Saturday, 10 June 2023 06:16 GMT

لماذا تنفد مخازن البلاد الموزعة للأدوية من المستحضرات الصيدلانية ؟

(MENAFN- Swissinfo)
تُعاني سويسرا من نقص في مروحة واسعة من الأدوية بدءا بالمضادات الحيوية المنقذة للحياة وانتهاء بعلاجات السرطان والصرع. © Keystone / Christian Beutler

تُعتبر سويسرا بلا منازع من أهم الدول الرائدة في قطاع الصناعة الصيدلانية؛ فهي مقر اثنتين من أكبر شركات صناعة الأدوية في العالم – روش Roche ونوفارتس Novartis - ومئات من شركات التكنولوجيا الحيوية الأصغر. ولكن، هل يمكن لدولة تزود العالم بكميات كبيرة من الأدوية أن تواجه نقصاً في مخزونها على الصعيد المحلي؟

هذا المحتوى تم نشره يوم 17 مارس 2023 يوليو, 17 مارس 2023 دقائق

تغطي جيسيكا الجيد والسيئ والبغيض عندما يتعلق الأمر بالشركات العالمية الكبرى وتأثيرها في سويسرا وخارجها. تبحث دائماً عن صِلة سويسرية مع مسقط رأسها سان فرانسيسكو، وسوف يُسعدها مناقشة أسباب إنتاج هذه المقاطعة بعضاً من أعظم الابتكارات، ولكنها على ما يبدو غير قادرة على حل أزمة السكن فيها.

مقالات أخرى للكاتب (ة) | القسم الإنجليزي
  • English (en) why the world's pharma hub is running out of pharmaceuticals (الأصلي)

على مدى الأشهر الثلاثة الماضينة، غمرت التقارير الإخبارية عن نقص الأدوية وسائل الإعلام السويسرية. وشمل هذا النقص مختلف العلاجات، من المضاد الحيوي 'أموكسيسيلين' ومسكنات الألم الشائعة مثل 'الإيبوبروفين إلى علاجات الأمراض المزمنة مثل باركنسون وأمراض القلب والصرع.

ووفقاً للموقع الإلكتروني drugshortage.chرابط خارجي ، الذي أنشأته الصيدلانية السويسرية إينيا مارتينيلي، فإن ما لا يقل عن 1000 مستحضر من المستحضرات الدوائية التي تصرف بوصفة طبية كانت 'غير متوفرة' في أوائل شهر مارس، مقارنة بحوالي 450 في شهر مايو الماضي. وأفاد المكتب الفدرالي للإمداد الاقتصادي الوطني أنه سُجلت تأخيرات في آجال التسليم لعدد من الأدوية بلغ حوالي 140 دواء أساسياً، أو كان هناك نفاذ في مخزون هذه الأدوية إلى أجل غير مسمى، أو تم سحبها من السوق بالكامل في أوائل شهر مارس المنصرم مقارنة بـ 48 دواء كان عرضة لنفس الظروف الآنفة الذكر في عام 2017.

محتويات خارجية

وفي هذا الصدد، صرّحترابط خارجي مارتينيلي لقناة الإذاعة والتلفزيون العمومية السويسرية الناطقة بالألمانيةSRF في شهر نوفمبر الماضي قائلة: 'إنه رقم قياسي محزن حققناه'. وبحلول شهر فبراير، صنفت السلطات السويسرية حالة إمدادات الأدوية على أنها 'معضلة' لا بد من إيجاد حلول فورية لها، وشكلت فريق عمل للقيام بهذه المهمة.

نقص الأدوية ليس بالأمر الجديد في سويسرا، لكن أنواع الأدوية المفقودة من على أرفف الصيدليات، والسرعة التي اختفت بها، وطول فترة النقص، كانت عوامل مثيرة للقلق. 'قبل عشرين عاماً، كنا نسجّل نقصاً لدواء واحد شهرياً؛ أما الآن، فنحن إزاء نقص يخص ما بين أربعة إلى خمسة أدوية يوميّاً، وهذا أمر يدعو إلى القلق. لقد نفد أكثر من 150 دواء من المخزون منذ بداية العام'، كما يقولرابط خارجي صيدلي يعمل في مستشفى لصحيفة 'لوتون' الصادرة باللغة الفرنسية في جنيف يوم 21 فبراير الماضي.

هذا الواقع لا تعاني منه سويسرا وحدها؛ فمعظم دول أوروبا تواجه نقصاً حاداً في مخزون الأدوية بعد تخفيف الاجراءات المرتبطة بوضع الكمامات، مما أدى إلى ارتفاع حاد في نزلات البرد والتهابات الجهاز التنفسي وحالات الإنفلونزا خلال فصل الشتاء. ولكن عدداً قليلاً من دول العالم لديها هذه الكثافة في عدد شركات الأدوية المتواجدة فيها، الأمر الذي ترك العديد من المعنيين السويسريين في حيرة من أمرهم.

محتويات خارجية صندوق أسـود

في تقريررابط خارجي له نُشر في شهر فبراير 2023، أفاد المكتب الفدرالي للصحة العامة بأن أحد الأسباب الرئيسية لعدم تمكن سويسرا من تجنب حدوث نقص في مخزون الأدوية الذي له تداعياته على العديد من البلدان الأخرى، يكمن في عدم امتلاكها نظرة عامة واضحة وشاملة للمشكلة، حيث يقوم مكتب الإمداد الوطني بتتبع مخزون الأدوية التي يعتبرها أدوية أساسية فقط. المورد الآخر الوحيد للمعطيات بهذا الشأن، هو موقع مارتينيلي الإلكتروني الخاص بالأدوية التي تستلزم وصفة طبية. وهذا الموقع تم إنشاؤه كمبادرة مستقلة، ويعتمد في معطياته على التقارير التي تقدّم من قِبَل كل من الشركات المصنعة والصيادلة، ولا تشمل هذه التقارير الأدوية التي لا تستلزم وصفة طبية كشراب السعال مثلاً.

علاوة على ذلك، فإن مختلف وكالات الأدوية لديها وجهة نظر فيما يتعلق بأجزاء مختلفة من سلسلة التوريد. والجدير بالذكر هنا، أن المسؤولية الرئيسية عن تلبية احتياجات المرضى وشراء الأدوية، تقع على عاتق المعنيين في كل كانتون (وعددها 26)، أما تسعير الأدوية وسداد تكاليفها فهما من مهام وزارة الصحة الفدرالية. وهناك أيضاً كل من مكتب الإمداد الوطني، الذي يقوم بتتبع مسار السلع الأساسية من الأدوية ويقوم بتخزينها، والهيئة السويسرية لترخيص ومراقبة المُنتجات العلاجية (اختصارا Swissmedic)، المكلفة بإعطاء الموافقات على طرق تصنيع الأدوية وتسويقها ومراقبة سلامة المرضى.

هذا الاختلاف في مهام الجهات المعنية بالأدوية، يجعل من إمكانية التخطيط والتنبؤ وكذلك تلبية أي زيادة غير متوقعة في الطلب أمراً صعباً، كما كان الحال خلال هذا الفصل من الشتاء.

تقول مارتينيلي لـ SWI swissinfo.ch :'الشفافية مطلوبة لتحديد مواطن الصعوبات في سلسلة التوريد. هذه هي الطريقة الوحيدة لمنع الاختناقات في العرض'، وتضيف: 'بصفتي صيدلانية، أستطيع القول إن معرفتي المُسبقة بالمدة الزمنية التي سيستغرقها تسليم دواء، تعطيني إمكانية التصرف على ضوء ذلك وتقرير ما يجب القيام به'.

من ناحيته، يرى كوستاس سيلفياريدي، خبير سلسلة التوريد والمشتريات في كلية الإدارة بجامعة لانكستر، أن الشفافية في كل مراحل التوريد غائبة تماماً، ويقول: 'هذه مشكلة أساسية كبيرة؛ فليس لدينا رؤية واضحة فيما يجري في سلسلة التوريد لمنتج معين'. كما يلاحظ أن هناك معرفة ضئيلة فيما يتعلّق بمكان إنتاج المنتج وبعدد المورّدين المعنيين، ويعلق قائلاً: 'إذا كنت تعلم أن هناك مصنعاً واحداً فقط يقوم بإنتاج المواد الخام، فهذا يجعلك تعمل على تنويع القاعدة الإنتاجية. لكن التعامل مع هذه المعلومات يتم على أساس اعتبارها طي الكتمان، وبمثابة أسرار تجارية من قبل الشركات المُنتجة للأدوية'.

MENAFN17032023000210011054ID1105802992


إخلاء المسؤولية القانونية:
تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.