(MENAFN- Swissinfo)
باقة مليئة بالمثل التعاونية: الاقتصاد المشترك، وحماية المستهلك، والمساواة بين الجنسين Dora Hauth-Trachsler/Schweizersiches Sozialarchiv
تحضُرُ كلمةُ 'تعاونيّة' في الحياةِ اليوميّةِ السويسريّةِ بشَكلٍ واسع، لكنَّ ما يتُمُّ نسيانُه هو أنَّ هذه الكلمة تشير إلى حركةٌ ذات امتداد عالمي. حركة لا تهدف إلى توفير إيجارات في متناول المستهلكين والمستهلكات فحسب، بلْ تدافع عنِ السّلامِ العالميِّ أَيضًا.
هذا المحتوى تم نشره يوم 28 يناير 2023 - 09:00 يوليو, 28 يناير 2023 - 09:00 مقالات أخرى للكاتب (ة) | القسم الألماني Deutsch
(de)
genossenschaften: weltbewegung für den frieden (الأصلي) Français
(fr)
quand les coopératives pensaient éviter la guerre mondiale Pусский
(ru)
как кооперативы намеревались бороться за мир во всем мире! English
(en)
when cooperatives wanted to prevent a world war Italiano
(it)
quando le cooperative volevano salvare il mondo
'نفوذنا كان محدودا للغاية'؛ بصعوبةٍ كانَ 'رودولف كُندِج' يجدُ الكلماتِ المناسِبةَ، وهو يتحدّثُ في كازينو مدينة بازل في عام 2021: 'لقدْ تبخّر الاعتقادُ بأنَّنا، كمنتسِبينَ ومنتسِباتٍ لتعاونيّات، كان بامكاننا منع نشوب حرب'.
رئيسُ مجلسِ الإشرافِ على رابطةِ تعاونيات الاستهلاكِ السويسريّةِ كانَ يفتتحُ بخطابه هذا المؤتمرَ الدّوليَّ العاشرَ للتحالفِ التعاونيِّ الدّولي (ICA) .
عندما جرى تنظيم هذا اللقاء في المرة السابقة، كانَ يحكمُ في روسيا قيصرٌ وفي ألمانيا إمبراطور. للمرّةِ الأولى بعدَ الحربِ كانَ 'عالَمُ التعاونيّاتِ بأسرِهِ' يترقّبُ المؤتمرَ بـ'باهتمام كبير' و بـ'توقّعاتٍ ليستْ أقلَّ منْ ذلكَ'.
منذُ عقودٍ كانتِ التعاونيّةُ الدوليّةُ قدِ اتّخذتْ موقفًا واضحًا مِنَ الحرب، فقدِ اعتبرَ التحالفُ التعاونيُّ الدوليُّ نفسَهُ حركةً منْ أجلِ السّلام. على الرُّغمِ منْ ذلكَ كانتِ الحركةُ التعاونيّةُ تؤكّدُ باستمرارٍ بأَنّها 'حركةٌ اقتصاديّةٌ وليستْ سياسيّة'، لكنَّ فَهمَها الاقتصاديَّ كانَ شاملًا إلى درجةٍ أنّها كانتْ مقتنِعةً بالتَّأثيرِ السّلميِّ للتّعاونيات.
'عملٌ هادفٌ إلى التوفيقِ بيْنَ الشُّعوب'كانَ يستمعُ لـ 'رودولف كُندِج' في كازينو مدينةِ بازل مندوبونَ ومندوباتٌ منَ الأرجنتينِ حتّى أوكرانيا، ومنْ ليتوانيا حتى الولاياتِ المتحدةِ الأمريكيّة. الحركةُ في بريطانيا، حيثُ بدأَتِ التّعاونيّاتُ الحديثةُ في القَرنِ التّاسعَ عشرَ، أرسلتْ لوحدِها مئةً من المندوبينَ والمندوباتِ. الدولُ الأوروبيّةُ الغربيّةُ رفضَتْ أنْ تمنحَ التأشيراتِ لأولئكَ اللواتي أو الذينَ كانوا يريدونَ القدومَ منَ الاتّحاد السوفياتيّ.
المشاركون في المؤتمر الدولي العاشر للتعاونيات في بازل. Schweizerisches Sozialarchiv
لمْ يكُنِ الحاضرونَ والحاضراتُ في مؤتمرِ بازلَ منَ المنتسباتِ والمنتسبينَ إلى التعاونيّاتِ فقطْ. رئيسُ الاتّحادِ السويسريِّ وممثلونَ عنْ حكوماتِ أربعةِ كانتونات، كانوا أيضًا هناك، كذلكَ عُصبةُ الأُممِ حديثةُ العهْدِ، والتي كشفَ مساعدُ أَمينِها العامِّ، اليابانيُّ 'إنازو نيتوبي'، في كلمتِهِ، عنْ تعاطُفٍ كبيرٍ، إذْ قالَ: 'إِنَّ عُصبةَ الأُممِ لديْها اهتمامٌ كبيرٌ بالمؤتمر، وهيَ أَكثرُ اهتمامًا بالحركةِ التعاونيّةِ من غالبيّةِ المؤسّسات'. ثمَّ أضافَ: 'لقدْ أَصبحَ منَ الواضِحِ لي بأنَّ عُصبةَ الأُممِ والحركةَ التعاونيّةَ تسعَيانِ إلى الهدفِ ذاتِهِ'.
ووصفَ 'إنازو نيتوبي' الحركةَ التعاونيّةَ بأَنّها 'جسرٌ للتواصلِ' بينَ 'النّظامِ الاقتصاديِّ الرأسماليِّ المحْضِ، ومناهضيهِ الشيوعيّينَ والاشتراكيّيْن'، وأعربَ عنْ 'تقديرِ العُصبةِ لعملِ الحركةِ الهادفِ إلى التوفيق بين الشعوب'.
وَفقًا للمؤرخةِ 'ريتا رودَيْس' فإنّهُ 'قد تيسّرَ للحركةِ التعاونيّةِ خلالَ الحربِ العالميّةِ الأولى أنْ تحافظَ أيضًا على مسافةٍ بينها وبين أطراف الصراع'. المؤرِّخةُ المُسنّةُ هي آخِرُ مؤرّخَةٍ لرابطةِ التحالفِ التعاونيِّ الدّوليّ.
تقولُ روديس: شهِدَ التحالفُ الحربَ العالميّةَ الأولى كحربٍ بينَ الرأسماليِّيْنَ والإمبرياليِّيْن؛ وبدونِ انقطاعٍ تمكنّتِ الحركةُ الدوليّةُ أَنْ تستمرَّ في التبادُلِ، فبرُغمِ الرِّقابةِ وشُحِّ الورقِ كانتْ، على سبيلِ المثالِ، توزّع نشرتَها الشهريّةَ على المستوى العالميِّ'.
خلالَ الحربِ أيضًا كانتِ النُّصوصُ التي تأتي منْ لندن تصلُ إلى أوروبّا القاريّةِ عَبْرَ هولندا، حيثُ يُتَرجَمُ النصُّ الانكليزيُّ منْ قِبلِ الحركيّيْنَ والحركيّاتِ إلى الألمانيّةِ؛ وكانتِ الحركةُ التعاونيّةُ السويسريّةُ تتكفّل بالتَّرجمةِ الفرنسيّةِ.
'وبِهذا، كانَ هنالكَ دائمًا عنصرٌ رابطٌ للحركةِ الدوليّةِ'، غيرَ أنَّ الجمعيّاتِ الوطنيّةِ لمْ تستطِعِ الإفلاتَ منَ الحرب، حيثُ قامَ أعضاؤُها بأَداءِ الخدمةِ كجنودٍ. الممتلكاتُ التعاونيّةُ، كالخيولِ مثلًا، ذهبتْ إلى المجهودِ الحربيّ؛ وبعضُ الحكوماتِ عطّلَ قواعدَ العملِ التعاونيّ'.
بالنّسبةِ لـِ'روديس' كانَ لِمؤتمرِ بازلَ قبلَ مئةٍ وعاميْنِ طابعُ 'عمليّةٍ تصالحية': 'خلقَتِ الحربُ توتّرًا وتصدّعاتٍ بينَ الحركاتِ الوطنيّة. بازلُ أتاحتْ مجدّدًا التّواصلَ الشخصيَّ والتفهّمَ المتبادَلَ للأضرارِ التي ألحقَتْها الحربُ بالحركاتِ منفردةً'.
MENAFN28012023000210011054ID1105489985