثر وعيًا وإدراكًا من بعض المثقفين قليلي الخبرة والمعايشة للتراث، كون كبار السن أشخاصًا مبدعين ويحملون في أنفسهم ما يمكن تسميته بالعقلية الجمعية المتراكمة والتاريخية الكاملة والمتفاعلة مع العصر، ولكل واحد منهم حكاية تحمل في طياتها قصة الأديب والمثقف والشاعر والكاتب والقاص والرسام والفنان.
فجوة لا بد من جسرها
ودعا صراي إلى العمل على جسر الفجوة القائمة حالياً بين الناقلين والمستقبلين للتراث، حيث يتم هذا الانتقال بطريقة غير صحيحة، مشددًا على ضرورة الاستفادة من وسائل التواصل الاجتماعي وتوظيف أثرها العميق في تعزيز الثقافة التراثية والعناية بالموروث.
دور ريادي لمعهد الشارقة للتراث
وأكد على أن أيام الشارقة التراثية بفعالياتها وأنشطتها المتواصلة طوال عشرين عاماً تعتبر من أهم مشاهد الإبداع في الحقل التراثي، والنجاح في تلمس حياة المبدعين في هذا الجانب والتعريف بخطواتهم ومسيرتهم، والربط بين الجانبين العلمي والمادي في تقديم تراث الإمارات ببعديه المشهود والمكتوب، وتزويد الباحثين في التراث بالممكنات العلمية والتدريبية.
تجربة هيئة الشارقة للمتاحف
وبدوره، تحدث الأستاذ ناصر الدرمكي حول الإبداع المتحفي ضمن محور الحفظ والصون، والتعريف الجديد المعتمد من المجلس الدولي للمتاحف حول مفهوم المتحف.
وذكر الدرمكي أن هيئة الشارقة للمتاحف تضم 550 موظفاً وموظفة، وتدير 16 متحفًا متخصصًا، تخدم جميع الفئات المجتمعية وأصحاب التخصص العلمي، كاشفًا بأن هذه المتاحف استقبلت إلى الآن مليون زائر ويتم تقديم 1100 برنامج تعليم سنويًا يستفيد منها حوالي 80 ألف شخص.
واستعرض الدرمكي القوانين والتشريعات المنظمة لعمل المتاحف والآثار والتراث الثقافي في إمارة الشارقة، وأهمية هذه البنية القانونية في حماية التراث وتطوير العمل في هذا الميدان.
وذكر أن عددًا من المشاريع التطويرية لعدد من المتاحف في مراحلها النهائية، حيث من المستهدف أن يتم إعادة افتتاح متحف مدرسة الإصلاح وبيت الشيخ سعيد بن حمد القاسمي بكلباء خلال الفترة المقبلة، حيث تعتمد الهيئة على فريق محلي ماهر ومتخصص في تطوير وإعادة إحياء المتاحف.
وتحدث حول دور الهيئة في نشر الإصدار التخصصية في مجال التراث والآثار وإجراء البحوث بالتنسيق مع الجامعات والجهات الأكاديمية.
واختتم الدرمكي ورقته باستعراض عدد من المبادرات النوعية والتطويرية التي تقدمها الهيئة حاليًا ومنها مبادرة متاحف على الطريق، وتجربة الواقع المعزز لاستعراض قصة نصب المقاومة في مدينة خورفكان، والتعاون بين الهيئة وإدارة المؤسسة العقابية والإصلاحية، وغيرها من المبادرات المرتبطة بالمقتنيات والمخطوطات والأعمال التركيبية والنحت.
الغوص على اللؤلؤ في سيلان
وأما الأستاذ طلال الرميضي، فكان ورقته حول تجربة أهل الخليج في الغوص على اللؤلؤ في بدايات القرن العشرين في جزيرة سيلان (سريلانكا حاليًا)، والتي كانوا يقومون بها في نهاية شهر فبراير من كل عام، ويقطعون الطريق بحرًا من الخليج العربي إلى تلك المنطقة البعيدة، طالبين الرزق الحلال.
واستعرض الرميضي مشاهد مختلفة من معاناة الآباء والأجداد في هذه التجربة التي لم تكن تخلو من الصعوبة والقسوة والتضحية، ولا سيما مع وجود المستعمر الإنجليزي وسيطرته على تلك المناطق في الهند وجنوبها، واستئثارهم بالنصيب الأكبر من حصيلة اللؤلؤ.
MENAFN19032023005141011673ID1105810138